Jun 18, 2018 2:56 PM
خاص

قــراءة في الهجوم الجنبلاطي العنيف على العهد:
أبعد من الانتقاد.. سجالات سياسية في غير مكانها

المركزية- لم يكن الوقت الضائع بين سفر الرئيس المكلف سعد الحريري للمشاركة في افتتاح مونديال روسيا 2018 ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعودته لإعادة إطلاق عجلات تأليف "حكومة العهد الأولى" مملا". ذلك أن تغريدة واحدة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط  كانت كفيلة بإشعال سجال سياسي عنيف على الخط العوني- الاشتراكي.

وقد اغتنم الزعيم الاشتراكي فرصة عطلة عيد الفطر لتوجيه انتقاد قاس، هو الأول من نوعه من حيث الحدة، إلى العهد، الذي اتهمه بالفشل منذ اللحظة الأولى.

لكن، أبعد من حرب الردود والردود المضادة التي انبرى إليها الطرفان، تلفت مصادر مطلعة عبر "المركزية" إلى المغزى السياسي و"الحكومي" للخلاف المستجد بين العونيين والاشتراكيين، مشيرة إلى أن الانتقاد اللاذع الذي تلقاه العهد من التغريدة الجنبلاطية ليس الاشكالية الوحيدة التي أضاءت عليها حرب التغريدات الأخيرة، بل إن المشكلة تتعداها لأنها وضعت التيار الوطني الحر، بوصفه الداعم السياسي الأول للعهد الذي يقود سفينته الرئيس ميشال عون، في مواجهة جديدة-يبدو في غنى عنها في فترة تشكيل الحكومة- مع حزب سياسي وازن في البلد، إلى حد تمكنه من شبه احتكار تمثيل طائفة الموحدين الدروز، بدليل ما انتهت إليه المنازلات الانتخابية الأخيرة.

إلى هذه الصورة، لا تفوت المصادر فرصة إضافة ما سمي "العقدة الحكومية السنية" المرتبطة بتوزير النواب السنّة من غير الدائرين في الفلك الأزرق، وهي كرة نار حرص الرئيس المكلف على قذفها باكرا إلى الملعب الرئاسي تحت شعار "بي الكل" الذي أطلق على الرئيس عون منذ انتخابه، في موقف يؤشر إلى شد حبال رئاسي في المرحلة المقبلة حول هذا المقعد في ضوء الكلام الذي تحفل به الكواليس السياسية عن رفض الرئيس المكلف توزير أي شخصية سنية من خارج تيار المستقبل في حكومته الثالثة.

تبعا لذلك، تؤكد المصادر أن السجالات السياسية الهامشية تضع مزيدا من العصي في دواليب التشكيل المأزوم أصلا، بدليل أن جميع الأفرقاء متمسكون بمطالبهم المعروفة. وهنا يبقى الاشتراكيون مضرب المثل. حيث يشدد المقربون من المختارة على "حق" جنبلاط في رفع سقوف مطالبه إلى الحد الذي بلغه انطلاقا من المنطق الأكثري القائم على ما يسمى "الممثل الأقوى في مكونه"، مذكرين بأن التيار الوطني الحر خاض المعركة الرئاسية من هذا المنطلق، ما دفع إلى انتخاب العماد عون في تشرين الأول 2016. وتلفت المصادر أيضا إلى أن الاشتراكي يلتقي في هذا الموقف مع حزب الله الذي دعت كتلته النيابية في اجتماعها الأسبوع الفائت إلى تأليف حكومة بناء على نتائج الانتخابات الأخيرة، في ما يمكن اعتباره رسالة مباشرة إلى الفريق البرتقالي المصرّ على ضم النائب طلال إرسلان، الخصم السياسي الأهم لجنبلاط في معقله، إلى الفريق الوزاري العتيد، باعتباره عضوا في تكتل لبنان القوي الذي يرعاه التيار الوطني الحر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o