Jul 05, 2022 3:35 PM
خاص

هنية فالأحمد في لبنان... صراع نفوذ فلسطيني وتدخل ايراني

المركزية – ما إن انتهت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية الى لبنان، حتى حطّ رحاله فيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، في زيارتين تحملان دلالات عديدة ورسائل في أكثر من اتجاه، أكان من خلال تفقد المخيمات أو اللقاءات الرسمية وغير الرسمية التي عقداها، والخطابات التي ألقياها. 

في قراءة سريعة للزيارتين يمكن للمتابع ان يستنتج ان حركة فتح اعتبرت زيارة هنية سياسية استفزازية لجهة التأكيد أن المخيمات تحت سيطرة حماس، أي ايران، وانها تؤدي الى رفع الغطاء الشرعي والأمني عنها وتجعلها عرضة للاستهداف الاسرائيلي، وبالتالي جاءت زيارة الأحمد كرد على زيارة هنية. 

 الاحمد اجتمع مع الرؤساء، تماماً كما فعل هنية قبله، ليؤكد ان مخيمات لبنان تحت عباءة السلطة الفلسطينية اي فتح، رغم محاولات البعض خطف هذه الورقة. فهدفت الزيارة الى تصويب التموضع الفلسطيني في لبنان. إذ لا يخفى على أحد حالة الصراع المحتدم بين تيارين رئيسَيْن في الساحة السياسية الفلسطينية: تيار وطني في أبعاده، وأفكاره، وبرنامجه السياسي والفكري، تمثله حركة فتح وباقي فصائل منظمة التحرير؛ وتيار إسلامي في أبعاده الفكرية والأيديولوجية، وبرنامجه السياسي، وتمثله حركة حماس، ومن خلفها حركة الجهاد الإسلامي. فهل يعود الصراع الفسطيني الذي خرج من الباب اللبناني ليعود من شباك المحور الممانع؟ 

رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان النائب السابق فارس سعيد يؤكد لـ"المركزية" ان "العامل الفلسطيني خرج سياسيا من لبنان عام 1982، مع خروج ابو عمار ومنظمة التحرير، خرج المقاتل الفلسطيني وبقي الفلسطيني الانسان"، مشيراً الى أن "ايران التي تجمع اوراقها قبل زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة تحاول القول بأنها تمسك بالورقة الفلسطينية وبورقة حماس في الضفة وفي لبنان. كما ان الكلام الخطير الذي صدر عن اسماعيل هنية في مخيم عين الحلوة، يُعدّ الأخطر لأنه أعاد العامل الفلسطيني الى لبنان بعد خروجه في العام 1982".  

ويرى سعيد ان "من المؤسف أنه تم استقبال هنية من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون"، لافتاً إلى ان استقبال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله له طبيعي، كون الاثنين ينتميان الى الفريق السياسي الواحد في المنطقة، أما ان تستقبله الجمهورية اللبنانية بشخص رئيسها، فيؤمن غطاء دستوريا لهذه المنظمة، وهي منظمة فلسطينية مقاتلة اسلامية ولا علاقة للبنان بها. كما ان الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني في داخل الاراضي الفلسطينية وداخل المخيمات اللبنانية يبرز ايضا يوما بعد يوم بين توجهين، توجه السلطة الذي يخرج من المحور الايراني وتوجه حماس وهو في صلب التوجه الايراني".  

ويعتبر سعيد ان "في كل الاحوال لن نقبل ولا بأي شكل ، كلبنانيين، ان يعود العامل الفلسطيني كعامل مؤثر في السياسة في لبنان"، مؤكداً ان "وجود الانسان الفلسطيني في لبنان لا يزعج أحدا، أما وجود المقاتل الفلسطيني او عودة التأثير للفلسطينيين في الحياة السياسية اللبنانية فيزعج الجميع". 

ويختم سعيد: "هنية اولا ومن بعده المسيرات وقبله انسحاب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من مجلس النواب العراقي، إضافة الى بسط القوات الايرانية هيمنتها داخل سوريا، وأيضاً ما قاله وزير الخارجية اليمني أحمد عوض خلال مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في بيروت السبت الماضي، عن ان هناك تدخلاً لحزب الله في حرب اليمن... كل هذه الاوراق تدل الى أن ايران تبرز قوّتها امام الولايات المتحدة قبل زيارة بايدن الى المملكة العربية السعودية". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o