Aug 17, 2022 4:18 PM
خاص

"وحدة الساحات"... هل انتهت مع انتهاء عدوان غزة؟

المركزية - ينقسم الفلسطينيون على كل شيء، صحيح أنهم يجمعون على الأماني والأحلام لكنهم بالتأكيد يختلفون على طرق تحقيقها، ومواجهة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، الذي حمل تسمية إسرائيلية "طلوع الفجر"، ليس استثناء بطبيعة الحال، حيث حملت التسمية الفلسطينية لعملية صد العدوان على غزة: "وحدة الساحات". فأين اصبحت هذه "الوحدة" وما الذي ينتظر الساحة الفلسطينية بعد؟ 

مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث العميد الركن الدكتور هشام جابر يؤكد ان  الحديث تمّ عن "وحدة الساحات" مستقبلا، كما ان "وحدة الساحات" قاعدة ثابتة، إنما تنفيذها لا يعني أن بمجرد حصول عدوان على غزة يجب ان تفتح تلقائياً كل الجبهات، هذا من حيث المبدأ". 

أما عن عدم مشاركة حماس في المعركة وغياب قرار حزب الله، فيعتبر جابر ان "قطر دخلت كوسيط، وطلبت من حماس، بما ان العدو الاسرائيلي أعلن أنه يستهدف فقط الجهاد الاسلامي، ألا تدخل مباشرة في المعركة، خاصة في الايام الاولى، إلا أن المعلومات تقول ان حماس لم تشترك علنا ولكنها كانت متواجدة في غرفة العمليات المشتركة مع الجهاد الاسلامي. وبالطبع لحماس اسبابها، خاصة في أعقاب مشاوراتها مع مصر وقطر ولكن كانت هناك تصريحات تقول بأن المعركة في حال تواصلت، كانت حماس ستدخل حتماً وسيتم تنفيذ "وحدة الساحات"، والتي تبدأ في فلسطين وليس بحزب الله او الحوثيين، كما وسعها البعض. وحدة الساحات تعني الداخل الفلسطيني، الضفة الغربية ورام الله وجنين، والمنطق يقول بأن العدوان لو استمر على غزة لكانت حتماً توسعت واشتعلت في داخل فلسطين". 

ويضيف: "أكثر من ذلك، عندما تدخلت الوساطات العربية، وافقت اسرائيل فوراً ودون تحفظ على وقف إطلاق النار، لأنها كانت فعلاً تريد ان تتوقف الضربة عند هذا الحدّ او أنها شعرت بخطر توسعها واحتمال مشاركة حماس فيها واستخدام صواريخ قد تهدد الداخل الاسرائيلي، كما أنها تخوّفت من امتدادها الى داخل فلسطين المحتلة بأكملها. في المقابل، يعتبر الجهاد الاسلامي، رغم مقتل قياديين مهمين منه، ان اسرائيل وعدت بالافراج عن الشيخ المعتقل بسام السعدي بعد وقف إطلاق النار، لكن حتى الآن لم يُنفّذ هذا الوعد ويتحجج الجانب الاسرائيلي بأن هناك أمورا قضائية يجب حلّها أولا غير الوضع السياسي". 

ويرى جابر ان "اسرائيل لم تكن تريد ان تتوسع في المعركة لأنها منشغلة بالانتخابات التي ستحصل قريبا، وفي الاساس حصل عدوان غزة لأن الحكومة الاسرائيلية مؤقتة ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يريد ان يسجل موقفا لأسباب انتخابية كي يرفع من رصيده الشعبي. كما ان العدوان على سوريا من شواطئ الجية على الشام وشمال سوريا يدخل ضمن هذا الإطار أيضاً. ولكن بما ان غزة ليس لديها دوافع انتخابية فقد دافعت بشراسة ولم توقف إطلاق النار إلا بعد ان أكدت لها قطر بأنها توصلت الى وعد بالافراج عن السعدي. وباعتقادي اذا لم يتم الافراج عنه، فإن الصراع العسكري سيبدأ من جديد. غزة كرّ وفرّ  وجرح مفتوح ولا حلّ لها. اسرائيل في العقد الاخير دخلت مرتين الى غزة وانسحبت وكل سنة تقوم بعملية عسكرية نحوها". 

هل كان الهدف القضاء على الجهاد الاسلامي الممول من ايران والذي اعتبر الخميني عندما وصل الى السلطة في ايران مرجعية المسلمين، يجيب: الهدف إخضاعه او شلّه وليس القضاء عليه. الجهاد الاسلامي قديم أقدم من حماس. حتى تفجير المارينز منذ خمسين سنة تبناه الجهاد الاسلامي وهو يختلف عن "حماس" تماما، مستقل عنها وله ارتباطات اقليمية. كان يقوى ويلمع ويعود يخبو ويخف نشاطه ومن ثم يعود ويظهر من جديد. الجهاد الاسلامي جهاز منظم اكثر من المنظمات العسكرية الفلسطينية الاخرى، ولم يغير خلال السنوات من تحالفاته على عكس حماس". 

ماذا يجري في المخيمات في لبنان ومن اغتال سعيد علاء الدين؟ وهل هناك صراع بين فتح والجهاد وحماس على السيطرة على المخيمات؟ يقول جابر: "حتما الصراع موجود منذ زمن، وتشكل المخيمات الفلسطينية بؤرا وساحة للصراع بين الانظمة العربية قبل الحديث عن الفلسطينيين، فكل نظام وكل منظمة او فريق فلسطيني يتبع لجهة ما، عندما تتوتر العلاقة بين الانظمة العربية تشتعل وتُترجم اشتباكا مسلحا في المخيمات. التنظيمات الفلسطينية موجودة جميعها في مخيم عين الحلوة والمخيمات الاخرى، والصراع اولا ايديولوجي وسياسي بين بعضهم البعض وثانيا هذه المخيمات تحتاج لمن يسيطر عليها، لذلك تبقى الفرق تتصارع حتى يتمكن فريق ما من تسجيل نقاط والسيطرة على المفاصل الاساسية للمخيم. هو صراع بقاء ومصالح ووجود ونفوذ". 

ويختم: "في المخيمات ايضا اجهزة استخبارات لكل الدول العربية وحتى اسرائيل. المخيمات جزر مسلحة مستقلة داخل الاراضي اللبنانية والدولة ليس لها نفوذ هناك ونزع السلاح منها قرار دولي ولن يحصل بقرار فقط عربي بل أممي، حتى الدول لا تقبل بنزع هذا السلاح لأن لها مصالح داخلها. في المقابل، يقوم الجيش اللبناني بجهده للتخفيف من انفجار ما وإبقاء الخط مفتوحا مع المخيمات". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o