Jun 22, 2022 1:25 PM
خاص

الرياح تهب عليها من كل حدب وصوب: ايران في بيت اليك!

المركزية- تبدو ايران في عين العاصفة، والرياحُ تهب نحوها من كل حدب وصوب بعد تعثر مفاوضات فيينا... في الساعات الماضية، أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران تصعّد عملية تخصيب اليورانيوم من خلال الاستعداد لاستخدام مجموعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة من طراز آي.آر-6 في موقع فوردو تحت الأرض، والتي يمكنها التبديل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب.

ورغم خطواتها التصعيدية هذه، رمت طهران مرة جديدة الكرة في الملعب الأميركي، محمّلة واشنطن مسؤولية تعثر المحادثات النووية. فقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي إن بلاده مستعدة للتوصل إلى "اتفاق جيد" مع القوى العالمية. أضاف "حتى اليوم، نحن مستعدون للعودة إلى فيينا للتوصل إلى اتفاق جيد إذا أوفت واشنطن بالتزاماتها".

لكن، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن واشنطن باتت اليوم في مكان آخر، ولم تعد تعوّل كثيرا على الخيار الدبلوماسي والمفاوضات. صحيح ان الخارجية الأميركية أعلنت امس أن الولايات المتحدة تنتظر رداً بناء من إيران بشأن إحياء الاتفاق، مشيرة إلى ضرورة العودة للاتفاق قبل حيازة طهران للقنبلة النووية.. غير ان خيار التصعيد في وجه ايران، اتُّخذ في البيت الابيض.

ففيما يزور الرئيس الاميركي جو بايدن المنطقة الشهر المقبل حيث يجول على اسرائيل والسعودية ويلتقي في الرياض زعماء عرب، في زيارة هدفُها الاساس التنسيقُ في كيفية مواجهة ايران، افادت صحيفة وول ستريت جورنال ان "إسرائيل تكثف حملتها لإحباط برامج إيران النووية والصاروخية والطائرات بدون طيار (درونز) من خلال سلسلة من العمليات السرية التي تستهدف مجموعة أوسع من الأهداف الرئيسية". وتُعد التحركات الجديدة أحدث تطور لاستراتيجية أطلق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اسم "عقيدة الأخطبوط"، وهي تهدف إلى نقل معركة إسرائيل ضد إيران، إلى داخل الأراضي الإيرانية بعد سنوات من استهداف عملاء إيرانيين ووكلاء طهران، في دول مثل سوريا.

اسرائيل بدأت اذا ترسم الخطوط العريضة لاستراتيجية التصدي لايران وتهديداتها، حتى قبل وصول بايدن الى المنطقة. وعلى الارجح، تتابع المصادر، فإن هذه الاستراتيجية ستتوسّع وستتخذ شكلا اوسع واكثر ايلاما للجمهورية الاسلامية، بعد محادثات بايدن الاسرائيلية والخليجية والتي ربما تُوّجت بمؤتمر اقليمي عريض، ترعاه واشنطن، تشارك فيه تل ابيب وعدد من الدول الخليجية والعربية، يتم خلاله التفاهم على خريطة طريق تحدد سبل مواجهة توسّع طهران وتهديداتها النووية والعسكرية والاقتصادية، لجيرانها في المنطقة..

مما تقدّم، يمكن القول ان ايران ستوضع في "بيت اليك" في المرحلة المقبلة وستُحشر في زاوية لا تُحسد عليها.. فهل تتّعظ وتوقف التخصيب والتصعيد وتعود الى طاولة المفاوضات بعقلانية وهدوء هذه المرة.. ام تقرر التسخين عبر أذرعها المنتشرة في الدول العربية؟!

*** 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o