Jun 22, 2018 2:38 PM
خاص

إيجابيات "حـذرة" تحوط مشـهد التأليف الحكومـي غـداة اتصـالات الرئيس المكلـف
موعد الولادة رهن بموقف بعبدا وميرنا الشالوحي من تصوّر الحريري "قواتيا"و"اشتراكيا"

المركزية- لم يكتف الرئيس المكلف سعد الحريري، فور عودته الى بيروت أمس، بإعلان فتح "التوربو" على خط تأليف الحكومة، مؤكدا ان لا بطء أو "تطنيش" في عملية التشكيل، بل سارع الى إقران أقواله بأفعال تُظهر عزمه على اتمام مهمّته سريعا.

فكان ان عقد سلسلة لقاءات متتالية في بيت الوسط، حملت كلها العنوان نفسه "التركيبة الحكومية"، وجمعته تباعا الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس، فعضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور، فوزير الاعلام موفدا من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وأخيرا الوزير علي حسن خليل.   

وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، ساهمت هذه الاتصالات فعلا في تحقيق خرق في مشهد "التأليف" الجامد منذ أسابيع، ودفعت القطار الحكومي "دفشة" قوية الى الامام، حتى بات يمكن الحديث عن مولود حكومي قد يبصر النور في "المدى المنظور". غير ان المصادر، ترفض في المقابل، الافراط في التفاؤل وتُحافظ على ايجابية "حذرة". وتقول ان الجزم بأن العقد التي كانت تعترض طريق التشكيل، ذُللت تماما، فيه مبالغة.

فصحيح ان ما رشح عن لقاءات الرئيس المكلف بالامس، يدل الى ان "تفاهمات" أوّلية مرضية لأصحاب المطالب التي لم تُلبَّ بعد، وأبرزهم القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، تم الاتفاق عليها، الا ان لا شيء نهائيا بعد، خصوصا ان الصيغة الحكومية، يُفترض ان تنال ضوءا أخضر من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف معا.

واذ تشير الى ان مسار الامور حكوميا، سيتظهر في الساعات القليلة المقبلة، بعيد الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الحريري الى قصر بعبدا، حيث سيطلعه على تصوّره للحكومة المرتقبة، تلفت المصادر الى أن أبرز النقاط التي يجب رصد الموقف الرئاسي و"البرتقالي" في شأنها، تتمثل في التمثيل القواتي في الحكومة "كمّا" ونوعا، وفي التمثيل "الاشتراكي" ايضا.

ففي وقت يبدو الرئيس المكلف ذاهبا في اتجاه تلبية رغبات هذين الطرفين، الاول لناحية الحصول على حصة تناسب حجمه النيابي اضافة الى حقيبة "سيادية"، والثاني لناحية "حصر" التمثيل الدرزي به، قد لا تحصل توجّهاتُ "بيت الوسط" على "رضى" بعبدا وميرنا الشالوحي.

وفي الحالة هذه، تضيف المصادر، قد تكون عمليّة التأليف بحاجة الى جولة اتصالات جديدة، ما يطيح المعطيات التي تحدثت في الساعات الماضية عن ولادة "وشيكة" للحكومة قد تحصل مطلع الاسبوع المقبل وتسبق سفر الرئيس نبيه بري الى الخارج في إجازة. أما اذا اجتازت "المسودة" الحريرية، "محطة" الرئيس عون و"مختبر" الوزير جبران باسيل بنجاح، وصدقت الأجواء الايجابية التي عممّها "التيار الوطني الحر" في الساعات الماضية، عن عدم اعتراضه على اي حصة قد تُعطى للقوات أو على إسنادها حقيبة "سيادية"، فإن الحكومة قد تبصر النور فعلا، قريبا. لكن مهما يكن، ترجّح المصادر الا يطول أمد التأليف أشهرا على غرار المماطلة التي كانت تطبع معظم عمليات التشكيل في السنوات الماضية، بل ان تولد في غضون أسابيع كحدّ أقصى. أما الاهم في السياق، في رأيها، فهو ان الملف لبنانيٌ بحت وأن كل ما كان يشاع عن فيتوات وتدخلات "خارجية" في الموضوع، ثبت ان لا اساس له من الصحة، وهو ما أكده الرئيس الحريري بنفسه أمس، ما يعني ان في يد اللبنانيين وحدهم، الحل والربط في هذه المسألة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o