Jul 02, 2022 3:55 PM
تحليل سياسي

لبنان يغازل العرب ويشكو همّه لهم.. أبوالغيط: ندعم التسويات والاستقرار
عون: لم نعد قادرين على تحمّل النزوح.. وبري: لعودة سوريا الى "الجامعة"
ميقاتي في الديمان مطمئنا الى الشراكة ومنتقدا التيار: يُطالب ولا يمنح الثقة!

المركزية- انهمك لبنان الرسمي بالحركة العربية التي ملأت الساحة داخليا على هامش الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب. غير ان حديث الزوار بالاجماع عن دعم الشعب اللبناني، لن يكون كافيا لـ"تسييل" هذه المواقف، بما ان اي مساعدة للبنان – الدولة، ستبقى مشروطة بالاصلاحات الاقتصادية والسيادية، رغم مسايرة اهل الحكم العربَ وإسماعهم كلاما جميلا عن تمسّك بيروت بعلاقاتها التاريخية معهم، ورغم "تباكيهم" أمامهم، ومطالبتهم اياهم بالمساعدة خاصة في ملف النازحين السوريين. ويبدو حتى الساعة، ان هذه الاصلاحات مؤجلة، في ظل موجة التباينات التي طفت سريعا على ضفة تشكيل الحكومة، سيما على جبهة بعبدا – السراي، وقد ارتفعت اكثر اليوم مع اعلان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي انه ليس في وارد سحب "المالية" من الطائفة الشيعية وانتقاده تمسّك الفريق الرئاسي بشروط ومطالب ورفضه في الوقت عينه منحَ الحكومة الثقة.

العرب في القصر: احتل الوزراء العرب اليوم واجهة الاهتمام المحلي، اذا. صباحا، زاروا قصر بعبدا حيث استقبلهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وقد تحدث باسمهم الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط، قائلا "اهتم الاخوة وزراء الخارجية والرؤساء المندوبين، بالتعبير عن الشكر والتقدير للرئيس عون، بالحضور الى مقر القصر الجمهوري، إضافة الى وقوفهم ودعمهم للبنان." أضاف "ان هذا الاجتماع التشاوري هو الثالث، ويعقد بالتراضي والتوافق بين كافة الدول العربية. والدور كان على لبنان في استضافته، والوزراء رحبوا بالحضور وبتأييدهم للشعب اللبناني والحكومة اللبنانية والرئاسة اللبنانية. وقد استمعنا الى كلمة رقيقة شرح فيها فخامة الرئيس عون موقفه، وعرض للوضع اللبناني وللظروف اللبنانية كما وللحاجة الى الدعم العربي للبنان. ومن جانبنا، كجامعة عربية، فإننا نقف خلف الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني، ونتمنى للبنان كل الخير والتوفيق."

سلسلة ازمات: وكان عون اكد على أهمية العلاقات العربية - العربية، ولا سيما في هذا الظرف الدقيق الذي يجتازه العالم العربي وما يواجهه من تحديات تستوجب اقصى درجات التشاور والتعاون المشترك، معتبرا "ان التعاون والتضامن بين الدول العربية الشقيقة امر مهم في ظل ما تشهد دولنا من أزمات وضغوط وتحولات." وشدد على "ان لبنان الذي يعاني من سلسلة أزمات متراكمة، يعاني ايضا من أعباء يتحملها من جراء الاعداد الكبرى للاجئين والنازحين على ارضه، وهو لم يعد قادرا على تحمل هذا الواقع، وموقف المجتمع الدولي لا يشجع على إيجاد حلول سريعة"، آملا من وزراء الخارجية العرب "المساعدة لمواجهة هذه التحديات"، مؤكدا "ان لبنان وعلى الرغم من ظروفه الراهنة الصعبة، مصمم على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للخروج من ازماته."

لبنان متعلّق: الى ذلك، شدد عون على "أهمية تعلق لبنان بعلاقاته الأخوية مع الأشقاء العرب، ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى أن اللبنانيين يستبشرون خيرا دائما من عودة العرب الى لبنان". وركز خلال استقباله في قصر بعبدا، وزير خارجية الكويت الشيخ ناصر المحمد الصباح على أن "الحكومة ملتزمة اتخاذ الإجراءات اللازمة المطلوبة لتعزيز التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، على إثر المبادرة الكويتية لرأب الصدع"، وشكر لدولة الكويت، بصورة خاصة، دعمها الدائم للبنان ولا سيما خلال الأزمات الصعبة التي يمر بها، مبديا سروره لتلبية وزراء الخارجية العرب الدعوة للقدوم الى لبنان. ونقل وزير الخارجية الكويتي الى الرئيس عون رسالة من ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، نوه فيها "بالروابط التاريخية التي تجمع بلدينا الشقيقين"، مشددا "على التطلع المشترك لتعزيزها والارتقاء بأطر التعاون بينهما الى آفاق أرحب لما فيه مصلحتهما". وأشار ولي العهد الكويتي في رسالته "الى التعاطي الإيجابي من الجمهورية اللبنانية مع المبادرة الكويتية التي سعت لرأب الصدع وعودة العلاقات الخليجية - اللبنانية وإعادة بناء جسور الثقة مع الجمهورية اللبنانية".

لن ننسى اشقاءنا: كما زارت الوفود العربية عين التينة حيث استقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري، مؤكدا لهم "ان لبنان لن ينسى أشقاءه العرب، لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام لكن الآن لبنان يطلب ويتوق الى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول الى صلب ما يشكو منه لبنان"، مشددا امامها على ضرورة عودة سوريا الى جامعة الدول العربية.

رسالة دعم: اما في نهاية الاجتماع التشاوري في الحبتور، فقال الامين العام المساعد السفير حسام زكي في دردرشة مع الصحافيين "ان البحث تناول الاعداد للقمة العربية التي ستنعقد في الجزائر وأكد السفير زكي "دعم وتضامن المجتمعين مع لبنان لكن لم تطرح قضايا فرعية او جزئية"... قبل ان يعقد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وابو الغيط مؤتمرا صحافيا قال فيه الاخير ان "الحضور إلى لبنان في هذا الوقت في ظلّ ظروفه الصعبة التي نشعر بها جميعاً هي رسالة من الدول العربيّة أنّنا ندعم البحث عن تسويات وتحقيق الاستقرار وأننا نُساند لبنان في أوضاعه ومناقشاته مع صندوق النقد الدولي".

ميقاتي عند الراعي: على الضفة الحكومية، ترقّبٌ للّقاء الثالث بين عون وميقاتي مطلع الاسبوع. وفيما لا رهان كبير على خرق يُمكن ان يتحقق سريعا في جدار التشكيل، برزت زيارة قام بها ميقاتي الى الديمان، بدت لافتة من حيث الشكل لإظهار انه ليس في وارد تخطي المسيحيين ولا صلاحيات الرئيس المسيحي في عملية التأليف، ومن حيث المضمون ايضا. وبعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في خلوة ناقشت المستجدات على الصعيد السياسي والحكومي، قال "شرحت لصاحب الغبطة التطورات الاخيرة وضرورة الاسراع في تشكيل حكومة، وأنني لهذا السبب قدمت التشكيلة الحكومية في اليوم التالي للاستشارات النيابية غير الملزمة. صاحب الغبطة كان متفهما لكل الامور، وشكرته على كل الدعم الذي  يقدمه للحكومة واصراره على تشكيل الحكومة بسرعة. كما شكرته على الثقة التي يمنحني اياها دائما وعلى عاطفته ومحبته، وتشديده على أنني اشكل جسر عبور بين كل الطوائف.

المداورة.. و"الكنافة": وردا على سؤال عن المداورة في الحقائب، أجاب ميقاتي: من حيث المبدأ انا ارفض الحديث عن اشخاص وحقائب محسوبين على فريق محدد، وعلينا  ان نكون جميعا للوطن وحكومة وطنية بكل معنى الكلمة، والا    فلن ينهض البلد. وعن وزارة المال، اشار الى "انني اخترت وزيرا جديدا، وبقيت الحقيبة ضمن التوزيع الطائفي القائم. وفي أحد لقاءاتي الاعلامية قلت ما من حقيبة يمكن ان تكون حكرا على  طائفة محددة، ولكن في هذا الظرف بالذات حيث ان الحكومة سيكون عمرها محدودا ، لن نفسح المجال لخلاف يتعلق بوزارة المال. المهم ان تقوم الحكومة بواجبها، سواء اكانت حكومة تصريف الاعمال او حكومة جديدة من أجل الوصول  بسلام وأمان الى رئاسة الجمهورية. وتوجه "لمن يزعم القول انني لا اريد تشكيل حكومة"، قائلا "انني شكلت حكومة وارسلتها الى فخامة الرئيس ، واذا كان راغبا في تعديل شخص او شخصين فلا مانع لدي،لكن لا يمكن لفريق القول " اريد هذا وذاك" وفرض شروطه ،  وهو اعلن  انه لم يسم رئيس الحكومة ولا يريد المشاركة في الحكومة ،ولا يريد منحها الثقة". ولفت الى أنه "لا يمكن لرئيس الجمهورية أكل الكنافة وترك قالبها، عليه ان يختار ماذا يريد وعليه يتم التغيير في التشكيلة إذ لا يمكن لطرف ان يقدم طلباته ويفرض شروطه".

ترسيم الحدود: اما على خط ملف ترسيم الحدود الجنوبية البحرية، فأعلن ان "وصلتنا معلومات مشجعة يمكن تحسينها اكثر ولكن لن اعلّق عليها قبل الاطلاع على الرد  الرسمي والخطي على العرض اللبناني".

فياض: وفيما بدا ان الضوء الاخضر الاميركي تأمّن، ليسلك الغاز المصري طريقه الى لبنان للمساعدة في حل ازمة الكهرباء، يغادر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض مساء الى القاهرة، للمشاركة في الاجتماع الموسع في قطاع المياه والصرف الصحي. ويتوجه فياض الى بغداد عاصمة العراق عقب زيارة القاهرة تلبية لدعوة نظيره وزير النفط العراقي احسان عبد الجبار إسماعيل لإجراء محادثات حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك وخصوصا لجهة تمديد وتطوير العقد الموقع وتمتين الشراكة بين لبنان والعراق بغية استمرار توريد الفيول لزوم معامل الانتاج التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان.

الشارع يتحرّك: وفي انتظار الفرج كهربائيا، الوضع الاقتصادي والمعيشي ضاغط وقد تحرّك الشارع ضدّه من جديد، في ظل شح القمح والخبز والمياه وغلاء فاتورة الاتصالات. واليوم، تم قطع طريق العبدة - حلبا عند مفرق وادي الجاموس، كما أقفل عدد من المحتجين على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، الطريق من مستشفى المقاصد حتى ساحة السبيل في الطريق الجديدة، من خلال ركن سياراتهم في وسط الشارع.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o