Jul 07, 2022 4:01 PM
خاص

إنتاج رئيس جمهورية.. صعب من دون تسوية خارجية

المركزية – لا يزال مصير الرئاسة اللبنانية غامضا وفي عالم المجهول ما دام رهن التطورات الإقليمية والإنفراجات الدولية أو قرارات اللاعبين الدوليين. ويرى البعض أن عدم وجود مؤشرات لإمكانية الاتفاق في المدى القريب بين أميركا وإيران حول النووي يعني أن لا إنفراجات قريبة في الملف الرئاسي اللبناني. وتوازياً، تشير المعلومات إلى أن الأمور في المنطقة تتجه إلى منحى تصعيدي ومسار تحد تؤججه طهران وسط المصالحات الاستراتيجية المهمة التي حملها هذا العام مثل تركيا، مصر، الخليج إلى جانب التقارب الإسرائيلي-التركي. 

وفي قراءة لما ينتظر الرئاسة اللبنانية، يرى مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر عبر "المركزية" أن "الملف الرئاسي إنتاج خارجي، إذ كلّ استحقاق داخلي يفتح المجال لأزمة نظام وتوافق بين كافة المكونات وهذا كان خاضعاً في طبيعة الحال لموازين القوى في "أيام الخير" فكيف الحال اليوم والبلد لم يستعد مقوّمات سيادته وفيه أطراف أساسية مرتبطة بالإقليم، فحقيقة جعل البلد ساحة للصراع الدائر في الإقليم ظاهرة في الملفات الأساسية من ترسيم الحدود البحرية إلى السلاح إلى التهريب حتى ملف صندوق النقد الدولي متأثّر بالصراع الإقليمي. هذا عدا تشكيل "حزب الله" دولة داخل الدولة لها اليد الطولى في القرارات اللبنانية، بالتالي يجد البلد نفسه أمام حائط مسدود في ظلّ العجز عن تأليف حكومة أو الاتفاق مع صندوق النقد أو القيام بأي إصلاحات...". 

بناءً عليه، يعتبر أن "الاستحقاقات تشابكت من تشكيل الحكومة والاستحقاق الرئاسي وحاكمية مصرف لبنان وكلّها متّجهة إلى صفقة شاملةpackage deal. حتى تشكيل الحكومات تطلب المبادرة الفرنسية وضغط فرنسي استمر سنة كاملة والعديد من المساعي الصعبة لخلق سلطة تنفيذية لم تحقق أي إنجاز أو خطة إنقاذية. لذا اتفاق فرقاء الداخل غير كافٍ اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولم يتم أصلاً لأن لدى العديد منهم أجندات لا تتوافق مع الأجندة المحلية، بالتالي الموضوع يتطلب توافقاً داخلياً على غرار ما حصل في الدوحة خلال عهد الرئيس ميشال سليمان وانتخاب الرئيس الحالي الوحيد الذي مرّ بتسوية كانت فيها مباركة إقليمية إلا أنها كانت داخلية لأسباب معينة. إذاً، إنتاج رئيس اليوم يتطلب تسوية قد لا يكون فرقاء الداخل قادرين على إنجازها وحدهم". 

ويشير نادر إلى أن "إيران لا تزال الممسك الأول بالورقة اللبنانية حتى اللحظة لأن الحزب يمتلك سلاحاً غير شرعي وهو ممسك بالقرار اللبناني والشيعي عسكرياً وسياسياً وبما يسمّيه "الميثاقية" فكرّس فيتو داخل مجلس الوزراء، من دون أن يعني ذلك أن الأمور قد لا تتبدّل"، لافتاً إلى أن "نتيحة الإنتخابات النيابية الأخيرة والدور الاقتصادي الذي تحمّل مسؤوليته كباقي الأطراف الحاكمة، تراجعت قبضة الحزب على السلطة في لبنان إلا أنه لا يزال موجوداً والطرف الأقوى في قدرته على التعطيل والأقوى في إمساكه بسلاح خارج الإطار الشرعي، خصوصاً انها في المقابل لم تكودر وتشكّل معارضة أو أكثرية بعد ان فقدها الحزب وهي اليوم ضائعة. وفي الإجمال نفوذ إيران تراجع كثيراً في المنطقة ومنها سوريا". 

ويختم "سواء صعدت إيران أم لا فهي تستخدم الورقة اللبنانية وقد تسهل انتخاب رئيس أم لا. اليوم كلّ الأطراف الدولية ستنصح لبنان بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة واللجوء إلى صندوق النقد كي ينقذ اللبنانيون أنفسهم إلا أن همّ إيران أن تبقى ممسكة بهذه الورقة". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o