Jun 22, 2018 11:48 AM
أخبار محلية

ميركل تبدي تفهمها للموقف اللبناني حيــــــــال النزوح
عون يشدد على ضرورة فصل عودة اللاجئين عن الحل السياسي

المركزيةـ طالب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، بمساعدة بلادها في دعم موقف لبنان الداعي الى عودة النازحين السوريين تدريجياً الى المناطق الآمنة في سوريا، مشدداً على ضرورة الفصل بين هذه العودة والحل السياسي للازمة السورية والذي قد يتأخر التوصل اليه. واعتبر انه اذا تأخر الحل واختلفت موازين القوى من يضمن اذ ذاك عودة النازحين الى بلادهم، لاسيما وأن هناك تجربتين سبق ان عانى منهما لبنان، الازمة القبرصية التي لم تحل بعد على رغم مرور اكثر من 40 سنة عليها، والقضية الفلسطينية التي مضى عليها 70 عاماً وهي تنتظر الحل السياسي. واشار الى ان لبنان تحمل الكثير نتيجة النزوح السوري على مختلف الصعد ورقم النازحين قارب المليون و800 الف ولم يعد في قدرتنا تحمل المزيد. ولفت الى ان المساعدات الدولية لا تكفي لما يتكبده لبنان من خسائر، ومع ذلك نواصل تقديم الدعم في وقت تزداد فيه نسبة البطالة بشكل مضطرد خصوصاً في صفوف الشباب .

وفيما نوّه عون بالعلاقات اللبنانية- الالمانية شدد على ضرورة تطويرها في المجالات كافة، لا سيما وان المانيا هي الشريك الاقتصادي الخامس للبنان.

وشكر اميركل على الدعم الذي تقدمه بلادها للقوات المسلحة اللبنانية، معوّلاً على المساهمة البحرية الالمانية في عداد القوة البحرية لـ"اليونيفيل". كما اعرب عن تقديره لموقف المانيا الايجابي ومساهمتها في انجاح مؤتمري روما-2 لدعم القوى المسلحة، و"سادر" لدعم الاقتصاد اللبناني.

واشاد بالتعاون بين رجال الاعمال اللبنانيين والالمان، ولا سيما اللقاء الاقتصادي الذي عقد ظهر اليوم والذي من شأنه ان يوفّر الفرص الملائمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويسهّل دخول المنتجات اللبنانية الى الاسواق الاوروبية، كما شجّع على انشاء غرفة تجارة مشتركة لبنانية- المانية، وعلى توقيع اتفاقات تعاون بين البلدين.

من جهتها، اكدت ميركل رغبة بلادها في الاستمرار في مساعدة لبنان في مختلف المجالات لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تنتظره. وهنأت الرئيس عون على انجاز الانتخابات النيابية واقرار الموازنة، وتمنت التوفيق في تشكيل حكومة جديدة، مبدية الاستعداد للتعاون معها لتطوير العلاقات بين البلديا الصديقين. وشددت على ان المانيا ستواصل تقديم الدعم الانساني للبنان، والمساعدة ايضا في التخفيف من معاناة النازحين السوريين، لافتة الى ان وجود وفد من رجال الاعمال الالمان معها، يؤكد الرغبة بالتعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والنفايات، والتجارة بكل فروعها، لاسيما وانه تقرر استحداث فرع لغرفة التجارة الالمانية في لبنان. كما اكدت مواصلة دعم مقررات مؤتمر "سادر" وتدريب القوات المسلحة اللبنانية، وخصوصا سلاح البحرية.

وابدت ميركل تفهماً للموقف اللبناني حيال النازحين السوريين، لافتة الى انها ناقشت اوضاعهم مع مسؤولين في الامم المتحدة لمعرفة الظروف التي تعرقل عودتهم ، وقالت ان بلادها ستعمل من اجل المساعدة في هذا المجال، مع قناعتها بأن الحل السياسي يساهم كثيراً في الاسراع في انهاء ملف النازحين.

وقائع الوصول: وكانت السيدة ميركل وصلت الى قصر بعبدا مع الوفد المرافق، عند الثالثة الا ربعاً حيث قدمت لها سرية من لواء الحرس الجمهوري التحية، وتوجّهت الى صالون السفراء داخل القصر حيث كان الرئيس عون عند مدخل الصالون للترحيب بها، قبل ان يتوجها معاً الى الداخل حيث التقطت الصور التذكارية.

بعد ذلك، انضم الى المحادثات الوفدان اللبناني والالماني، وضم الوفد الالماني: مستشار السيدة ميركل لشؤون اللاجئين يان هيكر، ومستشارها للشؤون الاقتصادية لارس هندريك رولر، والمتحدث باسم الحكومة ستيفن سيبرت، والسادة: بيرتله وديرتز وغوبر من مكتب السيدة ميركل، والسفير الالماني في بيروت مارتن هوث. فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائب الياس بو صعب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدولية، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، وسفير لبنان في المانيا مصطفى اديب، والمستشار الدبلوماسي السفير شربل وهبة، ومدير الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، والمستشار اسامة خشاب.

وبعد انتهاء المحادثات، ودّع رئيس الجمهورية المستشارة الالمانية عند مدخل صالون السفراء، وتوجهت ميركل للتوقيع على السجل الذهبي حيث دوّنت الكلمة التالية:

" ان الصداقة بين مواطني بلدينا قد توطدت على مر الأعوام. أتمنى أن تتعمق الصداقة بيننا وبين هذا البلد الذي يعيش فيه أشخاص من طوائف متعددة".

يذكر ان زيارة السيدة ميركل للبنان هي الثانية منذ تسلمها السلطة بعد زيارة اولى عام 2007، كما كان زار الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير لبنان في 30/1/2018.

في عين التينة: كذلك زارت ميركل والوفد المرافق الذي ضم عدداً من اعضاء البرلمان الالماني والمسؤولين، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقت رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم التشاور في تطورات لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

في مستهل اللقاء شكر الرئيس بري لالمانيا مشاركتها في القوة البحرية لقوات "اليونيفيل" ، مشددا على اهمية دور هذه القوات في حفظ السلام في لبنان من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 .وأكد التمسك بحقوقه وحدوده البرية والبحرية، عارضاً الجهود في هذا الاطار لتثبيت الحقوق اللبنانية .

واستعرض بري مع ميركل الوضع الاقتصادي في لبنان المأزوم والضاغط نتيجة ما يجري في سوريا وثقل النزوح السوري على لبنان واللبنانيين، مؤكدا دور لبنان وما انجزه على هذا الصعيد. وشدد على رفع مستوى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة هذه القضية .

وشكر لالمانيا عنايتها ورعايتها للجالية اللبنانية الكبيرة مشددا على اهمية دور هذه الجالية التي ستشكل جسراً للتعاون بين البلدين .

من جانبها، اكدت ميركل التعاون البرلماني بين المجلس وعلى تعزيز مساهمة المانيا في "سادر" ومؤازرة لبنان لتطبيق توصيات المؤتمر .

في السراي: ثم توجت المستشارة الإلمانية الى السراي حيث عقدت مؤتمرا صحافيا مشتركا مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، عقب مشاركتهما في الطاولة المستديرة الاقتصادية المشتركة بين رجال الأعمال اللبنانيين والألمان التي استضافتها السراي.

الرئيس الحريري المؤتمر بالقول: "تشرفت باستقبال المستشارة ميركل، والوفد المرافق لها.

إن زيارتها للبنان في هذا الوقت الدقيق هو دليل على الأهمية التي توليها المانيا لاستقرار لبنان السياسي والاقتصادي. هي مناسبة أيضا لتوطيد العلاقات التاريخية الممتازة بين بلدينا.

أتوجه بالشكر لها على الدعم الكبير الذي تقدمه ألمانيا للبنان، خصوصا على صعيد المساعدات الإنسانية لتخفيف تداعيات أزمة النزوح السوري. فعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة فإن النزوح السوري أكبر بكثير من طاقة لبنان على التحمل.

وفي هذا المجال هناك حاجة لتوسيع المساعدات الإنسانية الأساسية بصورة مستمرة لتشمل، إضافة إلى النازحين، المجتمعات المضيفة لهم. لكن الأهم هو تنفيذ مشاريع إنمائية تحسن سبل المعيشة امام المجتمعات المضيفة وتوفر فرص العمل للبنانيين المضيفين لإخوانهم النازحين.

ناقشنا سويا الدور المساعد الذي يمكن لألمانيا أن تلعبه خصوصا في مساعدة لبنان على تنفيذ الأولويات التي طرحتها الحكومة اللبنانية في مؤتمر بروكسيل، من خلال دعم مشروع استهداف الفقر في لبنان ودعم تنفيذ الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب المهني والتقني الذي أعدته الحكومة اللبنانية بالتعاون مع اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية.

وكررت لميركل موقف الحكومة اللبنانية بأن الحل الدائم والوحيد للنازحين السوريين هو في عودتهم إلى سوريا، بشكل آمن وكريم.

طبعا، خلال محادثاتنا، استعرضنا رؤية الحكومة اللبنانية للاستقرار والنمو وفرص العمل التي طرحناها في مؤتمر "سادر" قبل شهرين في باريس، لمواجهة التحديات الإقتصادية والإجتماعية الكبيرة. وطلبت من المستشارة دعم ألمانيا لتنفيذ هذه الرؤية وأشرت إلى الفرص العديدة التي يتيحها تنفيذ البرنامج الإستثماري في البنى التحتية أمام رجال الأعمال الألمان، خصوصا بعد اقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص في بلدنا.

بالطبع، ومع انتقالنا إلى مرحلة التنفيذ اليوم، أعدت التأكيد لها التزام الحكومة اللبنانية بكل الإصلاحات التي وردت في "سادر"، إضافة الى أهمية وضع آلية متابعة مع المجتمع الدولي، وأعربت لها عن أملي في أن تكون ألمانيا عضوا في لجنة المتابعة.

كانت اجتماعاتنا فرصة أيضا لبحث معمق في أوضاع المنطقة، وأكدت التزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وشكرتها على مساهمة ألمانيا في قوات الطوارئ العاملة في لبنان. كما كررت شكري لها على دعم ألمانيا للمحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.

إن القوى السياسية في لبنان تجمع على ضرورة حفظ الاستقرار الداخلي في وقت تعيش المنطقة اضطرابات خطيرة، كما تجمع على التزام سياسة النأي بالنفس عن التدخل في شؤون الدول العربية، وهو التزام ستتابعه الحكومة المقبلة بإذن الله.

كما أكدت لها التزام لبنان المستمر بمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت، وبالتالي تمسكنا بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.

أخيرا، أكرر شكري للسيدة المستشارة ولوفدها المرافق على زيارتنا في بيروت، وعلى الاجتماعات المثمرة التي عقدناها معا.

ثم تحدثت ميركل فقالت: "لقد سررت بقبول الدعوة التي قدمتموها لي في العام الماضي عندما قمتم بزيارة لنا في ألمانيا، وأريد أن أهنئكم بعد الانتخابات بتكليفكم تشكيل الحكومة، وكنت أيضا زرت رئيس البرلمان الذي هنأته هو أيضا وسأزور رئيس الجمهورية . لقد أتينا بوفد من نواب برلمانيين بهدف تعزيز التعاون البرلماني، كما يرافقنا وفد اقتصادي. ومن الواضح أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا ولبنان هو هدف لنا أيضا.

أعتقد أن التوقيت مناسب جدا، فإن مؤتمر "سادر" يقدم أساسا جيدا لهذا التعاون، وأنا أشكر استعداد الحكومة اللبنانية على أن تضم ألمانيا إلى الهيئات التي تساعد في المضي قدما في الإصلاحات الضرورية والبنيوية في لبنان، وتحرص على القيام بالإيفاء بالوعود المقدمة من قبل بلدكم.

لقد شهدنا خلال مشاركتنا في الاجتماع الاقتصادي وجود خطط ملموسة من قبل حكومتكم متعلقة بالاستثمار، وهذا من مصلحة المواطنين اللبنانيين. وأنا أعتقد أن ألمانيا ستقدم إسهاما جيدا في العديد من المجالات، سواء في مجال الطاقة أو إدارة النفايات أو الغرف التجارية والصناعية التي أوضحت من جانبها اليوم أنه ستكون هناك غرفة تجارة في لبنان، وتم الاتفاق على الخطوط العريضة لذلك، وأعتقد أن هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة الى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في ألمانيا، لاسيما النظر إلى خطتكم لتطوير المناطق الحرة الاقتصادية والتخفيف من البيروقراطية.

لا يزال هناك الكثير مما يمكننا القيام به، ونعتقد أن لبنان هو نقطة انطلاق جيدة للأنشطة في المنطقة بأكملها.

وتأتي التنمية الاقتصادية في المقام الأول بالنسبة للبنان، فللمرة الأولى منذ الحرب الأهلية، تظهر أمام لبنان مهمة خاصة بالنسبة الى رعاية اللاجئين، والعديد من المدارس في لبنان تعمل في دورات متتالية. والتزمت ألمانيا بأن تساعد لبنان وتقدم له الإغاثة الإنسانية وأن تدعم المنظمات التي تقوم بعمل إنساني فيه. نريد بالطبع أن نساهم في التوصل إلى حل سياسي يمكّننا من عودة اللاجئين إلى سوريا. ونتعاون مع المنظمات الدولية ومع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، وكما قال الرئيس الحريري، فإن عودة اللاجئين لا بد من أن تحدث عندما تتوافر الظروف الآمنة لهم. لبنان يواجه ظروفا صعبة، وهنا نرى نموذجا ومثالا عن كيفية تعايش مختلف الأقليات الدينية مع بعضها البعض، وأعتقد أنكم تقدمون نموذجا بالفعل لبلدان عديدة في العالم كيف يستطيع الناس التعايش رغم الاختلافات.

ألمانيا تدعم القوات البحرية ونرى أنفسنا ملتزمين بمواصلة تقديم الدعم للتوصل إلى استقرار في المنطقة ككل. لهذا أتوجه إليكم بالشكر الجزيل على هذا الوقت الذي قضيته هنا، وآمل في أن تساهم زيارتي، وهي بالفعل ستساهم، في مواصلة الجهود في هذا المجال.

حوار: سئلت المستشارة ميركل: ما هي صعوبة التعامل مع حكومة تريد الحصول على دعم للاجئين أكثر من حصولها على دعم للسكان هنا؟

ـ زيارتي هنا تهدف في المقام الأول إلى دعم الحكومة والعلاقات بين بلدينا، وبالتالي نحن نتوقع أن نفي بتطلعات المواطنين اللبنانيين، بخصوص مزيد من الرخاء والنمو. كما أن المهام التي ألقيت على عاتق لبنان، والتي نثمنها بشكل بالغ، وبالنظر إلى عدد السكان وعدد اللاجئين الذين تم استيعابهم، فإن هذه المهمة من الصعب أن يتحملها بلد لوحده، وبالتالي علينا أن نقدم له المساعدة.

وفي حديثي مع العديد من المسؤولين اللبنانيين، أكدت أن عودة اللاجئين لا بد من أن تحدث بالتوافق والتنظيم والتعاون مع منظمات الإغاثة، وهناك استعداد كبير، وهناك أيضا توترات، وهذا موضوع مفهوم، لكن لبنان أظهر بالفعل كيف يستطيع التوصل إلى اتفاق، وعلى الرغم من تعدد القوى السياسية، وهذا ما أتمناه للبنان بخصوص هذه المسألة.

سئل الرئيس الحريري: هل يمكنكم أن تتحدثون بصورة واضحة عن الإصلاحات التي تعتزمون القيام بها؟ وما هي الخطوات المحددة التي ستتخذونها في هذا المجال؟

أجاب: بداية أود أن أؤكد أننا إن لم نتعامل مع هذا الموضوع بشكل إنساني، نكون فقدنا كلبنانيين إنسانيتنا، لأنه في مرحلة من المراحل، مر لبنان بحرب أهلية، والعالم استقبله، ومن واجب لبنان أن يستقبل هؤلاء النازحين، وأن يوجد لهم أفضل السبل للعيش والعودة إلى سوريا. وأنا برأيي أن العالم أيضا، إن لم ينظر بإنسانية إلى هذا الموضوع يكون العالم أيضا قد فقد إنسانيته.

لبنان لا يسعى أن يحصل على أموال فقط للنازحين، لذلك، قدمنا مشروع "سادر" في باريس، وألمانيا كانت من الدول الداعمة للنهوض بالاقتصاد اللبناني، هذا الاقتصاد الذي سيسمح بتأمين فرص عمل للبنانيين أولا، نحن ننظر بحل شامل، درسناه مع دول عدة ومع البنك الدولي، ومع ألمانيا وفرنسا وغيرها، لكي ننهض بالاقتصاد اللبناني. لا يمكن للبنانيين أن يتحملوا هذه العدد الكبير من النازحين، من دون أن يكون هناك نمو في الاقتصاد اللبناني. التركيز بالنسبة إلينا هو النمو في الاقتصاد اللبناني الذي يوفر فرص العمل، وتعزيز القطاع الخاص لأنه المشغل الأول للشباب والشابات اللبنانيين. وهذا ما يؤدي إلى حل الوضع الاقتصادي ويوجد ارتياحا في البلد.

أود أن أوكد أمرا آخر، أننا كرؤساء وزراء وكدول، علينا واجب إنساني أن ننظر إلى محن الدول الأخرى بشكل إنساني، فإذا فقدنا نحن هذه الإنسانية ما الذي يبقى في هذا العالم لكي ندافع عنه. لذلك نحن في لبنان متمسكون بموقفنا بعودة النازحين بأسرع وقت ممكن بشكل آمن وكريم، لكن هذا لا يعني أن ندير ظهرنا لأخواننا الذين وقفوا معنا في مراحل كثيرة.

سئلت ميركل: هل ستقبل ألمانيا عددا أكبر من اللاجئين السوريين؟ وكم عددهم؟

ـ لم نتباحث حول هذه المسألة، وكما تعلمون فقد استقبلت ألمانيا عددا كبيرا من اللاجئين السوريين وأعتقد أنه كانت هناك أسباب جيدة لإيواء النازحين في مناطق قريبة من بلدهم الأصلي، كما تفضل الرئيس الحريري، ونحن نقوم بإسهامات كبيرة في تمويل المشاريع. لقد زرت مدرسة رأس بيروت الرسمية التي تنظم دوامين اليوم وسمعت الكثير عما يمكن القيام من أنشطة إذا التزمنا بالتعهدات المالية التي قدمناها، وسنزيد من هذه المساهمة هذا العام، ونشعر بهذا الالتزام للنهوض بالوضع الاقتصادي في لبنان. لكني أؤكد مرة أخرى بكل وضوح مدى الالتزام والنشاط والحماس الذي يقدمه المعلمون والمعلمات والمنظات غير الحكومية وغيرها، سواء للأطفال اللبنانيين أو اللاجئين، وهي مشاريع مبهرة مليئة بالحماس والنشاط، وهذا ما زاد من إقناعي بالالتزام بالتعهدات المالية التي قدمناها بالفعل.

سئل الرئيس الحريري: في ألمانيا مشكلة بما يتعلق بالعصابات والجريمة المنظمة التي يقوم بها أشخاص من أصول لبنانية، فما ردكم؟

ـ أي مواطن لبناني موجود في أي دولة في العالم يجب أن يحترم قوانين الدولة التي يتواجد فيها، وهذا الأمر أساسي بالنسبة إلينا، وهناك تعاون أمني كبير بين ألمانيا ولبنان، في ما يخص مكافحة الجريمة، وهذا أمر قائم بين البلدين، وأي لبناني موجود في ألمانيا عليه أن يحترم هذه القوانين.

وأنا أيضا لدي في الحكومة تحديات في ما يخص النازحين في لبنان، وبالتالي، نحن والسيدة ميركل لدينا نفس المشاكل، لكن الأساس هو كيف نحل هذا الموضوع لا أن نعقّده.

سئلت المستشارة ميركل: يوم الأحد لديك اجتماع مع رؤساء دول وحكومات في أوروبا، فماذا عن التحضيرات لهذا الاجتماع؟

ـ أعتقد أن الائتلاف الحكومي سوف يواجه المهام التي أخذها على عاتقه، وقد قام بالفعل بمهام عديدة بخصوص الاجتماع يوم الأحد. وهو اجتماع عمل استشاري، ولن يكون هناك في النهاية إعلان ختامي بل نحاول أن نتحدث بصورة عامة عن موضوع اللجوء، لذلك سنتحدث مع كل الدول عن موضوع الهجرة الأساسية أو الفرعية، وعلينا أن نرى إن كان يجب التحرك أو التوصل إلى اتفقيات ثنائية أو ثلاثية أو متعددة الأطراف. إذا هو اجتماع أولي مع كل الدول المهتمة بذلك، وهو كان اجتماعا مفتوحا أمام كل الدول ولكن ليست كل الدول ستشارك، فهذا اجتماع تشاوري فحسب.

سئل الرئيس الحريري: كيف تطمئن من يعتبر أن كل هذه المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي هي مقدمة لتوطين النازحين على المدى الطويل؟

ـ أظن أن دستورنا واضح في موضوع التوطين ورفض التوطين موجود بالدستور، ولن يقوم أي فريق سياسي بتعدٍ على هذا الأمر. ونحن نسمع كثيرا في موضوع التوطين منذ أيام اللاجئين الفلسطينيين، فهل تم توطينهم؟ لم يحدث شيء. لذلك ما أقوله دائما أن مخاوف بعض اللبنانيين بهذا الشأن يحميها الدستور. علينا احترام الدستور وليس هناك أي بلد في العالم يمكن أن يجبر لبنان على توطين مواطن سوري واحد. علينا أن نحترم الدستور وأن نعمل مع المجتمع الدولي على عودة النازحين إلى سوريا بأسرع وقت ممكن بطريقة آمنة وكريمة، وعلى المجتمع الدولي أن يعمل على حل للأزمة في سوريا.

يجب أن نكون واثقين من دستورنا ومن أنفسنا، ومدركين أن ذلك لن يؤدي إلى التوطين. هذا الأمر سمعناه في السابق مع اللاجئين الفلسطينيين، ولم ولن يحصل، ومع اللاجئين السوريين لم ولن يحصل بإذن الله.

غداء تكريمي: بعد ذلك، أقام الرئيس الحريري مأدبة غداء تكريمية على شرف المستشارة ميركل والوفد المرافق.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o