May 11, 2022 5:35 PM
اقليميات

مقتل مراسلة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة في جنين.. إسرائيل: "قتلت برصاص فلسطيني".. والادانات تتوالى: لتحقيق فوري

لم يكن صباح يوم الأربعاء كغيره على الصحافة العربية، التي فقدت إحدى أهم مراسلاتها الميدنية بأبشع الطرق. 

فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة القطرية، برصاص الجيش الإسرائيلي، شمالي الضفة الغربية.

من هي شيرين أبو عاقلة؟

ولدت شيرين في العام 1971 في مدينة القدس. 

ودرست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة المكتوبة، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن.

خلال مسيرتها الاعلامية، عملت في مواقع عدة مثل وكالة “أونروا”، وإذاعة صوت فلسطين، وقناة عمان الفضائية، ثم مؤسسة مفتاح، وإذاعة “مونت كارلو”، لتنتقل في عام 1997 الى قناة الجزيرة الفضائية.

شيرين من الرعيل الأول من المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة. وطيلة ربع قرن كانت أبوعاقلة في قلب الخطر لتغطية حروب وهجمات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

الساعات الأخيرة قبل الاستشهاد

قبل استشهادها بنحو ساعة، أفادت شيرين قناة “الجزيرة” بآخر رسالة صحافية جاء فيها أنّ “قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم جنين وتحاصر منزلاً في حي الجابريات”.

من جانبها، أكّدت “الجزيرة” أنّ شيرين كانت ترتدي سترة الصحافة ومع ذلك تمّ استهدافها بينما كانت تقوم بمهمّتها الصحافية.

الخوف والشجاعة 

في إحدى مقابلاتها، تحدثت عن طبيعة علمها الميداني وعن حياتها، وقالت ان الخوف موجود خلال عملها وأنها أحياناً تحلم بالكوابيس. 

وعن شجاعتها خلال تغطيات المواجهات، قالت “طبعاً نخاف لكن في لحظات معينة يزول هذا الخوف خلال التغطية، ونحن لا نرمي نفسنا بالموت”.

https://youtu.be/2qLoIdnG7Mc

https://youtu.be/bUcxDEtTKlE

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، صباح اليوم عن استشهاد الصحافية في قناة الجزيرة القطرية، شيرين أبو عاقلة، خلال اقتحام القوات الإسرائيلية  مخيم جنين.

وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد أبو عاقلة بعد وقت قصير من إصابتها الحرجة بعد أن تعرضت لرصاص حي في الرأس.

وكانت "أبو عاقلة" تقوم بتغطية الأحداث في المخيم برفقة مراسل صحيفة "القدس" ، علي سمودي الذي أصيب هو الآخر بجروح متوسطة بعد إصابته بطلق ناري في الظهر، ووصفت حالته بالمستقرة.

ومن جانبها، قالت قناة الجزيرة، إن "الزميلة شيرين أبو عاقلة كانت ترتدي سترة الصحافة أثناء استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته أطلقت النار ردا على تعرضها "لنيران كثيفة" في جنين، مضيفا أن "ثمة احتمالا محل البحث حاليا بأن المراسلين أصيبا ربما بنيران أطلقها مسلحون فلسطينيون".

اسرائيل: وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على اتهامات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي حمل فيها القوات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن وفاة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.

وأشار بينيت إلى أن “رئيس السلطة الفلسطينية يوجه اتهامات لإسرائيل بدون أساس صلب. وفقا للمعطيات الموجودة في حوزتنا حاليا. هناك احتمال ليس بقليل بأن مسلحين فلسطينيين أطلقوا النيران بشكل عشوائي وهم الذين تسببوا في مصرع الصحفية المؤسف”.

وأضاف: “تم حتى تصوير مسلحين فلسطينيين وهم يقولون أصبنا جنديا وهو مرمي على الأرض. لم يصب أي جندي إسرائيلي وهذا يطرح الاحتمالية بأن هم كانوا أولئك الذين أطلقوا النار وأصابوا الصحفية”.

وتابع: “إسرائيل دعت الفلسطينيين إلى القيام بعملية تشريح مشتركة وبتحقيق مشترك بناء على التوثيقات والمعلومات القائمة من أجل التوصل إلى الحقيقة، إلا أن الفلسطينيين يرفضون ذلك حتى اللحظة”.

وشدد بينيت على أن “قوات جيش الدفاع ستواصل العمل ضد الإرهابيين في قواعدهم من أجل كسر الموجة الإرهابية القاتلة واستعادة الأمان للمواطنين الإسرائيليين. نقف إلى جانب مقاتلينا”.

مراسم الجنازة: وزع المكتب الاعلامي في سفارة دولة فلسطين في لبنان البيان الآتي:

"يشارك رئيس دولة فلسطين محمود عباس، يوم غد الخميس، بمراسم تشييع جثمان الصحافية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، من مقر الرئاسة في مدينة رام الله، بحضور رسمي وشعبي.

وكانت الرئاسة الفلسطينية دانت جريمة اعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، للصحافية شرين أبو عاقلة.

وحملت الرئاسة، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة، مؤكدة انها جزء من سياسة يومية ينتهجها الاحتلال بحق أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته.

وشددت على أن جريمة إعدام الصحافية أبو عاقلة، وإصابة الصحافي علي السمودي، هي جزء من سياسة الاحتلال باستهداف الصحفيين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم بصمت.

وتقدمت الرئاسة، بأحر التعازي والمواساة، إلى عائلة الشهيدة أبو عاقلة وزملائها، سائلة الله عز وجل، ان يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.

وحيّت الرئاسة الصحافيين الفلسطينيين، الذين يواصلون القيام بواجبهم الوطني والإنساني تجاه القضية الفلسطينية العادلة بالرغم من هذا الاستهداف.

كما هاتف الرئيس محمود عباس مدير مكتب "الجزيرة" في فلسطين وليد العمري، معزيا باستشهاد الصحفية أبو عاقلة، وقال سيادته، باستشهاد الصحفية أبو عاقلة، فقدت فلسطين أحد فرسان الحقيقة، الذين عملوا بكل صدق وأمانة على نقل الرواية الفلسطينية للعالم، وساهموا في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بحق أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته".

ادانات: وتوالت الإدانات المنددة بهذه الجريمة الشنعاء:

شبكة الجزيرة: وعلّقت شبكة الجزيرة الإعلامية على مقتل مراسلتها شيرين أبوعاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي فقالت: "في جريمة قتل مفجعة تخرق القوانين والأعراف الدولية أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي وبدم بارد على اغتيال مراسلتنا شيرين أبو عاقلة". ودانت الشبكة "هذه الجريمة البشعة التي يراد من خلالها منع الإعلام من أداء رسالته" وأضافت "نحمل الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل الزميلة الراحلة شيرين".

فلسطين: دانت فلسطين، الأربعاء، استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة “الجزيرة”، برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين، معتبرة أنها محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة.

وفي بيان لها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين، بأشد العبارات “الجريمة الصادمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بشكل مقصود ومتعمد وأدت إلى استشهاد مراسلة قناة الجزيرة الصحفية شيرين أبوعاقلة وإصابة الصحفي علي السمودي في ظهره بإصابة خطيرة”.

ودانت بشدة “الاقتحام الوحشي الذي ارتكبته قوات الاحتلال صباح هذا اليوم لمدينة جنين ومخيمها وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي بهدف القتل”. واعتبرت أن “هذه الجريمة المركبة امتداد لجرائم الاعدامات الميدانية المتواصلة ضد أبناء شعبنا وضد الصحفيين بشكل خاص في محاولة إسرائيلية ممنهجة لإسكات صوت الحقيقة وللتغطية على جرائم الاحتلال ومستوطنيه ضد شعبنا، وهي ترجمة لتعليمات المستوى السياسي في دولة الاحتلال التي حولت جنوده إلى مجرد آلات متحركة لقتل الفلسطينيين واستباحة حياتهم وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم”.

وحملت وزارة الخارجية، رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة البشعة”، معتبرة أن أبو عاقلة “هي ضحية مباشرة لإرهاب دولة الاحتلال المنظم التي تتصرف بعقلية العصابات الصهيونية، وهي ضحية ازدواجية المعايير الدولية والصمت المريب للجنائية الدولية”.

الخارجية الاميركية: ودعت وزارة الخارجية الأميركية،  لإجراء تحقيق "فوري وشامل" بشأن حادثة مقتل الصحافية الأميركية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة "نشعر بالحزن الشديد وندين بشدة مقتل الصحفية الأميركية شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية".

وأضاف برايس "يجب أن يكون التحقيق فوريا وشاملا، ويجب محاسبة المسؤولين".

الاتحاد الاوروبي: كما ندد الاتحاد الأوروبي  بمقتل الصحفية الأميركية الفلسطينية  بالرصاص خلال عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وطالب بتحقيق مستقل حول ملابسات ما جرى.

وقال بيتر ستانو المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان "لا بد من أن يوضح تحقيق معمق ومستقل في أسرع وقت كل ظروف هذه الحوادث وأن يحال المسؤولون (عنها) أمام القضاء".

فرنسا: وطالبت فرنسا اليوم بفتح تحقيق في استشهاد  أبو عاقلة بالرصاص اثناء تغطيتها عملية لجيش الاحتلال الاسرائيلي في جنين في الضفة الغربية المحتلة. 
 
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحافي عبر الانترنت إن "فرنسا تطالب بإجراء تحقيق شفاف في أسرع  وقت لإلقاء الضوء الكامل على ملابسات هذه المأساة".

ايطاليا: كذلك، طالبت نائبة وزير الخارجية الإيطالي مارينا سيريني بتوضيح “فوري” لديناميات مقتل الصحافية في مخيم جنين بالضفة الغربية، حسبما ذكرت وكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء.

وأشارت الى أن “مقتل شيرين أبو عاقله في مخيم جنين بالضفة الغربية أمر بالغ الخطورة، يجب توضيح دينامياته في أسرع وقت ممكن وتحديد الأشخاص المسؤولين عن مقتلها ومقاضاتهم”، مضيفة “في الإعراب عن تعازينا لوفاة الصحافية التي قتلت أثناء قيامها بعملها، لا يسعنا إلا أن نكرر قلقنا من خطر أن حتى هذه الحلقة الدرامية يمكن أن تسهم في زيادة التوترات والعنف في الأراضي الفلسطينية وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

وتابعت، “كما أعربنا أمس في بروكسل في اجتماع لجنة الاتصال الخاصة بفلسطين، نؤكد التزام إيطاليا بدعم حل الدولتين، الحل الوحيد القادر على ضمان السلام والأمن للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o