Jun 06, 2022 5:04 PM
تحليل سياسي

السلطة الغافلة تتذكر حقوق لبنان النفطية في اللحظات الاخيرة
عون وميقاتي يدعوان هوكشتاين للعودة وانهاء المفاوضات سريعا
اسرائيل تتوقع الحل اميركيا...الجيش يتابع عملياته في الشراونة

المركزية- هل يصح المثل الانكليزي القائل "ان تأتي متأخرا خير من الا تأتي ابدا" على واقع الحال اللبناني في ما يتصل بطريقة التعاطي مع ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل ووصول الباخرة اليونانية انرجين الى حقل كاريش تمهيدا لبدء التنقيب، ام بات " اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب" الاكثر انطباقا، بعدما نام المسؤولون على حرير صفقاتهم وسمسراتهم في وقت كانت اسرائيل تعمل ليل نهار لاستخراج نفطها وشفط نفط لبنان "السائب"، وقد بُحت اصوات اعضاء الوفد اللبناني المفاوض في الناقورة لكثرة ما نادت الرؤساء والمسؤولين منذ اشهر، لارسال المستندات اللازمة لاثبات حق لبنان في حدوده البحرية حتى الخط 29 الى الامم المتحدة وتوقيع المرسوم 6433 قبل ان تقع الواقعة؟

فجأت وفي ربع الساعة الاخير، استفاقت دولة "الثرثرة" الغافلة عن قضاياها المصيرية الكبرى من ثبات خمولها لاطلاق النفير العام وتحذير اسرائيل التي تشفط النفط والغاز وتترك للبنان مياها تسبح فيها اموال المودعين وتتبخر كخطط الكهرباء التي لم يعد يعرف اللبنانيون منها سوى فواتير المولدات الجنونية. استدعت السفراء، ثم عدلت، دعت الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين للعودة الى بيروت واستكمال المفاوضات. قررت فتح شبكة الاتصالات مع عواصم القرار متمسكة بحقوق كانت غافلة عنها لسنوات...فهل من يستجيب؟

لبنان يدعو هوكشتاين: استحوذ ملف ترسيم الحدود البحرية في الجنوب على الاهتمام المحلي الرسمي كاملا اليوم. ففي إطار متابعة تطورات التحركات التي تقوم بها سفينة وحدة انتاج الغاز الطبيعي المسال Energean power قبالة المنطقة البحرية المتنازع عليها في جنوب لبنان، بحث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي صباحا في الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة محاولات العدو الاسرائيلي توتير الأوضاع على الحدود البحرية الجنوبية. وتوافق الرئيسان عون وميقاتي على دعوة الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين للحضور الى بيروت للبحث في مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والعمل على انهائها في اسرع وقت ممكن، وذلك لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار الذي تعيشها المنطقة. وتقرر القيام بسلسلة اتصالات ديبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان، وللتأكيد على تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، واعتبار أن أي اعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل في المناطق المتنازع عليها، تشكل استفزازا وعملا عدوانيا يهدد السلم والأمن الدوليين، وتعرقل التفاوض حول الحدود البحرية التي تتم بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، وفق ما ورد في المراسلات اللبنانية الى الامم المتحدة والمسجلة رسميا". 

تحرك دبلوماسي: وعلمت "المركزية" ان تحركا ديبلوماسيا اميركيا تم في اتجاه لبنان الرسمي وبقي بعيدا من الاضواء، اذ سجل صباح اليوم لقاء ديبلوماسي اميركي- لبناني ، ابدى فيه الجانب الاميركي استعداده لتحريك ملف التفاوض على الترسيم المجمد، ومعاودة عمل الوسيط الاميركي اموس هوكشتين. وفيما كان من المقرر ان يلتقي  وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اليوم على خلفية التحرك الاسرائيلي، تمت الاستعاضة عن استدعائهم بدعوة هوكشتاين للعودة الى بيروت. وافيد لاحقا ان بوحبيب اجتمع الى القائم بالاعمال الاميركي ريتشارد مايكلز وتم البحث في الحصول على دعم لبنان في التصويت على بعض القرارات الدولية.

بري – بوحبيب: وبعد الظهر، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير بوحبيب في عين التينة.

اعلان حرب: على الضفة الاخرى، أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الى أن "شركة الطاقة البريطانية اليونانية Energean، التي تمتلك حقوق حقول غاز كاريش منذ عام 2016، أقامت الحفارة يوم أمس، على بعد حوالي 80 كم غرب حيفا"، موضحةً أنه "في الأيام المقبلة، سيربط العمال المنصة برواسب الغاز ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل الحفارة في الأشهر الثلاثة المقبلة". وذكرت أن "البحرية الإسرائيلية تقوم بتأمين الحفارة منذ خروجها من قناة السويس، واشارت الى أن "لبنان يزعم أن البوارج البحرية الإسرائيلية موجودة بالفعل في مواقع تحمي الحفارة، حتى قبل أن يتم توصيلها بمكامن الغاز. وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل قالت في وقت سابق إن أي ضرر لحق بمنصات الغاز الخاصة بها سينظر إليه على أنه إعلان حرب". ولفتت الى أن "مسؤولي دفاع إسرائيليون أبلغوا لبنان مؤخرًا أن منصة الغاز الجديدة ستبدأ العمل في المنطقة قريبًا، ويعتقدون أنه لا توجد نية لمهاجمة الحفارات أثناء الأشغال". واعتبرت أن "إسرائيل لم ترد رسمياً على المزاعم اللبنانية، وليس لديها في الوقت الحالي أي نية للقيام بذلك، لتفادي إضفاء الشرعية على الادعاء بأن المنطقة متنازع عليها بالفعل".

الحل بالوساطة: وفي السياق، وفي موقف إسرائيلي هو الأول بعد وصول سفينة التنقيب عن النفط الى حقل كاريش، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي ان "الخلاف مع لبنان بشأن حقل الغاز الحدودي سيتم حله عبر الوساطة الأميركية".

اين المرسوم؟ في المواقف من الملف، دعا النائب ملحم خلف باسم نواب التغيير الدولة الى توقيع المرسوم 6433 والى التوحد خلف الخط 29، فيما اعتبر عضو كتلة "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم أن "المطلوب هو توقيع تعديل المرسوم 6433 وإرساله إلى الأمم المتحدة لنحفظ حقنا بثروتنا النفطية وإعادة المفاوضات"، سائلًا: "لماذا حصلت هذه المماطلة"؟

لتوحّد الاكثرية: وعشية جلسة انتخاب اللجان النيابية والتي يفترض ان تعقبها دعوة رئاسية الى استشارات التكليف في قصر بعبدا، قال كرم في حديث اذاعي ان "على الأكثرية أن تتوحّد خلف اسم واحد وإعطائه المجال لتأليف حكومة إنقاذ والأكثرية هي من أعطاها الشعب الثقة لتمثيله". وأكد كرم "من غير الوارد أن نشارك كـ"قوات لبنانية" في حكومة وحدة وطنية أو شراكة فهكذا حكومات هي أكذوبة وخدعة للناس".

المداهمات مستمرة: امنيا، أكد الجيش اللبناني أنه يتابع عمليات الدهم في منطقة الشراونة، وانه يدهم معملا لتصنيع المخدرات ومنزلا عائدا لأحد أخطر المطلوبين. وضبط الجيش رمانات بندقية لقاذف Launcher تحمل كتابات عبرية، إضافةً إلى كمية من الأسلحة الحربية والذخائر، وهي عائدة إلى أحد المطلوبين من آل زعيتر، وذلك خلال عمليات الدهم المستمرة في الشراونة. ليس بعيدا، قدر وزير الدفاع موريس سليم الدور الوطني الكبير الذي يقوم به الجيش، واعتبر انه "بالرغم  من كل الظروف الصعبة  التي يمر بها لبنان، فإن أبناء المؤسسة العسكرية، لا يزالون يقدمون التضحيات الكبيرة حتى الاستشهاد في مكافحة عصابات تصنيع وتجارة المخدرات". وكان الوزير سليم اطلع من قائد الجيش العماد جوزاف عون على تفاصيل العمليات التي يقوم  بها الجيش في ملاحقة وتوقيف المطلوبين ومداهمة اوكارهم ومصانعهم. واذ حيا روح العريف الشهيد زين العابدين شمص، تمنى الوزير سليم للجرحى العسكريين الشفاء العاجل، وهنأ الوحدات المشاركة في هذه العمليات على "الاداء المميز الذي تقوم به". وأكد وزير الدفاع ان "المؤسسة العسكرية لن تتوانى عن القيام بمهماتها على أكمل وجه انطلاقا من المصلحة الوطنية العليا، وبما يخدم حفظ أمن وسلامة المواطنين، وصون الاستقرار  في لبنان ".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o