May 24, 2022 4:36 PM
تحليل سياسي

الدولار يناطح السحاب والمحروقات خلفه والدواء مفقود او مزوّر
الاتصالات تؤخر الدعوة لجلسة برلمانية وميقاتي يعود نهاية الاسبوع
السعودية: موضوع حزب الله بيد اللبنانيين...مولوي في قطر وبايدن الى المنطقة

المركزية- لم يعد اللبنانيون مهتمون لا بالسجال المُكهرب بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير التيار في حكومته وليد فياض وقد استعر مجددا اليوم بعد هدوء، ولا بالاتصالات الجارية للتوافق على نائب رئيس للمجلس النيابي والتسويات على ضفافها، ولا بالتحرير والمقاومة وعيدهما المصنّف رسميا غدا وما سيتخلل المناسبة من شعارات فارغة ممجوجة يقولها السياسيون ويفعلون عكسها. همهم وحيد أوحد، تأمين كيفية الاستمرار في العيش في بلد لامس دولاره الـ34 الف ليرة وصفيحة البنزين الـ600 الف ولا من يردعهما ، بما يهدد امنهم الغذائي، فيما امنهم الصحي في حال اسوأ وقد يضطر المريض لتطبيب نفسه في ظل اتجاه القطاع الاستشفائي الى الاضراب وحصر الاستقبال بالحالات الطارئة والحَرِجة.

فما نفع تراشق التهم بين المسؤولين ما دامت الكهرباء غائبة وماذا يفيد الشعب ان جلس الياس بو صعب او سجيع عطيه او اي نائب ارثوذكسي في البرلمان الى يمين نبيه بري، وهل يطبب ميقاتي او اشرف ريفي او اي سنيّ آخر مطروح لترؤس الحكومة المواطن المريض الفاقد الدواء رغم معاناته؟ كل هؤلاء يتناوبون على المراكز، فيما اللبناني يتقهقر تحت وطأة الازمات وذلها من دون حلول.

مراوحة سلبية: وبينما تراوح الاستحقاقات الدستورية مكانها سلبا، حيث لا دعوة حتى الساعة لمجلس النواب لانتخاب رئيس له، ما يعني مزيدا من التأخير في تشكيل حكومة تحتاجها البلاد بشدة، فيما الرئيس ميقاتي في الخارج ، يتنفس الصعداء، قبل العودة الى بيروت نهاية الاسبوع، وفق معلومات "المركزية"، الازمات المعيشية تتفاقم. وقد اكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان ان على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة وان موضوع "الحزب" بيدهم

الدولار والمحروقات: ففي وقت كسر الدولار رقما قياسيا جديدا ملامسا الـ33700  ليرة، حلّقت اسعار المحروقات اليوم وباتت صفيحة البنزين 95 أوكتان: 588000 (+32000)،  صفيحة البنزين 98 أوكتان: 599000 (+)، المازوت: 681000 (+3000)، الغاز: 416000 (+10000).واعرب ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا عن "استيائه لما تشهده اسعار المحروقات من ارتفاع كبير بعد صدور جدول الاسعار اليوم"، وقال: "كفى ظلما للشعب الذي يتحمل وحده نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الذي ينعكس على ارتفاع الاسعار ولا سيما أسعار المحروقات"، ورأى أن "أسعار المحروقات تأكل الاخضر واليابس اذ انها تنعكس على اسعار السلع كافة". وناشد "المسؤولين والقيمين في الدولة اللبنانية التدخل  لوضع حد لارتفاع سعر الصرف"، معتبرا أن "المواطن لم يعد له القدرة على تحمل الاعباء المعيشية والمالية التي انهكت كاهله في ظل تراجع قدرته الشرائية وسط الازمات المتتالية التي تجعله غير قادر على تأمين لقمة عيشه، كالخبز و الدواء والاستشفاء والتعليم وغيرها من الامور الحياتية".

الدواء: بدورها، اعتصمت لجنة أصحاب الصيدليات بالتنسيق مع نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم قبل الظهر امام وزارة الصحة العامة، تزامناً مع إقفال الصيدليات حتى الثانية من بعد الظهر، للمطالبة بتطبيق قوانين تسليم الأدوية للصيدليات ومواجهة الدواء المهرَّب. وألقى سلوم كلمة أكد فيها أن "نقابة الصيادلة تقف مع المريض وتتكلم باسمه لأنه يتعرض لشتى أنواع التزوير، ومنعا لقتل المريض من الدواء المزور والمهرب، وهناك مَن اشترى دواء لمرضى السرطان واتضح أنه مزوّر، ولأن الدولة او الوزارة المعنية لم تؤمّن الدواء الجيد ولم تضع الخطة السليمة لتأمين الدواء الجيّد".  أضاف "وقفتنا اليوم لتبنّي خطة دوائية واضحة تبدأ بمؤشر للدواء يصدر بشكل دوري ويؤمّن الدواء من المستوردين الى الصيادلة وعدم ترك الفراغ للدواء المهرَّب والمزوَّر بسبب الفوضى والغش والتهريب، ما يتسبب بقتل المريض عدا عن اسعاره أضعاف السعر الحقيقي"، داعياً الى "تبني خطة نقابة الصيادلة الدوائية المتمثلة بالبطاقة الدوائية وتعطي كل مريض القدرة على شراء الدواء الجيّد من الصيدليات، وبذلك نكون قد حافظنا على نظام الدواء الذي تميّز به لبنان، والحفاظ على جودة ونوعية الدواء من المستوردين والصناعة المحلية."

الامن الغذائي: من جانبه، أعلن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي في بيان أنّ "الواقع الغذائي في لبنان لم يشهد أي يتحسّن منذ شهرين، إنما إزداد سوءاً جراء الحرب في أوكرانيا والبلبلة في الأسواق العالمية، وكذلك جراء عودة سعر صرف الدولار الى الإرتفاع في السوق المحلية فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها مصرف لبنان في تمويل المواد الإستهلاكية الأساسية كالقمح والبنزين". وإذ أكد أنه "لا يوجد أي مخاطر لفقدان المواد الغذائية، خصوصاً أن مستوردي المواد الغذائية كانت لديهم الكفاءة والمرونة في إيجاد البدائل للكثير من المواد الغذائية وفي اسواق عالمية مختلفة، إلا أنه نبّه من أمور لم تكن محسوبة بدأت تضغط بقوة على الأمن الغذائي للبنانيين، وتتمثل بما يسجله سعر صرف الدولار من إرتفاع متواصل الذي يؤدي حتماً الى إنخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية وبالتالي إرتفاع اسعار كل السلع ومنها المواد الغذائية". وقال: إزاء ذلك، المطلوب فوراً من القوى السياسية إيجاد حلول جذرية للأزمة الإقتصادية قبل فوات الأوان"، مبدياً خوفاً شديداً وفي حال إستمرار الأمور بالتطوّر السلبي لا سيما على مستوى سعر الدولار، من عدم تمكّن شريحة كبيرة من اللبنانيين من الحصول على كامل إحتياجاتها من الغذاء كما الدواء والخدمات الإستشفائية وخلافه.

المصارف ترفض: وليكتمل المشهد الذي لا ينبئ بالخير ماليا واقتصاديا، وفيما الحكومة الانقاذية الجديدة تبدو بعيدة المنال، جدّدت جمعية المصارف رفضها "لخطة كُتِبت بأموال المودِعين وأموال المصارف وهي تقف صفّاً واحداً مع المودِعين لرفض هذه الخطة التي لا نهوض فيها سوى في اسمها". وأصدرت الجمعية بياناً علّقت فيه على إقرار الحكومة "خطة التعافي الاقتصادي"، وجاء فيه: "أبَت الحكومة اللبنانية إلاّ أن تودِّع اللبنانيين بشكل عام والمودعين بشكل خاص، عبر إقرار خطة نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعاده الشامي القاضية بتنصّل الدولة ومصرف لبنان من موجباتهما بتسديد الديون المترتبة في ذمتهما، وتحميل كامل الخسارة الناتجة عن هدر الأموال التي تتجاوز السبعين مليار دولار أميركي إلى المودعين، بعدما قضت الخطة على الأموال الخاصة بالمصارف. فأبشروا أيها المودِعون، لأن الدولة اللبنانية ألغت ودائعكم بـ "شخطة" قلم. فهذا كلّ ما تمخّض عن عبقرية "الخبراء"، بالرغم من وجود خطط بديلة واضحة، لا سيما تلك التي اقترحتها جمعية مصارف لبنان والقاضية بإنشاء صندوق يستثمر، ولا يتملّك، بعض موجودات الدولة وحقوقها، ليعيد إلى المودعين حقوقهم، وإن على المدى المتوسط والبعيد. رضيَت الضحية ولم يرضَ الجاني، بذريعة أن هذه العائدات هي ملك للشعب ولا دخل للمودعين بها وكأن استنزاف أموال المودعين لدعم الشعب كان محللاً، أما استعادة المودعين لأموالهم فهو محرّم. أما أن يتحفنا البعض بالقول إن المداخيل المستقبلية للدولة هي ملك الأجيال القادمة، فذلك مرفوض كون مدخّرات الآباء تعود للأجيال القادمة أيضاً، فلا تعدموا جيلين تحت مسمى الحفاظ على مستقبل الأجيال. في المحصلة، إن جمعية المصارف تجدّد رفضها لخطة كُتِبت بأموال المودِعين وأموال المصارف وهي تقف صفّاً واحداً مع المودِعين لرفض هذه الخطة التي لا نهوض فيها سوى في اسمها".

دعم فرنسي: سياسيا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفيرة فرنسا آن غريو التي زارت الرئيس نبيه بري ايضا، يرافقها المستشار السياسي في السفارة جان هيلبرون، وتم عرض العلاقات اللبنانية - الفرنسية وسبل تطويرها في المجالات كافة". وجددت السفيرة غريو تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل  ماكرون "استمرار دعم فرنسا للبنان، لا سيما في الظروف الراهنة". وتناول البحث أيضا الأوضاع الداخلية ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية والاستحقاقات الدستورية المنتظرة. وتطرق الحديث الى المساعدات الفرنسية للبنان والتي كان آخرها دفعة من اوتوبيسات للنقل المشترك تم استلامها امس في  مرفأ بيروت. وعرض الرئيس عون موقفه من التطورات الداخلية والتحديات المنتظرة على اكثر من صعيد.

امل للتعاون: في الموازاة، اعتبر المكتب السياسي لحركة أمل ان صفحة الانتخابات النيابية قد طويت مع اغلاق صناديق الاقتراع التي عبر فيها اللبنانيون عن خياراتهم الديمقراطية وتوجهاتهم السياسية، وعلى بعض القوى السياسية اليوم ان تبتعد عن صيغة الخطاب التحريضي الذي انتهجته في فترة ما قبل الانتخابات لشد العصب والشعبوية التي لا تفيد لبنان، وان يعود الرشد السياسي والنضوج الفكري الى العقول الحامية والجامحة باتجاهات لا تخدم الثوابت الوطنية، وبالتأكيد لن تنفع اليوم، في لحظة الانهيار الذي يشهده البلد على الصعد كلها، بل المطلوب تلقف المبادرات الايجابية وملاقاة اليد الممدودة للتعاون، فالمرحلة المقبلة وخصوصاً على صعيد التشريع  يُفترض ان تحول البرلمان الى ساحة عمل وميدان تشريع رافدة لورشة انقاذ فعلية واصلاحات حقيقية وملموسة تقترحها الحكومة المنتظرة، لا ان تكون افكار البعض الخارجة على المنطق والواقعية السياسية ممن لم يفقه بعد معنى العمل التشريعي والرقابي وآليات الدستور والقانون والنظام الداخلي للمجلس النيابي محاولة اغتيال من قبل عقلية مريضة، تريد إغراق البلد في وحول النكايات، فلبنان المقبل على اكثر من استحقاق اساسي يحتاج الى تضافر جهود كل ابنائه وقواه السياسية الفاعلة ليتمكن من الخروج من ازماته الكبيرة والكثيرة التي تعصف به والتي هي عابرة للطوائف.

خطوة ايجابية ولكن: وعشية كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا في عيد المقاومة والتحرير، اكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان ان على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة مشددا على ان موضوع "الحزب" بيدهم. وقال " الانتخابات في لبنان قد تكون خطوة إيجابية لكن من السابق لأوانه قول ذلك ونحن معنيون بعودة العملية السياسية في لبنان وينبغي على الأطراف كافة العمل على ذلك".

أمر اليوم: وللمناسبة، توجه قائد الجيش العماد جوزف عون للعسكريين في أمر اليوم بالكلمة التالية: ايها العسكريون يبقى 25 أيار 2000 محطة مشرقة في تاريخ وطننا، وعلامة فارقة في سجلات الانتصار، بعدما تمكن اللبنانيون بنضالهم وإرادتهم وعزمهم من دحر العدو الإسرائيلي عن أرضهم وتحطيم أسطورة تفوقه العسكري، وسطروا في وجدان الوطن ملحمة عنوانها العزة والكرامة والحرية فأصبحوا مدعاة فخر للعالم أجمع، وكرّسوا مفهوم النضال في ذاكرة كل الشعوب، فكان يوم المقاومة والتحرير. ايها العسكريون كنتم وستبقون كما عهدناكم أصحاب عزم وإرادة صلبة، تنفذون المهام الموكلة إليكم بروح معنوية عالية وإيمان وصبر وإصرار ليبقى بلدنا لبنان مهما عصفت الرياح ومهما قست الظروف، وتبقون أنتم من يحوك خيوط الانتماء ويجمع أوصال الوطن. ايها العسكريون، تنتشرون على الحدود الجنوبية تؤازركم قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان لتنفيذ القرار 1701 ومندرجاته، إلا أن وجودكم على الحدود بمواجهة العدو الإسرائيلي، لم يكن ليتحقق لولا حفاظكم على الإستقرار الداخلي والسلم الأهلي والعيش المشترك والتفاف اللبنانيين حول جيشهم انطلاقاً من حقهم في مقاومة الإحتلال وردع اعتداءاته واسترجاع الأرض المحتلة.

مولوي في قطر: على صعيد آخر، وصل وزير الداخلية بسام مولوي الى قطر في زيارة سيلتقي خلالها رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القطري على ان يشارك في أعمال معرض "ميليبول قطر 2022" للأمن الداخلي والدفاع المدني. وكان في استقباله على ارض مطار الدوحة سفيرة لبنان في قطر فرح بري.

بايدن الى المنطقة: في المقلب الدولي- الاقليمي، علمت "المركزية" ان الرئيس الاميركي جو بايدن يعتزم زيارة المنطقة قريبا بدءا من اسرائيل، على ان يشارك في مؤتمر يجري الاعداد له تحت عنوان مكافحة الارهاب والفساد يشارك فيه قادة عرب واسرائيليون ويتركز على الارهاب الذي تمثله ايران في منطقة الشرق الاوسط عموما والدول العربية في شكل خاص، من خلال المنظمات العسكرية  وغير العسكرية التابعة لها.وفيما لم يحدد بعد مكان انعقاد المؤتمر الذي طرحت تل ابيب بداية عقده في القدس فتم رفض الطرح عربيا، تردد انه قد يعقد في الاردن كحل وسط بين الطرفين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o