Apr 23, 2022 3:58 PM
تحليل سياسي

النور يفيض في القدس وقيامة لبنان رهن الاقتراع الصائب
خطة التعافي تترنّح: جمعية المصارف ترفضها.. و"الحزب" لا يريد الصندوق؟!
انهيار معيشي وجنبلاط: لاقالة فياض.. إفطارخليجي في معراب: الانتخابات مصيرية

المركزية- المسيح قام حقا قام، وفاض النور من قبره في القدس، معطيا الرجاء والامل لشعوب الارض المقهورة واللبنانيين منهم، بأن بعد القهر والمعاناة، سيأتي الخلاص وستكون القيامة. وها نحن نقف اليوم على مسافة ايام قليلة من اولى خطواتنا نحو هذه القيامة، اذا نحن أحسنّا الخيار في 15 ايار. فالانتخابات النيابية تشكّل فرصة ذهبية للتغيير ولدحرجة الحجر عن صدورنا، اذا صوّتنا "صح"، ولم نُعِد المنظومةَ نفسها - التي جرجرتنا على درب الجلجلة وأوصلتنا الى "جهنّم" - الى جنّة الحكم مجددا.

الخناق يضيق: في انتظار اليوم الكبير هذا، المصائبُ تتراكم والخناق يضيق حول اعناق اللبنانيين معيشيا واقتصاديا. ففيما عاود الدولار تحليقه، كاسرا كل السقوف ملامسا الـ29 ليرة في الساعات الماضية، التغذيةُ بالتيار الكهربائي من مؤسسة كهرباء لبنان باتت صفرا وفق ما اعلن مسؤولون في الشركة، والقمحُ والطحين شبه مفقودين، كل ذلك على وقع تطمينات رسمية وحديثٍ عن اموال ستأتي من مصرف لبنان او من البنك الدولي، لحلحلة الوضع المخيف هذا، لا تزال تنتظر الترجمة الفعلية لها على الارض.

لاقالة وزير الطاقة: وفي السياق، سأل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر تويتر: اليس الوقت مناسبا لاقالة وزير الطاقة المتجول بين عاصمة وعاصمة وملهى ومطعم والحكم في وزارته بيد فريق تابع لصهر هذا العهد المدمر. اليس الوقت ان يكشف رئيس الوزراء بان لا كهرباء اردنية ولا تمويل من البنك الدولي اذا لم يتم الاصلاح الجذري في وزارة الطاقة؟

كابيتال كونترول: وسط هذه الاجواء الملبّدة، يصرّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على اقرار الكابيتال كونترول نيابيا لانه اساسي للمضي قدما في خطة التعافي الاقتصادي وفي التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. غير ان الرياح التشريعية لا يبدو انها ستسير وفق ما تشتهي سفن مجلس الوزراء. واذ تعقد اللجان النيابية جلسة مشتركة الثلثاء لاستكمال البحث في القانون، بعد ان طارت جلسة الاسبوع الماضي، من غير المستبعد ان يلقى اجتماع الثلثاء المصير عينه، الا اذا نجحت مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري مع القوى النيابية في إمراره.

الحزب والصندوق: وما يعزز فرضية سقوط المشروع في مجلس النواب، هو موقف حزب الله المستجد منه. فالاعتراض على صيغته وعلى اقراره قبل الاطلاع على الصيغة النهائية لخطة النهوض، كان مقتصرا على القوات والتيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي، غير ان الحزب يبدو انضم الى هذه القافلة، من بوابة رفضه فكرة التعاون مع صندوق النقد برمّتها! فقد أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، في حديث اذاعي ، أن "ما قدمته الحكومة من ورقة للنقاش في المجلس النيابي ليس خطة مقرة في مجلس الوزراء ‏بل رؤية تحتاج إلى تصويب في الكثير من أفكارها، وهي في مرحلة الدراسة المتأنية من قبل الكتلة قبل تحديد الموقف النهائي منها"، لافتا الى أن "جلسة اللجان ‏النيابية المشتركة ستكون أشبه بعصف أفكار، بناء على ما قدمته الحكومة"، معتبرا أن "المناخ القائم لا يتيح إقرار مشروع الحكومة للكابيتال كونترول، بل يدفع باتجاه ترحيله الى ما بعد الانتخابات". ورأى أن "هناك إمكانية لإيجاد حلول من خارج الإتفاق مع صندوق النقد ‏الدولي، كتنويع الخيارات باتجاه الشرق والقبول بالعرض الإيراني لحل مشكلة الكهرباء، ‏وهذا يحتاج إلى قرارات من الحكومة، لكن البلد تحت الحصار الأميركي من جهة والتهديد ‏بالعقوبات إذا تم قبول العرض الإيراني".

المصارف ترفض: من العقبات الاساسية امام الكابيتال كونترول وخطة التعافي ايضا، المودعون والنقابات العمالية تتداعى الى تحركات في الشارع رفضا للكابيتال كونترول، لكن ايضا موقف جمعية المصارف العالي السقف من الخطة. فهي اليوم أعلنت رفضها "خطة التعافي المعروضة من الحكومة اللبنانية والآيلة الى تحميل المصارف والمودعين القسم شبه الكامل من الخسارة التي نتجت عن السياسات التي اعتمدتها الدولة بحكوماتها المتعاقبة ومصرف لبنان." ووصفت الخطة بـ"الكارثية والمخالفة للدستور اللبناني ولسائر القواعد القانونية المرعية الاجراء". ولفتت في بيان الى أنها كلّفت مستشاريها القانونيين دراسة وعرض مروحة الاجراءات القضائية الكفيلة بحماية وتحصيل حقوق المصارف والمودعين توخيا للمباشرة بما تراه مناسبا منها في هذا الصدد..

الى مابعد الانتخابات: امام هذه المعطيات، ترجح المصادر ان الخطة الحكومية والقانون ومعهما الاتفاق مع الصندوق، رحّلت الى ما بعد الانتخابات النيابية، وان تكون زيارة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الى واشنطن للتواصل مع مسؤولي الصندوق، غير ذي جدوى.

إفطار معراب: انتخابيا، الفرز واضح والشرخ كبير بين خطابي فريقي 8 آذار والسياديين. في هذا الاطار، واذ رأى عضو كتلة التنمية والتحرير غازي زعيتر ان "في 15 أيار موعدنا مع عملية انتخابية ستحدد مسار ومصير البلد في السنين المقبلة، وسيلبي أهلنا النداء وسيردون على هجمة السفارات"، إفطارٌ بارز شكلا ومضمونا خاصة من حيث الحضور الدبلوماسي الخليجي والعربي، استضفاته معراب مساء امس. فعلى مسامع سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، سفير دولة الكويت عبدالعال القناعي، سفير دولة قطر ابراهيم عبدالعزيز السهلاوي، والشيخ خلدون عريمط ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، جدد جعجع التأكيد أنَّ "الانتخابات المقبلة ليست مجرّد انتخابات مفصلية أو استثنائية فحسب، بل إنَّها مصيرية، لأنَّ ثمةَ من يريد تتويجَ سياساته الإلغائية والأحادية والارتهانية بخطوةٍ أخيرة للقضاء على ما تبقى من لبنانَ الممانع لمحور الممانعة، والمقاوم للتي تسمّي نفسَها مقاومة والتي لا تعنيها مصلحة لبنانَ وشعبه، بل تكرس سلاحَها لخدمة النظامين الإيراني والسوري، وتستقوي به في الداخل لفرض أجندتها بمختلف الوسائل غير الشرعية وغير المشروعة، فتتلطى بحليفٍ لا يعرف الا الطمعَ بالمناصب والجشعَ بالمكاسب والفسادَ وسرقةَ اموال الدولة والناس، ولو قادَ هذا الحليف البلادَ الى جَهَنّم التي بشَّرَنا بها، ولكن بالفعل، أوصلَنا إلى نارها، هذا هو الوعد الوحيد الذي صدق به". انطلاقاً من هنا، اعتبر ان "الفرصة مصيرية لمنع رهان الاستيلاء الكامل على الدولة والمؤسسات، وتحويل لبنانَ منصة لاستهداف الأشقاء والأصدقاء وشرذمة الساحة العربية". ورأى أن "المعركة الانتخابية قد تكون في منطلقاتها غير متكافئة، مع فريق يحكم ويتحكم بالدولة على قاعدة حلف الفساد والدويلة، ويتصرف استنسابيا بالدستور والقانون، ويمسك بمفاصل الدولة منكبا على تدمير أركانها وتفكيك مفاصلها، ويسخر أدوات السلطة لمصلحته، والدليل الأكثر حداثة على ذلك هو ما تقوم به وزارة الخارجية اللبنانية من إجراءات وتدابير لعرقلة انتخاب لبنانيي الانتشار في دول الاغتراب. نخوض التحدي ليس من أجل زيادة مقاعد نيابية والاستئثار بكرسي من هنا أو بحصة من هناك، بل من أجل قيادة مسيرة خلاص لبنان وإخراجه من جحيمهم، و"نحنا بدنا، ونحنا فينا" إذا أعطانا اللبنانيون ثقتهم. والتحدي يخاض تحت العنوان السيادي الذي يجمع ولا يفرق".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o