May 19, 2022 3:13 PM
خاص

لهذه الاسباب...خلف الاكثر قابلية لموقع نائب رئيس المجلس!‏

المركزية- نبيه بري رئيسا لمجلس نواب 2022. الامر محسوم ودرب التغيير مقطوع ولو ان النواب الـ 69 السياديين كلهم يرفضون. فالرئيس المتجذّر في البرلمان والمتحكم بالامبراطورية النيابية منذ اكثر من ثلاثين عاما، حتى بات مثالا يضرب ورقما قياسيا يسجل في غينيس بوك، هو المرشح الشيعي الوحيد للمنصب في النظام اللبناني الطائفي. وتبعا لذلك، وما دام الامر مقضياً لا محالة، فإن النقاش جائز في منصب نائب الرئيس، بعدما اخرج استحقاق 15 ايار ايلي الفرزلي من الندوة البرلمانية، وكل فريق سياسي يمنّ النفس بالفوز بالمنصب الارثوذكسي الاعلى في الدولة الى جانب نيابة رئاسة الحكومة. هامش الاسماء  المطروحة في سوق التداول يتراوح حتى الساعة بين النواب غسان حاصباني من تكتل "الجمهورية" القوية والياس بوصعب من "لبنان القوي" وملحم خلف المستقل.

حظوظ الثلاثة متساوية من المنظار الطبيعي للأمور، الا ان التعقيدات المحيطة بالنواب الثلاثة وطبيعة علاقة احزابهم بالثنائي الشيعي ستكون لها الكلمة الفصل في الموقع الحساس، جنبا الى جانب قطب الثنائية الرئيس بري الذي يفضل من يرتاح اليه نائبا له وليس من يناصبه العداء ولا ينفك يكيل له الاتهامات علنا صبحا ومساء ويخوض معاركه الوهمية على حسابه.

تبعا لذلك، واستنادا الى طبيعة العلاقة المتوترة لا بل المتفجّرة بين بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يمكن القول ان وصول بو صعب دونه جبل عال من العراقيل تحول دون تنصيبه نائبا لرئيس المجلس، على رغم الاختلاف الواسع بين شخصيتي باسيل وبوصعب، الا ان مجرد انتمائه الى التكتل كاف ليقصيه بري من جانبه ويمنع اقتحامه "عقر الدار البرلماني الشيعي" حيث يتم تركيب الطبخات والتسويات بما يتناسب ومصالح هذا الفريق السياسية في موازاة فائض قوته بالسلاح.

احتمال وحيد، تقول مصادر سياسية لـ" المركزية" من شأنه ان يشق درب نيابة الرئاسة امام بو صعب، يتمثل بإبرام باسيل صفقة مع خصمه اللدود تطوي صفحة الخصومة لمواجهة الفريق السيادي المتمكّن من الاكثرية النيابية، الا ان مجرد التفكير بمسار العلاقة بين الرجلين وما يتخللها من غياب للكيمياء وما يختزنه جمهوراهما من كراهية واضحة، لا بد تضع الاحتمال هذا على رف التجاهل الحتمي.

اما حاصباني، المؤهل بكل المقاييس بإقرار قريبين من بري للمنصب، فتفصله عن الموقع عقبة اساسية تتمثل في اعتماد فريقه سياسة عدم المساومة والاصرار على النبش والنكش في مواقع الصفقات والسمسرات لكشفها ورفض ابرام تسويات على حساب اعادة بناء الدولة العادلة والقوية والنزيهة، شأن ايضا لا يناسب الثنائي الشيعي الذي يرى في المجلس النيابي ملكا خاصا  تطبخ فيه المشاريع بما يوافقه ولا يجوز لاي كان اقتحامه، خصوصا اذا كان من خارج فلك الانضباط الشيعي و"مستلزماته الخاصة". وقد اكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم "ان حاصباني يتحلّى بكلّ المواصفات التي تخوّله أن يكون نائبا لرئيس المجلس ولكنّنا قابلون للأخذ والردّ ولا نساوم أبداً على المشروع السياسي".

وبعيدا من الفرز السياسي الحاد بين فريقي التيار والقوات، ترى المصادر ان خلف الواصل حديثا الى المجلس النيابي، قد يكون الاوفر حظا للجلوس الى جانب بري، من دون ان يزعجه، نسبة لشخصيته اللينة وطبعه المطواع وعدم التزامه سياسيا مع اي فريق يتلقى منه التوجيهات او يملي عليه الاوامر، وهو يحظى حكما بتأييد النواب التغييريين الجدد فيصيب بري به عصفوري نائب مريح له واستمالة الكتلة التغييرية بحجر واحد.

الايام القليلة الفاصلة عن موعد الجلسة المفترض ان يدعو اليها الرئيس بري من شأنها ان تشيح الضبابية عن هوية من سيتبوأ المنصب استنادا الى حصيلة الاتصالات التي ستتخللها مع الاطراف الثلاثة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o