Sep 23, 2022 3:44 PM
خاص

النووي يفني البشرية... هل يستخدمه بوتين ام يهوّل به؟

يولا هاشم

المركزية - في خطاب متلفز ونادر للشعب الروسي الأربعاء الماضي، اتهم الرئيس فلاديمير بوتين الغرب بدفع أوكرانيا لنقل العمليات العسكرية إلى أراضي بلاده وتهديد روسيا بضربات نووية. وقال إن لدى موسكو أسلحة دمار شامل ستستخدمها بالتأكيد لحماية البلاد وشعبها. كما أعلن "التعبئة الجزئية"، وذلك للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، واصفا القرار بالضروري لحماية الشعب من الحرب التي يشنها "الغرب بشكل جماعي".   

الإعلان هذا  لم يمرّ مرور الكرام، اذ انهالت ردود الفعل المحلية والدولية، وتزايدت المخاوف من زج روسيا المزيد من الجنود الروس في ساحات المعارك في أوكرانيا ما دفع بالكثير من الشباب إلى التظاهر اعتراضاً او حتى الى السفر خارج البلاد، في حين عبّر رؤساء الدول الكبرى عن خشيتهم من أن يؤدي هذا الإعلان الى عواقب وخيمة، واتهم الغرب بوتين بتعريض السلام العالمي للخطر.  

ويمثل التحذير الصريح من بوتين، الذي تمتلك بلاده رؤوساً نووية أكثر حتى مما لدى الولايات المتحدة، أكبر تصعيد في الصراع منذ غزو روسيا لأوكرانيا في شباط الماضي. وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم ، إنّ الولايات المتحدة ترسل منذ عدة أشهر، عبر قنوات اتصال خاصة، تحذيرات "غامضة" لروسيا من العواقب الوخيمة لاستخدام السلاح النووي. فإلى أي مدى ممكن أن تتأزم الأمور؟ 

العميد الركن نزار عبد القادر يؤكد لـ"المركزية" ان "السلاح النووي وُجِد وطوِّر وخًزِّنت منه كميات كبرى مما يجعل إمكانية استعماله مستحيلة وليس شبه مستحيلة، لأن هذا الموضوع يعني فناء البشرية. لذلك، من غير الممكن ان يُستَعمل، خصوصاً في الصراع بين روسيا والغرب والذي يبلغ ذروته تدريجاً، لأن ذلك يعني دخول العالم في نفق مظلم وانتهاء البشرية.  

من هنا، اعتقد ان هذا الكلام هو فقط من أجل الاستغلال السياسي والتأكيد ان موسكو تملك عامل الردع وقد تلجأ الى السلاح النووي في حال محاولة الغرب احتلال أجزاء منها. ومثل هذا التطور الدراماتيكي لن يحصل برأيي، ولن يدعم الغرب الاوكران للدخول الى الاراضي الروسية. الغرب يريد فقط تحرير الاراضي التي احتُلَّت من قبل روسيا وتحرير إرادة الشعب الاوكراني بحرية الخيار إن كانوا راغبين في الانضمام الى اوروبا، ولكن ليس لاسقاط النظام الروسي او احتلال أجزاء من روسيا".  

ويتابع عبد القادر: "لذلك، اعتبر ان كل ذلك يدخل في إطار التهويل والتحذير والتأكيد على عامل الردع، لأن بوتين يعلم أيضا ان هناك على الاقل دولتين في اوروبا تملكان سلاحا نوويا هي فرنسا وبريطانيا، وهناك الولايات المتحدة الاميركية التي تتفوّق، ليس من ناحية الرؤوس النووية ولكن من ناحية القدرات النووية والصواريخ الدقيقة التي تملكها والتي ينتشر قسم منها في عدة دول اوروبية". 

ويتابع: "هذا موضوع يجري التهديد به باستمرار بإمكانية استعماله فقط للتذكير وليس بالفعل للتحضير لقرار قد يدمر اوروبا وحتى الولايات المتحدة"، مشيرا الى "ان روسيا قد تملك عددا من الرؤوس النووية أكبر من الولايات المتحدة ولكن أشك بأنها تملك ترسانة حتى عدديا أكبر من تلك التي تملكها البلدان الغربية مجتمعة. من الناحية الاخرى، نوعية السلاح النووي ودقة الصواريخ التي يملكها الغرب وتعدد منصات إطلاقها من الجو والبر ومن تحت مياه البحار، الغرب يملك قدرات اكبر وأدق بكثير، وهو يملك خاصة صواريخ تحمل رؤوسا متعددة القذائف، يمكن ان تضرب مواقع عدة داخل روسيا دفعة واحدة ومن قذيفة واحدة قد تخترق الدفاعات الروسية لتصل الى عمق الاراضي".  

ويختم عبد القادر: "لا الاتحاد السوفياتي ولا روسيا اليوم وصلا الى التكنولوجيا التي تملكها الولايات المتحدة سواء من الصواريخ المنطلقة من الغواصات او من القصف الجوي او من خلال الصواريخ المتوسطة او العابرة للقارات. هذا الموضوع عبارة عن رفع معنويات القوات المسلحة الروسية، وفي الوقت نفسه تطمين الشعب الروسي بأن الغرب لن يجرؤ على اختراق الحدود الوطنية للاتحاد الروسي. واعتقد ان الغرب يدرك ذلك، وبوتين ايضا يدرك ان من غير المُستَساغ التهديد باستعمال الاسلحة النووية لأن هذا الموضوع خطر جدا على كل الأصعدة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o