May 20, 2022 4:41 PM
خاص

العالم امام حرب فيروسات...أين لبنان منها؟

المركزية – انطلاقا من اعتبار أن التعدي على البيئة خطيئة، بات على كل مواطن ان يلعب دورا للحد من التغير المناخي الذي بات يهدد العالم بأسره، ولعل الفيروسات التي يشهدها العالم خير دليل إذ تُعتبر من أخطر الحروب التي يواجهها الانسان في عالمنا اليوم، ولم تكن أي بقعة من العالم بمنأى عن خطورتها. 

وبعد ان خفت موجة كورونا مع ما سببته من إصابات ووفيات وضربت اقتصادات الدول وأنهكت قطاعاتها الصحية، بدأ انتشار "جدري القرود" وهو مرض نادر متوطن في غرب إفريقيا، وعادة ما تكون أعراضه الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية والطفح الجلدي على اليدين والوجه. وهناك سلالتان رئيسيتان له إحداهما سلالة الكونغو، وهي الأشد خطورة بنسبة وفيات تصل إلى 10 بالمئة، وسلالة غرب إفريقيا بمعدل وفيات حوالي 1 بالمئة من حالات الإصابة.  

‏كما أعلنت كندا عن تسجيل 13 حالة يشتبه بإصابتها بفيروس "جدري القرود"، بينما أعلنت الولايات المتحدة عن 7 حالات مؤكدة وبريطانيا عن 12 حالة شبه مؤكدة، واسبانيا عن 6 حالات مشتبه بها. وفي السياق، وقعت السلطات الصحية الأميركية صفقة بقيمة 119 مليون دولار لجرعات لقاح ضد فيروس جدري القرود، بعد تشخيص إصابة رجل من ولاية ماساتشوستس بالمرض النادر ولكنه قد يكون خطيرا. فهل نحن أمام وباء اخر وهل بات العالم يواجه حروبا من نوع آخر، حروب الفيروسات؟ 

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يقول لـ"المركزية": في ظل العولمة أصبحت التجارب البيولوجية موجودة داخل الدول ومرتبطة بالظروف البيئية والمناخية لهذه الدول. لذلك، نجد أن الولايات المتحدة تمول الكثير من الأبحاث والدراسات في العديد من الدول، هدفها سرعة الوصول الى المعلومة بأقل تكلفة ومساعدة المختبرات على ايجاد حلول سريعة وفعالة لأي وباء ممكن ان ينتشر. من هنا نرى ان الولايات المتحدة، رغم تعرضها لأكبر انتكاسة، كانت الوحيدة التي تمكنت من صنع دواء فعال لفيروس كورونا، بينما الصين التي ادعت بعد أشهر من انتشاره بأنها حاصرته، تتعرض اليوم لأزمة، وقد تتوقف عن استقبال الالعاب الاولمبية الشتوية". 

ويؤكد العزي ان فيروس "جدري القرود" مستوطن في غرب افريقيا وليس بجديد، لكنه بدأ اليوم بالظهور مجددا في العديد من الدول الاوروبية والاميركية حيث يتم تسجيل حالات يومية منه. في البداية اعتبر العلماء أنه ينتشر نتيجة الاختلاط خاصة بين المثليين عبر الغشاء المخاطي، لكن تبين لاحقاً انه ينتقل عن طريق التعرض للقطرات عن طريق الزفير، وعن طريق ملامسة الآفات الجلدية المصابة أو المواد الملوثة. وفي حال إصابة أحد أفراد العائلة، فإن المنزل بأكمله قد يلتقط العدوى". 

ويؤكد العزي "ان الاكتشافات والتحليلات البيئية باتت صعبة جداً اليوم في ظل التغير المناخي. كما ان الكثير من الامور التي حصلت لم يُحَلّ لغزها، وهل ان هذه الفيروسات من صنع الانسان أم أنها تطورت بفعل التغير المناخي والتلوث البيئي أو غيرهما من العوامل. لا شك ان هناك تجارب كثيرة تقوم بها الدول لتطوير قدراتها البيولوجية والفيروسية، لكن يبقى السؤال المهم هل ممكن أن تقوم هذه الدول بإطلاق الفيروس في دولها وهي تعلم أنها ستكون أول من سيتأذى. فقد أثبتت التجارب صعوبة تخزين السلاح الفيروسي وتأمينه بطريقة صحيحة، وفي حال انفلاته فستكون الدولة نفسها التي صنعته أول الخاسرين". 

ويلفت العزي الى ان من الضروري اليوم تكثيف الجهود الدولية للتعاون في مجال الحرب الفيروسية والبيولوجية وتأمين كل الدراسات والمختبرات للمساعدة في ايجاد الحلول السريعة، وعلى الدول كشف أوراقها والتعامل في موضوع السلاح الفيروسي بشفافية وإطلاع العالم على الحقيقة بغية تكثيف الجهود لمعالجة تداعياته قبل تفلت الامور لما لها من انعكاسات على الصعيد الاقتصادي والصحي والاجتماعي لكل دول العالم دون استثناء. نحن اليوم على ما يبدو امام موجة جديدة، أمام فيروس قد يكون فتاكا، لذلك المطلوب التحصن داخليا والاهتمام واعداد الكوادر الطبية والتعاون الدولي بهذا الشأن ومحاولة معرفة اذا ما كان هذا الوباء هو من صناعة الانسان نفسه او من التطور البيولوجي نتيجة التجارب، لذلك من الضرورة البحث عن ادوية جديدة لمعالجة الآثار ومحاصرة هذا الوباء بمساعدة وثقافة داخلية ومعرفة استخباراتية عالمية". 

 بالنسبة للبنان، يرى العزي ان على الدولة التعاون سريعا مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن هذا المرض وأخطاره وكيفية التعامل معه بالنسبة للمواطنين القادمين من الخارج والتزود بالادوية والمختبرات السليمة كي نكون على يقين بمعالجة سريعة في حال حصل انتشار واسع، خاصة وان لدينا زوارا بشكل دائم من افريقيا، وهناك جاليات لبنانية كبيرة في افريقيا وهذا لا يعني عدم استقبالهم، او منعهم بل بالعكس التحضير لكيفية التواصل معهم والحد من انتشار الوباء". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o