Sep 21, 2022 3:45 PM
خاص

لقاء ماكرون – رئيسي... هل يفتح ثغرة في جدار الملف النووي؟

يولا هاشم

المركزية – وسط تسارع وتيرة التحولات الجيوستراتيجية في المنطقة، دخل الوسيط الأوروبي على خط المفاوضات النووية بهدف تخفيض التوتر بين طهران وواشنطن، لكن الرد الإيراني الأخير لم يُلبِّ طموحاته، حيث شكَّكت الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في نِيَّات طهران في العودة للاتفاق النووي. 

في المقابل، صرّح الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على شبكة سي بي إس، أننا جادون في التوصل إلى اتفاق جيد وعادل، ولكن يجب أن يكون هناك ضمان بأن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على الخروج من الاتفاق. 

وأكد رئيسي ان الأميركيين قد نقضوا العهود وقد فعلوا ذلك، ومن هنا فانه لا معنى للاتفاق عندما لا تكون وفيا لالتزامك ولا يمكننا الوثوق بأميركا لأننا اختبرناها من قبل وإذا لم يكن هناك ضمان، فلن نثق. 

واستبعد رئيسي، الذي يشارك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك إجراء لقاء مع نظيره الاميركي جو بايدن، لكنه في المقابل التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي وجّه له دعوة رسمية لزيارة باريس، مشيراً إلى أن "الكرة الآن في ملعب إيران للتوصل الى اتفاق نووي". فهل يفتح هذا اللقاء ثغرة في جدار الملف النووي المتعثر؟ 

مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات والأبحاث العميد الركن الدكتور هشام جابر يقول لـ"المركزية": "لا أعتقد ان ماكرون سيكون له تأثير دراماتيكي في هذا المجال، رغم ان فرنسا عضو مشارك في الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة. فالايرانيون يعلمون ما يريدونه ومع مَن يتحاورون، والقرار موجود لدى الولايات المتحدة وليس مع فرنسا لأن مشكلة ايران هي مع واشنطن وليس مع باريس. لذلك، لا أعتقد ان ماكرون رمى الكرة في ملعب ايران وحشرها في الزاوية. فالايرانيون صبورون. ايران تريد الاتفاق أكثر مما تريده الولايات المتحدة إنما بشروطها. وبالتالي يدور الاتفاق في حلقة مفرغة. في المرحلة الراهنة توصل الطرفان الى الكثير من الامور الايجابية، كما أن ايران تنازلت وأعلنت أنها ستسمح لوكالة الطاقة الذرية، وخلال أشهر معدودة، بالكشف على المفاعل النووي للتأكد من عدم حصول تخصيب بنسبة تفوق المتفق عليها، في حال تم الاتفاق". 

ويشير جابر الى ان "فرنسا هي أكثر دولة في اوروبا لها مصلحة في العودة الى الاتفاق النووي، أكثر من بريطانيا والمانيا، لأنها بحسب الاتفاق السابق كانت ستبيع عتادا لايران وأهمها صفقة الـ"ايرباص"، إضافة الى استثمارات "توتال" التي تقدر بمليارات الدولارات. لكن فرنسا وماكرون لم يكونا على مستوى طموحات ايران، وهي لا تثق بهما، لأن موقف فرنسا، عندما انسحب الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، كان ضعيفا ولم تعلن فرنسا حينها تمسّكها والتزامها بالاتفاق وتبعت ترامب في انسحابه. 

ويلفت جابر الى ان المسودة أصبحت جاهزة لكن القضية هي قضية ثقة، ليس فقط من جهة فرنسا، إنما ايضاً من جهة الولايات المتحدة أيضاً. فقد فهمت ايران في مسألة العقوبات تحديداً، ان هناك بعض العقوبات التي يمكن للرئيس الاميركي ان يلغيها خاصة تلك التي فرضتها الادارة الاميركية، مقابل عقوبات أخرى لا يمكنه إلغاؤها لأن الكونغرس هو من صدّق عليها، وهو وحده المخوّل إلغاؤها وتحتاج الى بعض الوقت، مع العلم أنه من غير المعروف ما الذي سيقرره بشأنها. كما ان الايرانيين طلبوا ضمانات لعدم الانسحاب مجددا من الاتفاق، خاصة وان بايدن لم يتبق لديه سوى سنتين في الحكم، وتريد طهران ضمانات عند انتهاء ولايته بعدم لجوء الرئيس المقبل الى الانسحاب مجددا. وبالتالي فإن المسألة لا يمكن ان تحلّها فرنسا او بريطانيا او المانيا إنما الاميركيون فقط الذين عليهم تقديم ضمانات لايران.  

وعن انتهاء مدة الاتفاق عام 2025، يؤكد جابر ان الاتفاق قابل للتجديد تلقائيا، في حال لم يعترض أي من الطرفين عليه. ويضيف: "الجميع يريد الاتفاق، ايران كي تستعيد اقتصادها وتجارتها، والولايات المتحدة كتعويض عن الغاز والنفط الروسي وكحل لمشكلة اوروبا، ولكن أكثر المستفيدين من إعادة احياء الاتفاق بين الدول هي فرنسا، لكن ايران تلومها لعدم وفائها بالتزاماتها بعد انسحاب ترامب، وبالطبع ايران حالياً ستطالبها بالتعهد بألا تخيّب آمالها مجددا". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o