Feb 17, 2022 5:01 PM
تحليل سياسي

العهد يحفر في بؤرة الاحتقان السني...عثمان لن يمثل امام القضاء
عون يستكمل هجومه على سلامة: المستفيدون من "المصرف" ينتفضون في وجهي
اصلاح خط الغاز بين سوريا ولبنان والمال تقر الصرف على "الاثني عشرية" ‏

المركزية- لم يشهد لبنان في تاريخ العمل القضائي والمالي والحياة السياسية سابقة كتلك التي تتواصل فصولها في السلسلة الدرامية المتمثلة بملاحقة العهد وتياره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عبر المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون والتي تكاد تكون أشبه بعملية تشويه للقضاء تحت شعارات تأدية الواجب وتحصيل حقوق المودعين وشق طريق الاصلاح الذي يدعون ان سلامة وحده اقفلها، وانهم ابرياء من دم الانهيار..

ذلك ان أي حقبة من حقبات الحرب او السلم لم تشهد مهزلة ملاحقة موظف عينته السلطة نفسها التي قررت ملاحقته لغايات انتخابية واضحة،بالطريقة التي تحصل اليوم، بغض النظر عما اذا كان مشاركا مع المنظومة اياها التي قادت البلد عن سابق تصور وتصميم الى قعر الهاوية، محاولة الباسه كل ما تيسر من تهم تضعه في قفص الاتهام. والاخطر ان المهزلة هذه بدأت تصيب بسهامها القاتلة اكثر القضايا اللبنانية حساسية بعدما ادعت القاضية عون على مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان بما ومن يمثل، علما انه وكما ابلغت مصادر معنية " المركزية" لن يمثل  أمام قاضي التحقيق الاوّل في جبل لبنان القاضي نقولا منصور الذي سارع الى تلقف طلب الإدعاء وحدّد جلسة الاستماع إلى اللواء عثمان الاسبوع المقبل.

ولا تخفي مصادر اسلامية متابعة عبر "المركزية"خشيتها من أن تؤدي هذه المؤشرات التي ينتهجها العهد بالتعاون مع حزب الله إلى تفجير الوضع في الداخل اللبناني كون الإستهداف بات مكشوفا ويطال شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية عدا عن تهميش الضباط والقضاة بهدف التخلص من الحريرية السياسية. وقد يترجم هذا الإنفجار في الشارع من خلال ردات فعل قد تخرج عن السيطرة نظرا إلى الإحتقان الكبير داخل الساحة الإسلامية السنية.

وتوازيا، لا يبدو العهد عازما على تهدئة "هجمته" على حاكم مصرف لبنان وكل مَن يحاولون تنفيذ "واجباتهم" بتأمين الحماية له، حتى ولو أوصلت هذه المعركة الى ما لا تحمد عقباه سياسيا او أمنيا. فرغم التوتر الذي اصاب الساحة السياسية خاصة السنية بفعل ادعاء عون على عثمان، واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تصعيد السقف في مواقفه ضد "الحاكم".

"حملة مبرمجة ضدي": فهو دعا رئيس واعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الذين اقسموا اليمين القانونية امامه بعد صدور مرسوم تعيينهم، الى ممارسة المسؤوليات الملقاة على عاتقهم بكل تجرد وشفافية واخلاص واستقلال، وعدم الاستماع الى اي جهة الا ما ينص عليه القانون والانظمة المرعية الاجراء، و"بذلك تكونون اوفياء لقسمكم وللبنانيين الذين يتطلعون الى دوركم في مكافحة هذه الآفة التي اضرّت بالناس والمجتمع والوطن". وشدد رئيس الجمهورية على جميع المراجع تسهيل عمل الهيئة وتذليل كل العقبات امامها، لافتاً الى ان التزامه مكافحة الفساد كان من الاولويات التي عمل لتحقيقها منذ بداية عهده، لكن عراقيل عدة وضعت في الطريق من جهات وفّرت الحماية للفاسدين وحالت دون وضع حد لممارساتهم التي ارهقت الدولة واضرّت بمصالح الناس. واعتبر الرئيس عون ان التدقيق الجنائي المالي الذي بذل جهداً كبيراً لجعله حقيقة قائمة، هو احد مظاهر مكافحة الفساد، لذلك تبرز محاولات كثيرة لاجهاضه والحؤول دون وصوله الى النتائج المرجوة التي تلقي الضوء على الاسباب الحقيقية التي اوصلت البلاد الى هذا المنحدر، وتحاسب المسؤولين عن ذلك. واكد الرئيس عون ان اصراره على الوصول في التدقيق الجنائي المالي الى نتائج عملية، لا ينطلق من اعتبارات شخصية وحسابات ضيقة كما يروّج المتضررون من هذا التدقيق، بل من حق اللبنانيين ان يعرفوا اين ذهبت اموالهم وتعبهم وجنى العمر، وكل ما يقال غير ذلك انما يصدر عن جهات واحزاب استفادت من الممارسات الخاطئة في ادارة شؤون الدولة ومؤسساتها، لا سيما مصرف لبنان، وليس غريباً ان تنتفض هذه الجهات وتلك الاحزاب في وجه رئيس الجمهورية وتشن الحملات المبرمجة ضده، مستعملة كل الوسائل الخاصة امامها، وخصوصاً وسائل الاعلام، للمضي في تضليل الرأي العام.

لا رادع! في المقابل، غرد عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار عبر حسابه على "تويتر" كاتبا "مرة جديدة يثبت سيد العهد وأزلامه أن لا رادع لديهم لا قانوني ولا أخلاقي متى ما كانت مصلحتهم الفئوية والإنتخابية تقتضي ذلك. مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان يشهد له الجميع بالمناقبية وإحترام القانون فحذار الظن أن بإمكانكم المس من هيبة ما يمثل ونقطة على السطر".

تطيير الانتخابات؟: بدوره، غرد عضو "اللقاء الديمقراط" النائب بلال عبدالله عبر حسابه على "تويتر": "أن حماية الاستقرار في لبنان، في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية، يفرض علينا تحييد القوى والأجهزة الأمنية عن التجاذبات السياسية المتسارعة مع اقتراب الاستحقاقات الدستورية. اللواء عثمان ابن بيئة تؤمن بمشروع الدولة، قدمت وتقدم خيرة كفاءاتها في خدمة الوطن. فهل المطلوب تطيير الانتخابات"؟

بري: الا ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اكد اليوم في كلمته في مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي في القاهرة "اننا متمسكون بالإنتخابات النيابية ونرفض أي محاولة لتأجيلها وندعو الإتحاد البرلماني العربي للمشاركة في هذه الإنتخابات عبر لجنة تشرف على إجرائها".

ميقاتي – شيا: وسط هذه الاجواء، استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي السفيرة الأميركية دوروثي شيا في السراي وتم خلال اللقاء عرض المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة. كما اجتمع الرئيس ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي.

لجنة المال: ماليا، وفي وقت جددت كتلة "الوفاء للمقاومة" اعتراضها "على الطريقة التي تمّ بها إخراج مشروع الموازنة بما يُخالف الأصول دون استكمال النقاش حول عدد من موادها"، أكد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان أن "في ضوء عدم احالة موازنة 2022 اقرينا مشروع الصرف على القاعدة الاثني عشرية للجباية والصرف على اساس موازنة 2020". وقال بعد انتهاء جلسة المال والموازنة "أوعى يلعب حدن لعبة الصرف على اساس مشاريع موازنات وهو ما لن يحصل بحسب تأكيد وزارة المال". وتابع "وزير المال أكد ان موازنة 2022 ستحال الاسبوع المقبل بعد توقيع المراسيم وهي لم تحل حتى الآن الى مجلس النواب". واضاف كنعان "سنناقش الموازنة ولا نفهم الدولار الضريبي والجمركي وزيادة الضرائب في ضوء الانكماش الاقتصادي الحاصل". وأردف "اطالب باسم اللجنة باضافة مشروع قانون القاعدة الاثني عشرية الى جدول اعمال الجلسة التشريعية لضبط الانفاق ومنع التجاوزات".

"قبل ما يروح عالنووي"!: في الغضون، بقيت اصداء خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس والذي اعلن فيه ان الحزب بدأ بتصنيع المسيرات وتحويل صواريخه الى صواريخ ذكية، تتردد في الداخل. وفي السياق، توجه رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان، عبر "تويتر"، إلى كل من "فخامة الرئيس ميشال عون، ودولة الرئيس نجيب ميقاتي"، قائلا "هناك الأمين العام لحزب لبناني (مبدئياً) عم يصنّع ويبيع مسيّرات وصواريخ حديثة. قلت بخبركن قبل ما يروح ع النووي. المهم ألا تغضب القاضية غاده عون".

خط الغاز: على صعيد آخر، وفي وقت تراجع سعر المحروقات اليوم، تم اصلاح خط الغاز بين سوريا ولبنان الذي كان معطلاً منذ مدة طويلة في محلة قبة شمرا عكار بإشراف الوفد المصري والوفد السوري وموظفي منشآت النفط في طرابلس وبات جاهزاً لاستجرار الغاز ، بحسب معلومات ال بي سي آي.

خطة الكهرباء: اما كهربائيا، فعقد ميقاتي إجتماعا، مع وزير الطاقة وليد فياض في السراي، لمتابعة البحث في خطة النهوض بقطاع الكهرباء. وبعد الاجتماع الذي شارك فيه المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، قال  فياض "كان الإجتماع مثمرا مع دولة الرئيس، تابعنا خلاله البحث في خطة النهوض بقطاع الكهرباء، علما ان بعض الكلام الذي صدر في الإعلام عن جلسة مجلس الوزراء أخذ الأمر في اتجاه اخر، فالرئيس ميقاتي ثمن في الجلسة  نوعية الخطة التي قدمناها، وبقي ان نتفق على تظهير عناوينها الكبرى لتكون واضحة وفي متناول الجميع، وتلحظ الخطة موضوع الطاقة المتجددة". أضاف: " بحثنا في انشاء الهيئة الناظمة وضرورة أن يكون هناك تعهد من مجلس النواب للنظر في الثغرات الموجودة في القانون رقم 462 ليتماشى مع مستقبل القطاع، ومن ضمنه مشاركة القطاع الخاص، والفترة الانتقالية التي يحتاجها لتكون الهيئة الناظمة فاعلة وتأخذ دورها كاملا مع حفظ استقلاليتها. كما تطرقنا خلال الاجتماع الى موضوع التعرفة التي ستكون مرتبطة بأمرين أساسيين، هما زيادة التغذية وتقليص الهدر. فعندما نعطي ١٠ ساعات تغذية، يمكننا زيادة التعرفة وأن  نؤمن للبنانيين الكهرباء بسعر أرخص، بحيث ستكون اقل بنحو ٧٠ بالمئة من كلفة المولدات الحالية".  وختم "تمنيت على دولته عقد جلسة لمجلس الوزراء في نهاية الأسبوع المقبل لاقرار الخطة التي هي ضرورية لتحسين وضع الكهرباء ولأجل ان تكون لدينا رؤية واضحة للمستقبل تسدد خطانا نحو تنفيذها".

تشغيل الحاويات: اقتصاديا ايضا، رست مناقصة إدارة وتشغيل وصيانة محطّة الحاويات في مرفأ بيروت على شركة CMA Terminals  لمدّة 10 سنوات تبدأ في آذار 2022، والشركة تابعة 100% لمجموعةCMA CGM   الرائدة عالمياً في مجال النقل البحري والخدمات اللوجستيّة. وفي بيان صادر عن الشركة، إنّ "مجموعةCMA CGM    راسخة في لبنان وهي تحقّق اليوم نحو 55% من حجم أعمال محطّة الحاويات، لا سيّما من خلال المحافظة على رحلاتها الأسبوعيّة التسعة وعمليّات المسافنة التي تقوم بها. وهي تُعِدّ خطّة استثمار بنّاءة لتجديد المحطّة وتحديثها، إذ سيتم استثمار 33 مليون دولار أميركي في محطّة حاويات مرفأ بيروت، منها 19 مليون دولار خلال العامين الأوّلين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o