Jun 18, 2018 3:46 PM
خاص

فرنسا ماضية في إقامة المؤتمر الانساني حول اليمن في 27 الجاري
وتتطلع الى رعاية وساطة بين المملكة وايران من بوابة "صنعاء"!

المركزية- على رغم مطالبة أكثر من منظمة انسانية دولية، باريس، بتأجيل المؤتمر الدولي الإنساني حول اليمن الذي تنظمه في 27 حزيران الجاري، بسبب المستجدات العسكرية التي تشهدها محافظة الحديدة منذ ايام، تبدو فرنسا عازمة على المضي قدما في ما هي في صدده. اذ اعلنت الخارجية الفرنسية منذ يومين ان "الحل السياسي التفاوضي وحده... سيسمح بوضع حد بشكل دائم للحرب في اليمن ووقف تدهور الوضع الأمني والإنساني"، مشيرة الى ان "مرفأ الحديدة مدخل رئيسي إلى اليمن لنقل المواد التجارية والإغاثية إلى المدنيين"، وبالتالي، فإن الوضع الراهن على الأرض "يجعلنا على اقتناع بأن الأسرة الدولية تولي اهتماماً خاصاً لمسألة إيصال المساعدات الإنسانية".

وفي خطوة تؤكد ان المؤتمر العتيد قائم وسُيعقد في موعده، دعا الـ"كي دورسيه" ممثلي البلدان المشاركة فيه، إلى اجتماع لاطلاعهم على التحضيرات الجارية. وبحسب ما قال احد الدبلوماسيين الفرنسيين، من المتوقع مشاركة كل من الولايات المتحدة، بريطانيا، النمسا، إيطاليا، اليابان، النرويج، روسيا، وسويسرا، جيبوتي، تركيا، السعودية، الإمارات، البحرين، اليمن، مصر، وسلطنة عمان، إضافة إلى مجموعة من المنظمات بينها البنك الدولي، صندوق النقد الدولي،والاتحاد الأوروبي، الجامعة العربية، "التعاون الإسلامي"، مجلس التعاون الخليجي، الأمم المتحدة، الـ"يونيسيف"، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة الهجرة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "الفاو"، اضافة الى المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك. أما الحوثيون، فلم يُدعوا الى المؤتمر- وهدفه "إنساني" بحت لا سياسي- بعد ان عارضت الشرعية اليمنية حضورهم، علما ان المؤتمر قد يشكل المعبر لانطلاق مشروع الحوار السياسي.

في السياق، تقول اوساط دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية" ان الجانب الفرنسي يسعى للدخول على خط الازمة اليمنية من البوابة الانسانية، وهو يرى انه قادر على التأثير في النزاع القائم. لماذا؟ لأنه قادر على التواصل مع طرفيه. وهنا، لا تقصد باريس القوات الشرعية والحوثيين فقط، بل من تقفان خلفهما والمؤثرتان مباشرة في مسار الازمة، أي السعودية من جهة وايران من جهة أخرى.

وفي رأي فرنسا، معظم القوى الدولية الوزانة، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا، منحازة لأحد جانبي الصراع اليمني، ما يفقدها القدرة على لعب دور الوسيط بينهما. أما هي، فعلى مسافة من الجانبين، ما يؤهّلها لرعاية مفاوضات الحل المنشودة. ويصب في هذه الخانة، بحسب المصادر، إعلان وزارة الدفاع الفرنسية منذ ايام ان "ليست هناك عمليات عسكرية فرنسية حالياً في منطقة الحديدة، وفرنسا ليست ضمن التحالف المشارك" في الهجوم".

وليس بعيدا، تشير المصادر الى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يتطلع الى اطلاق مسار التقريب بين المملكة والجمهورية الاسلامية والى رعاية "حوار" بين الطرفين، انطلاقا من الملف اليمني، بما يفضي الى تهدئة الكباش المحموم بين الفريقين الاقليميين. وهو يعتبر ان نجاح الوساطة الفرنسية المرجوة في تسوية الخلاف بين الشرعية اليمنية وجماعة "أنصار الله"، قد يشكل المقدمة المطلوبة لمواصلة الجهود على خط رأب الصدع السعودي – الايراني. فهل يكتب النجاح لمشروع ماكرون؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o