May 27, 2022 2:45 PM
خاص

ليونة ايرانية وخفض شروط من بغداد الى فيينا...هل تترجم عمليا؟

المركزية- لم يعد خافيا على احد، ارتفاع منسوب الليونة التي تبديها طهران في الاونة الاخيرة وتحديدا بعدما توقفت مفاوضات فيينا النووية منتصف اذار الماضي. آنذاك تسيّد التصعيد من الجانبين المشهد. فاتهمت ايران واشنطن بعدم التصرف بواقعية،مشترطة رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمةالمنظمات الإرهابية الأجنبية، الامر الذي رفضته الولايات المتحدة. ولم تفلح الرسائل المتبادلة بين الطرفين عن طريق الاتحاد الاوروبي في ضخ الاوكسيجين في عروق المفاوضات ولا زيارة مبعوث الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية إنريكي مورا إلى العاصمة الإيرانية طهران منذ نحو اسبوعين.

ومع ان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيدخطيب زاده عبّر عن تفاؤله بزيارة المبعوث الأوروبي،واعتبر أنها خطوة مهمة في المسار الصحيحوالمشاورات البناءة وتجعل المفاوضات تتقدم فيالاتجاه الصحيح"، ورغم تصريح المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس التي قال فيها "إن واشنطن لا تزال ترى أن الاتفاق هو أفضل سبيل لاحتواء البرنامج النووي الإيراني،" الا ان شيئا لم يتحرك رسميا على مستوى استئناف المفاوضات.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان التشدد الايراني الذي طبع مرحلة ما بعد توقف المفاوضات بدأ يتلاشى تدريجيا بفعل حاجة ايران الملحة لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها والتي تتفجر في الشارع عبر موجة احتجاجات يتم قمعها بالقوة فيما لا تقل حدة موجة الاغتيالات لقيادات في الحرس الثوري، ما يهدد الامن الايراني ويعرض البلاد للخطر. 

ولا تقتصر الليونة في الملف النووي فحسب، بل تتعداها الى المفاوضات الجارية مع الجانب السعودي الذي انتقل من مرحلة المفاوضين الامنيين الى المستوى الوزاري من خلال اللقاء الذي سيعقد نهاية الاسبوع والمرجح في 29 الجاري بين وزيري خارجية البلدين فيصل بن فرحان وحسين امير عبد اللهيان ، بحسب ما كشفت "المركزية" منذ ايام، وقد وثّق المعلومات هذه عبد اللهيان نفسه من خلال كلمته في منتدى دافوس حيث اشار إلى أن " السعودية​ إذا كانت ​ مهتمة بالعودة إلى علاقاتها مع إيران فنحن نرحب بذلك"، مضيفا: "أحرزنا تقدما في المحادثات الأخيرة مع السعودية ونرحب بعودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي وقد اجتمع بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في دولة ثالثة،"موضحا ان "إيران والسعودية دولتان كبيرتان وذات نفوذ في المنطقة و​طهران​ لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع ​الرياض​ بالكامل".

الاجتماع الايراني- السعودي الذي سيستكمل البحث في نقاط عشر تم الاتفاق عليها سيترجم اطارها ويبلورها بطريقة عملية، ستتظهر اولى معالمها ان لم يطرأ طارئ في اليمن بداية لينسحب بعدها على سائر دول المنطقة المعنية حيث النفوذ الايراني.

وفي ما يؤشر ايضا الى شبه تراجع طهران عن شرطها التعجيزي بعدما لمست استحالة تلبية مطلب رفع الحرس عن قائمة الارهاب، قال عبد اللهيان في الكلمة اياها أن "إسرائيل تضخم من موضوع رفع حرس الثورة من قائمة الارهاب الاميركية...هذه القضية فرعية وأولوليتنا هي مصالح الشعب الايراني والمطالب الاقتصادية في إطار التجارة العالمية".

فهل تُستتبع الليونة هذه بخطوات عملية تترجم في فيينا باستئناف البحث في النووي، وفي العراق باتفاق ايراني- سعودي يضع حدا للنزاع المزمن ويعيد ترتيب الامور في المنطقة بعيدا من لغة الحديد والنار؟ 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o