May 16, 2022 8:12 AM
صحف

الاصطفافات السياسية تظلل انتخابات لم تخلُ من العنف.. الرهانات على إيصال المستقلين تنتكس

تضاءل الصوت التغييري خارج الاصطفافات السياسية إلى حد كبير في معظم الدوائر الانتخابية، في مقابل احتدام سياسي تركز بين «القوات اللبنانية» و«حزب الله» لم يخلُ من العنف والتوتر وخروقات كثيرة.
وبعد أشهر من التشكيك بإجراء الانتخابات إثر تغير مزاج الناخبين، فتحت صناديق الاقتراع في السابعة صباحاً، وأقفلت في السابعة مساء في أول انتخابات نيابية عامة تلت تفجر الاحتجاجات في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 على خلفية الأزمة الاقتصادية، وتنافست فيها قوى سياسية تقليدية، وشخصيات مستقلة وناشطون مدنيون أفرزتهم احتجاجات 2019، وشهدت انقساماً على الشعارات السيادية والمعيشية.

وراهن اللبنانيون منذ نحو عامين على الانتخابات بوصفها وسيلة ديمقراطية لمواجهة طبقة سياسية يتهمها اللبنانيون بالوقوف وراء الأزمة المعيشية، لكن أرقام الاقتراع حتى فترة بعد الظهر، عكست إقبالاً منخفضاً، حيث أعلنت وزارة الداخلية أن نسبة الاقتراع بلغت 32 في المائة قبل ساعتين من إغلاق الصناديق، التي فتحت أمام أكثر من 3.9 مليون ناخب يحق لهم الاقتراع.
وشهدت المناطق التي يتقاسم فيها «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» من جهة، و«القوات اللبنانية» من جهة ثانية، النفوذ السياسي، احتداماً في المعركة وإقبالاً كثيفاً على صناديق الاقتراع، تركز في دوائر البقاع في شرق لبنان، وبعبدا في الجبل، وبيروت، فيما تراجع الإقبال السني إلى مستويات كبيرة في الانتخابات الحالية، وشهدت دوائر صيدا وبيروت وطرابلس والبقاع إقبالاً ضعيفاً للناخبين السنة، خلافاً لما جرت عليه العادة في السابق.
غير أن أمّ المعارك، شهدتها دائرة الشمال الثالثة التي تضم أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا، إذ سُجل فيها إقبال غير مسبوق تخطى في فترة بعد الظهر ما سجلته نسبة الاقتراع في الدورة الماضية، وذلك بسبب خصوصية الدائرة التي يتحدر منها ثلاثة مرشحين محتملين للرئاسة هم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فضلاً عن منافسين منظمين وأقوياء في القوى المدنية. ووصلت نسبة التصويت في الدائرة بعد الظهر، إلى نحو 40 في المائة، وهو رقم قياسي للتصويت في الدوائر المسيحية في جبل لبنان.
وخاض عدد كبير من المرشحين الانتخابات تحت شعارات «سيادية» منددة بـ«حزب الله» الذي يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، ويطالبون بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني. وظلل الشحن الطائفي والسياسي حسب "الشرق الأوسط"، أجواء الانتخابات للمرة الأولى منذ عام 2009 بهذا الشكل اللافت، نتيجة انفراط التحالفات السياسية بين أبرز المكونات السياسية التقليدية خلال الأزمة الاقتصادية قبل عامين، وانعكس توتراً في الشارع، حيث سجلت إشكالات كثيرة في مناطق متفرقة، أبرزها إشكال بين مناصري «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» لحظة وصول رئيس التيار النائب جبران باسيل إلى مركز انتخابي في شكا، بموازاة توترات متنقلة في أكثر من دائرة انتخابية بين مناصري «حزب الله» و«القوات».
وشهدت بعض الأقلام إقبالاً بعد الظهر، دفع وزارة الداخلية اللبنانية للطلب من رؤساء الأقلام إدخال كل الموجودين في مراكز الاقتراع للانتخاب بعد إغلاق أقلام الاقتراع في السابعة سابعاً. وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزارة الداخلية بعد إغلاق صناديق الاقتراع، حيث تمنى أن «تُفرز هذه الانتخابات مجلساً نيابيّاً جديداً متعاوناً لانتشال لبنان من هذه الأزمة». وأكد ميقاتي أن «اليوم الانتخابي نصر للبنان وللمواطنين»، وقال: «كل انتخابات تحصل فيها شوائب وتمكّن الفريق من معالجتها وخرجنا بنصر كبير للدولة اللبنانية وللمواطنين».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o