May 11, 2022 2:44 PM
خاص

رسائل للعرب والغرب ومصالح مشتركة في زيارة الاسد لطهران

المركزية- في غمرة الانهماك اللبناني باقتراع المغتربين الاحد الماضي، مرت زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى ايران على مستوى انعكاساتها وتحليل ابعادها وتوقيتها واسبابها من دون انتستوفي حقها من الشرح والتحليل. زيارة جاءت بعد حوالى ثلاث سنوات على آخر محطة للاسد في طهران في لحظة اقليمية ودولية دقيقة تشهد تعثرا في المفاوضات النووية في فيينا وحربا روسية على اوكرانيا ومحاولات عربية لانتشال النظام السوري من الحضن الايراني واعادته الى عروبته وسط آمال بإنجاز المهمة قبل تشرين المقبل موعد انعقاد القمة العربية في الجزائر التي تضغط في الاتجاه هذا.

في طهران عقد الأسد لقاءين منفصلين مع المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، حسب ما أفاد التلفزيون الإيراني. وفيما اكد  الاعلام الايراني ان الزيارة تأتي في إطار التنسيق بين الحلفاء لتدارك تحديات المرحلة المقبلة، تحدثت معلومات ايرانية غير رسمية  عن أن الزيارة هدفت لترتيب الأوراق والتنسيق عقب انسحاب بعض الوحدات الروسية من الأراضي السورية للمشاركة في الحرب على أوكرانيا، اذ بدأت موسكو بسحب قواتها من نحو 30 نقطة عسكرية، منذ بداية الشهر الثاني من حربها على أوكرانيا، وأن القوات الإيرانية وقوات من حزب الله حلت بالفعل محل الوحدات الروسية على الأراضي السورية، واستقرت منذ نحو شهر في 3 نقاط عسكرية في محافظة إدلب وريفها، و4 مواقع أخرى في جنوب العاصمة دمشق، عقب نقل القوات الروسية إلى الجبهة الأوكرانية.

المعلومات هذه إن تأكدت، تبرر جانبا من زيارة الاسد الذي تتعرض بلاده لضربات اسرائيلية دورية بغض طرف روسي، بهدف التنسيق مع المسؤولين الايرانيين في مرحلة الانقباض الروسي في سوريا لمصلحة طهران والنظام السوري، بما يزعج حكما الكيان الإسرائيلي من ناحية اقتراب القوات الإيرانية من الحدود المشتركة واستقرارها في درعا والقنيطرة جنوبي سوريا، وتستثمرها طهران ورقة قوة في مفاوضاتها النووية التي تصر فيها على جني الحد الاقصى من المكاسب  ورفع العقوبات عنها كما عن الحرس الثوري واذرعه في المنطقة من قائمة المنظمات الارهابية، وتمارس لهذا الغرض كل انواع الضغط على الولايات المتحدة، بحشد حلفائها في المنطقة بدءا من سوريا، ما يؤشر بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"  الى ان الاسد يلعب على حبلي ايران والعرب في آن لتدعيم موقعه في اللعبة الدولية الاقليمية وعودته قوياً نافذا عربياً، إن عاد، وليس بشروط الخليجيين فقط. وقد بات مفتاحا لا يستهان به دوليا وفي يده اوراق قوة  لن يفوّت فرصة توظيفها لمصلحة  تبوؤ بلاده مجددا الموقع المتقدم على المسرح الاقليميمن بوابة "النووي" اثر خروجها من بؤرة الحرب والدمار حيث تقبع منذ 11 عاما. بين هذه الاوراق العلاقة القوية مع النظام الايراني التي يصفها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية بـ"الحيوية"، ويشدد على أنه "ينبغي بذل مزيد من الجهود المشتركة لتطوير العلاقات بين البلدين أكثر فاكثر،"  في حين يؤكد الأسد في بيان للرئاسة السورية، "أهمية الاستمرار في التعاون من أجل عدم السماح لأمريكا بإعادة بناء منظومة الإرهاب الدولية التي استخدمتها للإضرار بدول العالم وخاصة دول المنطقة طوال العقود الماضية".

واذ تعتبر المصادر ان الزيارة تأتي على الارجح بطلب من النظام الايراني الذي يبعث رسائل لواشنطن بأنه ما زال الاقوى والافعل في المنطقة ويحرك حلفاءه فيها بإشارة من اصبعه، توضح ان للرئيسالسوري ايضا مصلحته في استمرار اظهار انه ما زال متحالفا بقوة مع طهران ليقبض ثمن فك هذا الارتباط غاليا.

وتحمل زيارة الاسد ايضا رسالة استعراض قوة للتقارب بين سوريا وايران موجهة الى اسرائيل ومن خلفها الادارة الاميركية، الحليفالاساسي لها في المنطقة، و"زكزكة" لتل ابيب وواشنطن. وقد اشار الاعلام الاسرائيلي الى أن "الأسد قال لخامنئي في اللقاء بينهما إن العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين منعت الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، ويجب أن تتعاظم" ، وتلفت المصادر الى اهمية  تزامنها مع احتدام الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية واحتمالات نشوب حرب جديدة بين فصائل المقاومة واسرائيل.

مجمل هذه الرسائل تستفيد منها طهران ودمشق وتشكل مصلحة مشتركة بينهما، فهل تفعل فعلها وتؤمن مغانم لهما نووياً وعربياً ام تبقى فقاقيع صابون وحبرا على ورق الزيارات؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o