Jun 12, 2018 3:54 PM
خاص

ترامب يمد "يداً حذرة" لكوريا الشـمالية: اتفاق لكـن "التدابير" باقيـة
الرئيس الاميركي يعمل لعالَم بلا "نووي" مستعينا بالتفاهمات والعقوبات!

المركزية- لعلّها من المفارقات اللافتة ان ينسحب الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الايراني في ايار الماضي، ليبرم بعد ذلك بأسابيع قليلة، "تفاهما" مماثلا الى حد كبير (من حيث الهدف)، مع كوريا الشمالية التي كانت حتى الامس القريب من ألدّ أعداء واشنطن. الحدث الجلل كانت سنغافورة مسرحا له اليوم، اذ شهدت مصافحة فلقاء تاريخيين بين ترامب ونظيره الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، طويت معهما صفحة الاشتباك المزمن بين الجانبين، وأسسا لمرحلة جديدة. الا ان هذه "النقلة" لم تأت من عدم، بل ما سمح بها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، هو اعلان كيم التزامه نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية في شكل كامل. 

فقد وقّع الرجلان وثيقة مشتركة شاملة في نهاية اجتماعهما المطوّل، تضمنت وفق المعلومات، هذا التعهد الكوري، كما نصت على "ضمانات امنية" اميركية لبيونغ يانغ. وتنص ايضا على إقامة علاقات جديدة بين البلدين، وعلى ان تستتبع القمة "مفاوضات لاحقة يقودها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومسؤول كوري شمالي". وتذكر ان "ترامب وكيم يتعهدان بالتعاون لإقامة علاقات جديدة بين اميركا وكوريا الشمالية، والتعاون لإحلال السلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية".

واذ اكد الرئيس الاميركي ان نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية سيبدأ "سريعا جداً"، تحدث بإيجابية مطلقة بعد اللقاء. فقال "ما حدث اليوم كان يجب أن يحدث قبل 26 عاما"، موضحا أنه سيزور كوريا الشمالية "يوما ما" ومعلنا انه سيدعو كيم الى زيارة البيت الابيض في "الوقت المناسب".. الا أنه، وفي مقابل هذا الانفتاح، تتابع المصادر، بدا لافتا، تأكيده ان العقوبات على كوريا الشمالية ستبقى قائمة في الوقت الراهن.

فبحسب المصادر، يخشى الرئيس ترامب تكرار السيناريو الايراني مع بيونغ يانغ. وفي رأيه، الليونة التي أبدتها واشنطن حيال طهران في السنوات الماضية، ارتدّت على الولايات المتحدة سلبا، اذ بقيت طهران تطور الاسلحة النووية والصواريخ البالستية، مستفيدة في الوقت عينه، من "الاتفاق" الدولي الذي رفع عنها العقوبات الاقتصادية وسمح لها بإعادة وصل ما انقطع بينها وبين العالم، تجاريا في شكل خاص.

وعليه، تتابع المصادر، يتعاطى ترامب مع ملف كوريا الشمالية هذه المرة، بحذر أكبر. فهو سيباشر برفع العقوبات عنها، لكن في صورة تدريجية بعد ان يكون تثبّت من صدق نيات بيونغ يانغ ومدى تقيدها بتعهداتها والتزاماتها، وبما وقع عليه زعيمها اليوم في سنغافورة.

وفي الموازاة، تضيف المصادر، سيكمل ترامب مساره التشددي مع طهران، لدفعها الى الرضوخ للشروط الاميركية "نوويا". فهو أعرب اليوم "عن أمله في أن تعود طهران إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي، معتبرا أن تغيرات مهمة طرأت على إيران وتوجهاتها السياسية في الفترة الأخيرة. وقال من سنغافورة "آمل بأنهم سيعودون لبحث صفقة جدية في الوقت المناسب بعد فرض عقوبات، سبق أن قلت إنها ستكون شديدة.. لكن الوقت لم يحن لذلك بعد"، واعتبر أن "في ما يتعلق بالاتفاق النووي، باتت إيران الآن تختلف عما كانت عليه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر"، مضيفا "لا أظن أنهم يعيرون نفس الاهتمام بمنطقة البحر المتوسط وسوريا، كما كان الأمر سابقا. لم يعودوا يمتلكون ذات الثقة الكاملة (بالنفس) التي كانت لديهم في الماضي".

من الواضح ان ترامب يعمل تارة عبر التفاهمات وطورا عبر العقوبات، للوصول الى عالم لا تمتلك فيه اي قوة معادية لواشنطن، سلاحا يتهدد الولايات المتحدة والعالم.. فهل ينجح؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o