Aug 16, 2022 4:31 PM
خاص

الرابطة المارونية على خطي اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري...هل من امل؟

المركزية - "لا توطين ولا حقوق سياسية للاجئين الفلسطينيين ولا مجال للاستمرار في موضوع السلاح كما كان عليه، وأيضاً لا لحرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية". قد لا تكون المرة الأولى التي يخرج فيها كلام مماثل عن لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني في مسألة وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. إلا أن البارز هذه المرة أعتراف الجانب الفلسطيني بضرورة إيجاد حل لهذه المسألة التي باتت تشكل خطرا وعبئاً على الفلسطينيين عدا عن مسألة التفلت الأمني وانتهاك سيادة لبنان.

إثارة موضوع السلاح الفلسطيني مع لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني التي يرأسها باسل الحسن، مع رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم كسر جدار المحرمات ووضع هذه المسألة التي يُخشى مع كل تصعيد داخل المخيمات أو حتى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أن تمتد  تداعياتها إلى لبنان. فما هو الدور الذي ستلعبه لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني من خلال نقاشاتها المفتوحة مع الرابطة المارونية التي يبدو أنها متفائلة أكثر من أي وقت مضى  من النتائج؟. وماذا تحقق من اللقاء الذي جمع رئيسا الرابطة واللجنة أو ماذا يمكن أن يتحقق؟ .

مصادر لجنة الحوار أثنت على تفهم القيادات الفلسطينية خطورة مسألة السلاح خارج المخيمات وتداعياته، إضافة إلى حجم الضغوط الدولية المتعلقة به والأعباء الأمنية المتصلة . وهذا ما ساهم في تحقيق تقدم جدي في ما يتعلق بالسلاح خارج المخيمات، وتضيف أن "ثمة مسائل حلّت، أو في طريقها للحلحلة، وسيعلن عنها في الوقت المناسب".

حراك اللجنة وصل إلى الرابطة المارونية حيث يؤكد رئيسها السفير خليل كرم ل"المركزية" أن الزيارة التي قام بها باسل الحسن جاءت بعد التنسيق مع بكركي سيما وأنها تتعلق بأمور وجودية، وقد تمحورت حول مسائل عديدة إلا أن الأبرز كان موضوع السلاح الفلسطيني. وتبين لنا أن الجانب الفلسطيني بات على قناعة بأن هذا السلاح يضر باللاجئين أكثر مما يفيدهم إلا أن الحل يتطلب تدخلا من قبل الدولة والجيش اللبناني والإمكانات اللوجستية قد لا تكون متوافرة في المرحلة الحاضرة "إلا أننا لا نزال في مرحلة المفاوضات قبل الوصول إلى الأمور التقريرية".

عامل جديد طرأ على ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ويتمثل  بالأزمة الإقتصادية بحيث ساهمت في دفع الأمور إلى الأمام مع تسجيل هجرة أعداد من اللاجئين الفلسطينيين إلى الخارج.  لكن الأخطر وجود أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين دخلوا لبنان مع بدء الحرب السورية وهؤلاء غير مسجلين على لوائح الأنروا عدا عن الولادات الحديثة الذين لم يتم تسجيلهم بعد مما يلزم الدولة اللبنانية لاحقا بمنحهم الجنسية اللبنانية بحسب القوانين الدولية التي تفرض على الدولة التي لم تمنح مولودا الجنسية أو تسجيله منحه جنسيتها.  فهل سيتم إدراج فلسطينيي

 مخيم اليرموك على جداول النازحين السوريين وأين أصبحت لجنة الحوار اللبناني-السوري؟ 

يؤكد السفير كرم أن لجنة النزوح التي شكلتها الرابطة المارونية تضم 17 إختصاصيا من أعضائها ومن أهدافها تسريع عودة النازحين السوريين ومن المقرر أن تعقد اجتماعها يوم غد على أن يناقش الأعضاء خطة العودة على ضوء الليونة في الموقف الأوروبي من مسالة عودة النازحين السوريين بعدما كان متمسكا بضرورة عدم البحث فيها لأسباب أمنية. وتأتي هذه الإيجابية في الموقف الأوروبي بعد تلمس واقع الأعباء التي يرتبها النزوح السوري على الإقتصاد اللبناني خصوصا في ظل الأزمة الإقتصادية والإجتماعية والمالية التي ترزح تحتها البلاد. 

وما يعزز هذه النظرية كلام السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتيري خلال زيارته الوداعية للرابطة المارونية لمناسبة انتهاء ولايته في لبنان حيث قال : " إن الغرب والأمم المتحدة ابديا تفهما لاصرار لبنان على عودة النازحين السوريين إلى المناطق آلامنة في بلدهم. وإن على المسؤولين اللبنانيين عدم الكف عن التذكير بهذه المعضلة التي لا قدرة لوطنهم على احتمالها". وفي موضوع اللاجئين الفلسطينيين اعتبر سبيتيري أن ما تقوم به لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني بالتنسيق مع البطريركية المارونية والرابطة المارونية، هو تطور مفيد.

مصادر مطلعة أكدت ل"المركزية" أن التغيير الحاصل في الموقف الأوروبي يعود أولا إلى التكاليف الباهظة التي تتكبدها الدول لمساعدة النازحين السوريين في لبنان من خلال منظمات غير حكومية ويبدو أنها باتت تشكل عبئا عليها بسبب الكلفة التي ستتكبدها هذه الدول لشراء الغاز والنفط في الشتاء المقبل بسبب الحرب الأوكرانية -الروسية. أضف إلى ذلك ان غالبية الدول باتت على بينة من حقيقة الوضع في سوريا وهي تتناقض مع التقارير المضخمة والمغلوطة  التي كانت تعدها بعض الجمعيات غير الحكومية  للإستفادة من الأموال التي تتلقاها بحجة النازحين.

قد لا تكون عودة النازحين السوريين إلى قراهم وبيوتهم قريبة. وقد لا يكون موضوع السلاح الفلسطيني موضوعا على نار حامية لكن على الأقل بات يمكن القول إن هذين الملفين وضعا على السكة وتبدل الموقف الأوروبي نوعي ومفيد. ماذا ينقص بعد؟ قائد أوركسترا لتحريك عجلة القطار والوصول إلى الغاية:إنقاذ لبنان !

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o