Jul 06, 2022 3:26 PM
خاص

لقاء مرتقب بين عبد اللهيان وبن فرحان في العراق... هل تثمر المساعي؟

المركزية – يمكن القول أن الوساطة العراقية التي قادها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، نجحت في جمع الطرفين السعودي والإيراني، فقد كشفت وسائل إعلام عراقية عن "احتمال قيام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بزيارة إلى العاصمة العراقية بغداد لإحياء العلاقات الثنائية".  

ونقلت صحيفة المدی العراقية، عن مصدر حكومي عراقي، تأكيده أن مرحلة الاجتماعات الأمنية بين الجانبين الإيراني والسعودي قد انتهت ودخلنا اليوم مرحلة عقد الاجتماعات ذات البعد الدبلوماسي، وأن جولات الحوار الخمس التي استضافتها بغداد نقلت مسار العلاقات السعودية - الإيرانية إلى مرحلة تفاهم وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية ووضع مسارات الحلول والمبادرات الاستراتيجية لها. 

وكشفت وسائل إعلام عراقية، أن "الإعلان عن إعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران من المتوقع أن يتم في بغداد بحضور مسؤولين من الرياض وطهران وبمشاركة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ووزير الخارجية فؤاد حسين". 

ولكن هل سيتم اللقاء قبل قمة جدة التي سيشارك فيها الرئيس الاميركي جو بايدن خلال جولته الى الشرق الاوسط من 13 الى 16 تموز الجاري والتي ستشمل الى جانب السعودية اسرائيل وفلسطين؟ 

أوساط مطلعة تؤكد لـ"المركزية" أن من المحتمل حصول ذلك، إلا أن هذا الأمر يحتاج الى ترتيبات بين العواصم الثلاث. وتشير  الى ان ايران تسعى إلى إعادة العلاقات مع السعودية إلى ما كانت عليه قبل قطعها مطلع عام 2016، لتخفيف حدة التوترات مع الولايات المتحدة والدول الغربية بشأن ملفها النووي، كما السعودية أيضا التي ترى أن المخرج من "مأزق" الحرب في اليمن يمر عبر البوابة الإيرانية. 

وتلفت إلى ان هناك مسعى لإنجاز اتفاق خلال قمة جدة على تشكيل تحالف أمني عسكري تشارك فيه إسرائيل، أو بالتنسيق معها، يضمّ عشر دول، الولايات المتحدة ودول الخليج الست ومصر والأردن والعراق. لذلك من المحتمل ان تستبق طهران القمة وتقوم بخطوات إضافية لترسيخ أسس العلاقات المستقبلية مع الرياض بما يكفل موقفاً سعودياً أقل عدائية من إيران قد يتخذه القادة العشرة بالتنسيق الأمني أو العسكري مع إسرائيل في مواجهة التهديدات الإيرانية على إسرائيل أولاً، وتهديدات مفترضة على بعض دول المنطقة الأخرى. 

وترى  ان زيارة الكاظمي الى ايران وبعض الدول العربية ومنها السعودية هدفها تطوير الوساطة العراقية بين ايران والسعودية وبين ايران والولايات المتحدة وبين ايران ودول الخليج بشكل عام، وان دور الكاظمي مهم لأنه يحاول تفعيل العلاقات بين البلدين المتخاصمين كي تبلغ الحدود القصوى المطلوبة، والتوصل الى إنهاء الحرب في اليمن وحصول توافق نهائي مع الحوثيين وما يستتبع ذلك من تطورات في لبنان وسوريا وكل المنطقة التي تحتاج الى جهود استثنائية ومهمة وفاعلة وعمل دؤوب، خاصة وان قطر تلعب دورا مهما على صعيد الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وايران.  

وتقول الاوساط  ان العراق يسعى لتأمين الشراكة في المنطقة لان ذلك ينعكس ايجابا على الامن القومي لاسيما في العراق ودول المنطقة، لذلك تم كشف النقاب عن دور يلعبه الكاظمي أيضاً كوسيط بين إيران من جهة وكل من الأردن ومصر من جهة أخرى، حيث استضافت بغداد "محادثات ثنائية منفصلة" بين إيران ومصر، وكذلك بين إيران والأردن، وفق تصريحات لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين. كما لم ينفِ عبد اللهيان وجود مفاوضات مع مصر ترعاها حكومة الكاظمي، لكنه وصفها بـ "مفاوضات غير مباشرة" لاستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة في إطار "التعاون بين البلدين وتطوير علاقاتهما بما يخدم مصلحة شعبيهما ودول المنطقة". 

ويُتوقع أن يُجري الكاظمي زيارة إلى السعودية قبل قمة جدة، للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين آخرين لإطلاعهم على أجواء زيارته الأخيرة إلى طهران والموقف الإيراني من المحادثات بين البلدين والسعي لرفع مستوى تمثيلهما في الجولة السادسة المنتظر أن تكون "الأخيرة" من المحادثات بوساطة عراقية، والتي من المحتمل أن تتوّج بإعلان إعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة بينهما. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o