Oct 03, 2022 1:34 PM
خاص

لبنان يشارك في اكبر معرض للمنتوجات الغذائية... عبد الملك: بيروت على خريطة الغذاء العالمي

المركزية – تنظّم جمعية التجارة العادلة في لبنان Fair Trade Lebanon هذه السنة الجناح اللبناني في "معرض الغذاء الدولي" SIAL- PARIS 2022  في العاصمة الفرنسية بين 15 و19 تشرين الاول الجاري، بالتعاون مع جمعية الصناعيين اللبنانيين  ALI ومؤسسة رينيه معوضRMF  و"المعهد العالي للأعمال" في بيروت ESA Business School.  

 رئيس جمعية التجارة العادلة في لبنان المحامي سمير عبد الملك يقول لـ"المركزية": "سيشارك في هذا الجناح 19 صناعيا لبنانيا، وسيحضره الى جانب سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان وزراء الصناعة جورج بوشيكيان والاقتصاد والتجارة امين سلام والزراعة عباس الحاج حسن، الى جانب المدراء العامين في وزارات الزراعة لويس لحود والصناعة داني جدعون والاقتصاد والتجارة محمد ابو حيدر. 

ويضيف: "يندرج هذا الجناح من ضمن برنامج BIEEL  المخصص لدعم الصادرات الغذائية اللبنانية والذي تنفذه جمعية التجارة العادلة في لبنان وهو مُمَوَّل من "مبادرة الشراكة الاميركية الشرق اوسطية للتنمية US MEPI.  

ومن المتوقع ان يزور هذا المعرض ثلاثماية الف شخص، ويشارك فيه ١١٩ دولة و ٧٢٠٠ عارض من عشرات الدول. وقد تحققت عمليات تجارية في محطته الاخيرة عام 2018 قدرت قيمتها ب4 مليارات و480 مليون دولار اميركي. 

تجدر الملاحظة الى ان هذا المعرض لم ينظم عام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا، مما يفسّر  سبب المشاركة الكبيرة فيه هذه السنة، والفرص التي سيمنحها للمشاركين، لجهة الاطلاع على الابتكارات الجديدة في عالم الغذاء، ومتطلبات الاسواق العالمية، وفرص التعارف وتبادل المعلومات والخبرات بين العدد الكبير من المشاركين، ويوفر امكانية عقد اتفاقيات تجارية في التصدير والاستيراد

ويتابع عبد الملك: "معرض "سيال" يأتي في طليعة معارض الغذاء على المستويين العربي والدولي ويليه معرض "انوغا" في المانيا و"فانسي فود" في نيويورك و"معرض الخليج" في دبي..." مشيراً الى "ان اقامة الجناح اللبناني في معرض سيال- باريس ٢٠٢٢، ستضع لبنان، المشهور عالميا بتنوع مطبخه، في مصاف الدول المصدرة للصناعات الغذائية، وستظهر مجددا أهمية  التعاون بين القطاعين العام والخاص ومختلف أطراف المجتمع اللبناني من جمعيات وتعاونيات وجامعات ومراكز ابحاث ومختبرات  من اجل اعادة التوازن بين كافة شركاء الانتاج ومتابعة تقديم منتوجاتنا على المستويات العالمية. 

ومن الامثلة على فعالية هذا التعاون بين مختلف القطاعات، هو المجهود المبذول لاعتماد الوزارات الالكترونية  e-Goverment المعنية بتسهيل عملية الانتاج والتصدير  والمتوقع ان يبدأ العمل به قريبا". 

ويؤكد عبد الملك "ان جمعية التجارة العادلة تعمل منذ تأسيسها عام ٢٠٠٦ على تغيير الذهنية السائدة، من ذهنية استهلاكية تقوم على المساعدات والهبات التي اعتاد عليها الشعب اللبناني طوال سنوات الحرب، الى ذهنية منتجة تقوم على الانتاج والعيش بحرية وكرامة، وبالتالي وقف تصدير ابنائنا وتشجيع تصدير انتاجنا"، لافتا الى ان "الجمعية تقوم حاليا بتصدير منتوجات لبنانية الى اكثر من ١٢ دولة اوروبية، وهي منتوجات تتمتع بمواصفات الجودة المطلوبة عالميا، وقد اثبتت ان اللبنانيين لديهم القدرات والمعرفة والخبرة لمواجهة التحديات وما اخطرها اليوم بايمان وارادة وثقة واستعادت دور لبنان على مستوى العالم". 

ويتابع عبد الملك: "في الازمات تخلق الفرص، ويصبح الاتكال على الذات مصدر غنىً وتقدّم، ويصبح للارض قيمة انتاجية وليست سلعةً للمنافسة العقارية الاستهلاكية؛ ولهذا السبب حققت الصناعات الغذائية قفزة كبيرة تجلت في ازدياد صادراتها بين العامين 2019 و2021 من 600 مليون دولار الى 920 مليون دولار... ومن غير المستبعد ان تلامس مليار دولار نهاية العام الجاري"، معتبرا ان "اذا عادت المياه الى مجاريها بين لبنان واشقائه العرب وخاصة  الخليجيين منهم، سترتفع صادرات الصناعات الغذائية اكثر بكثير اسوة بسائر الصادرات الصناعية وغير الصناعية". 

ويتوقع عبد الملك "ان تعقد على هامش معرض سيال لقاءات كثيرة بين العارضين اللبنانيين وشركات توزيع واستيراد اوروبية مهتمة بتسويق منتوجاتنا الوطنية، معربا عن امله في ان تتوج بعقد اتفاقيات في ما بينها وهو ما سيسهم في دفع الصناعات الغذائية الى الامام اكثر وما سيدر على لبنان كميات اكبر من العملات الصعبة وما سيزيد من فرص العمل ويوقف نزيف الهجرة الذي يهدد بتفريغ الوطن من طاقاته المنتجة"، معتبرا "ان الثقة بالصادرات اللبنانية تترسخ بقوة لجملة عوامل ابرزها علامة الجودة:  TEQ (Transparency,Ethics,Quality) 

وتعني هذه الشهادة ان المنتوجات التي استطاعت الحصول على هذه العلامة من جمعية التجارة العادلة في لبنان هي منتوجات موثوقة لانها تتمتع بالشفافية والأخلاق والجودة". 

ويشدد عبد الملك على ان "بقدر ما سيشارك الصناعيون في المعارض العربية والدولية بقدر ما سيكونون على اطلاع حقيقي على الحاجيات عالميا وعلى رفع مستوى الجودة والنوعية بما يتطابق كليا مع هذه الحاجيات، وتضع لبنان على الخريطة العالمية للغذاء مما سيُسرّع وتيرة فتح الاسواق الدولية امام مختلف الصادرات اللبنانية" . 

وفي هذا الاطار يلفت عبد الملك الى ان جمعية التجارة العادلة في لبنان ما تزال تعمل منذ تأسيسها على تحقيق اغراضها، وابرزها: 

-المساهمة في تقليص حجم الاستيراد،  واعادة التوازن الى ميزان المدفوعات، وخلق المزيد من فرص العمل، والمساعدة في نقل لبنان من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج. 

-تعزيز الاطر والمجالات التي تتجلى فيها ثمار التعاون بين القطاعين العام والخاص ومختلف مكونات المجتمع من جمعيات وتعاونيات وجامعات ومراكز ابحاث 

-رفع مستوى التصدير وازالة العراقيل القائمة والانكباب على حلها سواء في لبنان ام الخارج. 

-تعزيز التعاون مع مختلف الهيئات الاقتصادية ومن الامثلة على ذلك اتفاقية التعاون بين جمعية التجارة العادلة في لبنان وغرفة التجارة الدولية/فرنسا لبنان. 

-رفع مستوى الجودة والنوعية في الانتاج اللبناني بما يؤهله يوما بعد آخر لمنافسة اهم المنتجات العالمية. 

هذا وتحتل الصناعات الغذائية والصناعات الكيميائية الصدارة في القطاع الصناعي اللبناني الذي كان ولا يزال يؤمن فرص عمل لحوالى 200 الف شخص والذي بلغت صادراته عام 2021 مليارا و700 مليون دولار من اصل مجمل التصدير اللبناني للعام نفسه والذي وصل الى 3 مليارات و900 مليون دولار. 

ويرى عبد الملك ان "امام الصناعات اللبنانية، على انواعها، فرصة ثمينة لزيادة انتاجها وتنويعه، لتلبية احتياجات الاسواق المحلية والعالمية، مستفيدة من الحوافز التي باتت تتمتع بها، ومن الرسوم والضرائب التي وضعت بوجه استيراد البضائع المنافسة، ومن الخبرات المهنية والتقنية المتوافرة محلياً". 

ويختم مشددا "على ضرورة اخذ العبر من الانهيار الذي اصاب لبنان حيث تراجعت القطاعات الخدماتية واثبتت القطاعات الانتاجية جدواها وقدرتها على الصمود والتطور وفي طليعتها الصناعة والزراعة ومن هنا اهمية التركيز على الاقتصاد المنتج من الآن فصاعدا". 

  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o