Jun 21, 2018 5:01 PM
تحليل سياسي

الحريري يفتح "توربو" التشكيل ويستقبل فرنجية: لا اسير ببطء
العقد الثلاث نحو الحـل واسماء وزراء القوات جــــاهزة
ميركل في بيروت والسعودية تدعم التواصل بيــن اللبنانيين

المركزية- اطلق الرئيس المكلف سعد الحريري فور عودته الى بيروت صفارة اعادة انطلاق قطار التشكيل في اتجاه محطة انهاء توزيع الحصص على القوى السياسية للسير مجددا في اتجاه الحقائب واسقاط الاسماء عليها، علما ان اتصالاته لم تتوقف خلال فترة غيابه عن لبنان كما كشف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لـ"المركزية"، "فالتواصل لم ينقطع يوما، وعدم الإعلان عن حركة الاتصالات واللقاءات لا يعني ان مسار التأليف متوقف أو جامد.

 فتحت التوربو: ففور عودته الى بيروت، سارع الرئيس المكلف الى الرد على من يتهمونه بالتباطؤ والمماطلة، غامزا من قناة الرئيس نبيه بري من دون ان يسميه،. فقال "أنا لا أسير ببطء فقد فتحت "التوربو" وأتشاور مع كل السياسيين"، موضحا انّ "لا عقد خارجية في تأليف الحكومة بل داخلية وكل الأمور قابلة للحلّ"، واضاف "نحن نتشاور مع كل الفرقاء السياسيين وسنجمع كل الناس وهذا واجبي".

بدء الحل:" وفي السياق، علمت "المركزية" أن الاجتماع الذي عقده الحريري مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل انتهى إلى اسناد 7 حقائب للتيار، و4 للقوات (بينها وزارة العدل)، إضافة إلى 3 للرئيس ميشال عون، في وقت افادت معلومات "المركزية" بأن الأسماء القواتية المرشحة للتوزير باتت جاهزة على أن يتم اسقاطها على الحقائب في مرحلة لاحقة.

أما في ما يتعلق بالعقدة السنية، فأشارت المعلومات الى أن اسم النائب فيصل كرامي يحظى بتأييد الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في وقت يصر النواب السنة المقربون من 8 آذار على وزيرين لا يكونان من حصة رئيس الجمهورية، علما أن بات من المعلوم أن الحريري سيحظى بوزير ماروني مقابل السني الذي يضمه الرئيس ميشال عون إلى كتلته الوزارية باعتباره "بي الكل". وفي ما يتعلق بتيار المردة، لفتت الى إنه يواصل التنسيق مع حزب الله، من خلال اجتماعات تعقد بين الجانبين للاتفاق على الحصة الحكومية، وعلى هذه الصفة استقبل الرئيس الحريري عصرا الوزير السابق فرنجية والوزير يوسف فنيانوس في حضور الوزير غطاس خوري.

ميركل في بيروت: في الموازاة، تصل الى بيروت عصرا المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل في زيارة تستمر يومين، تجول خلالها على الرؤساء، سيكون ملف النزوح السوري العنوان الابرز لها. وقبيل انتقالها الى لبنان، حطت ميركل في الاردن وأكدت بعد محادثاتها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على ضرورة اتخاذ إجراءات في مواجهة توجهات إيران "العدائية" في الشرق الأوسط.

دعم سعودي للتواصل: من جهة ثانية، جال الوزير المفوض القائم باعمال السفارة السعودية في لبنان وليد بخاري، في حاصبيا اليوم، يرافقه النائبان وائل ابو فاعور وأنور الخليل. ومن خلوات البياضة، أكد البخاري "ان المملكة العربية السعودية تدعم التواصل مع الجميع في هذا البلد وضمان استمرار التواصل والإزدهار والإستقرار للبنان".

تأويلات زورا: وفي أعقاب الزيارة اللافتة التي قام بها رئيس الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الى المملكة، قال ابو فاعور "لطالما كانت سياسة السعودية هي الدعوة الى التقارب بين اللبنانيين كافة، وايجاد المشترك في ما بينهم، ولقاء اليوم هو على شاكلة ما تحب المملكة للبنانيين ان يكونوا"، مشيرا الى ان تم خلال لقاء العاهل السعودي وجنبلاط "التأكيد على ما عرفناه تاريخيا عن هذه المملكة، رغم كل التأويلات التي تريد ان تحمل المملكة زورا مسؤولية تشكيل الحكومة او في غيرها من الإستحقاقات". وقال: "ما سمعه وليد جنبلاط من سمو ولي العهد ومن المسؤولين السعوديين هو دعوة اللبنانيين الى البحث عن المشترك في ما بينهم والى تغليب المساحات المشتركة ودعم كل ما يؤدي الى مزيد من الوحدة الوطنية بين اللبنانيين".

الوضع البقاعي: أما على صعيد الوضع الامني في البقاع، والذي قفز الى الواجهة بقوة في الايام القليلة الماضية، على وقع جولة اشتباكات بين العشائر البقاعية تجددت على الحدود السورية-اللبنانية أمس، فقد بدأت وحدات من الجيش اللبناني منذ ساعات الصباح الأولى تسيّر دوريات وتقيم حواجز متنقلة داخل مدينة بعلبك ووسط سوقها التجاري وضمن محيط منتزهات رأس العين بهدف حفظ الأمن في المدينة وضواحيها، في حين يكثر الكلام عن خطة امنية ستنفذ في المنطقة قريبا. وليس بعيدا، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان أن دورية من مديرية المخابرات في بلدة فلاوة - بعلبك، أوقفت المدعو حمزة صبحي الكيّال المطلوب بجرم إطلاق نار باتجاه محال تجارية في مدينة بعلبك ومشاركته في الأحداث الأخيرة في المدينة. وأحيل الى القضاء المختص وبوشرت التحقيقات".

جعجع: وفي تعليق على الامن البقاعي، قال رئيس حزب القوات سمير جعجع "ان ما يحصل في الحقيقة غير مقبول على الإطلاق، الفلتان الأمني تجاوز كل الحدود والسقوف واستمراره يضرب صورة الدولة وهيبتها، والناس وصلت إلى حافة اليأس من الوضع القائم وتشعر كأنها متروكة لقدرها ومصيرها، لذلك على وزارتي الدفاع والداخلية اتخاذ إجراءات فورية وصارمة من أجل تطبيق القانون والعدالة ومحاسبة كل مخلّ بالأمن والاستقرار. ان اللبنانيين عموما واهل البقاع خصوصا يحتاجون الى الدولة ويطالبون بوجودها ولا يجوز ان تخذلهم، بل ان تنهي الوضع الشاذ اليوم قبل الغد".

حزب الله...أين الدليل؟: وفي السياق، أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي المقداد عبر "المركزية" الى إن "رفع الغطاء السياسي عن المخلين بالامن، عذر تستخدمه بعض الجهات لتغطية تقاعسها، الحزب هو من يطالب منذ سنوات ببسط الامن في بعلبك، والمقاومة براء من هؤلاء الخارجين عن القانون وأكثر المتضررين من تواجدهم، وهي أول من يدفع الثمن، ونقول لمن يتهمنا بتغطية المجرمين قدموا لنا الدليل"، مضيفا أن "الحزب هو من يطلب ومنذ سنوات أن تلعب القوى الامنية دورها، فلماذا تحميلنا المسؤولية؟"، مؤكدا أن "لا مونة للحزب على العشائر، فإذا كان بعض أعضائها منتسبين للحزب هذا لا يعني أن بمقدور هؤلاء إخضاع كامل العشيرة لسلطتهم كما كان الوضع في الماضي، فالولاءات داخل العشيرة الواحدة أصبحت متعددة".

جوازات الايرانيين: وليس بعيدا من محور السجالات، وبعيد اجتماع وزير الداخلية نهاد المشنوق مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي اكد انه سيرسل في نهاية الأسبوع نسخة لرئيس الجمهورية عن التقرير في مرسوم التجنيس، فيما اشار الوزير الى ان "لا خلاف على الصلاحيات مع مدير الامن العام وان اتفاقا تم على متابعة التشاور مع الرئيس سعد الحريري لاتخاذ القرار المناسب وانهاء الجدل في ملف عدم ختم جوازات سفر الايرانيين"، قالت اوساط مطّلعة لـ"المركزية" ان الامن العام وبإيعاز من مديره الذي له من الصلاحيات ما يخوله اتخاذ قرارات يراها مناسبة او مفيدة لمصلحة لبنان، لا يحصر الاجراء بالرعايا الايرانيين فحسب، بل يشمل ايضا الكثير من ابناء دول الخليج، لا سيما الذين يرغبون في فترات معينة بزيارة لبنان لاسباب عائلية او لظروف عمل او غيرها فيما تحظّر ذلك دولهم. كما يسري الامر نفسه على مواطنين اميركيين وكنديين واوستراليين او من اصول لبنانية يودون دخول لبنان، فلا يسع الامن العام والحال هذه الا تلبية هذه الرغبة.

نحو درعا: اقليميا، ورغم الاتفاق الاميركي– الروسي– الاردني المتجدد على منع تمدد النظام السوري وحلفائه الايرانيين صوب منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، تبدو دمشق قررت تخطي التفاهم هذا، وإدارة محرّكاتها العسكرية نحو الجنوب. فقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أن آلاف الناس فروا من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في جنوب غرب البلاد، تتعرض لقصف من جانب قوات النظام والميليشيات الموالية لها التي تتمركز في ريف السويداء، وسط مخاوف من هجوم كبير في المنطقة القريبة من حدود الأردن. وذكر المرصد أن نحو 12500 فروا من المناطق الواقعة في شمال غرب محافظة درعا التي شهد ريفها الشرقي حركة نزوح واسعة باتجاه الحدود الأردنية والقرى الحدودية، لأول مرة منذ سنوات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o