Jan 28, 2022 2:21 PM
خاص

غالاغير في لبنان: جوهر القضيّة الصّيغة والميثاق

المركزية – يحط في بيروت مطلع الاسبوع المقبل، وزير خارجية الفاتيكان المطران بول ريتشارد غالاغير  ليُشارك في مؤتمر جامعة الروح القدس – الكسليك: "البابا يوحنّا بولس الثاني ولبنان الرّسالة" (2-3 شباط 2022). المؤتمر الذي يستبِقُ بأشهرٍ ذكرى زيارة البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني إلى لبنان (1997)، ويُطلّ على محوريّة الكيان اللّبناني وفرادته في العيش الواحد. 

برنامج المؤتمر حافل، ولو أنّ ثمّة تساؤلات حول بعض أسماء المتحدثين التي تطرح إشكاليّة أساسية في مقارباتها للواقع الحالي. 

 المدير التّنفيذي لـ"ملتقى التأثير المدني" زياد الصّائغ يتجنب التّعليق على المؤتمر ويؤكد ل "المركزية" أنّ "الكرسيّ الرّسوليّ معنيّ بحماية صيغة لبنان الحضاريّة في العيش الواحد، وبميثاقه المؤسّس للحيادٍ عن كلّ المحاور. على أنّ ما يُثار هنا من موتٍ للصّيغة اللّبنانيّة، والحاجة لمؤتمر تأسيسيّ وعقدٍ إجتماعيّ جديد، كما إنتهاء مفعول الميثاق، هو من قبيل الإسهام في الانقضاض على الهويّة اللّبنانيّة التي دمّرها معنيّون بحمايتها ومؤتمنون على الدّستور". 

ويضيف عن "رجاء جديد للبنان": "لبنان ذو وجه عربيّ، وقد حُسِم ذلك في الدّستور، وتُرجِمَ من ثمّ في الإرشاد الرّسولي الذي أدار المولجون بتطبيقه الظّهر له، إذ قال بالتزام لبنان القضايا العربيّة وهو العضو المؤسّس في جامعة الدّول العربيّة، ولبنان أمميّ بمعنى انتمائه إلى الشرعيّة الدّوليّة، وهو العضو المؤسّس في الأمم المتّحدة، وما يتعرّض له لبنان اليوم ضربٌ لهذين التوجّهين، وبالتّالي تفتيتٌ لمعنى وجوده، وللأسف من يتولّى ذلك هم القائلون بحِلف الأقليات، والسّاعون لاستدعاء حمايات، وليس للفاتيكان في هذا السّياق مواقف رماديّة. فليعُد الجميع الى الدّستور والإرشاد الرّسوليّ. هنا بيت القصيد". 

وعن طابع زيارة غالاغير، والتسريبات التي تحدّثت عن أنّها سياسيّة بامتياز لدعم خيارات المسيحيّين ووجودهم، يستطرد الصّائغ: "البابا فرنسيس تحدّث عن خطر داهِم على لبنان، وشدّد على حقوق للمواطنات والمواطنين اللّبنانيّين. من هنا الاستثمارٍ السياسيّ لزيارة أكاديميّة، وهذا ما سيقوم به البعض على الأرجح، وبدقّة متناهية كاشفا عن امتداداتٍ خبيثة في مواقع مهمّة. كلّ استثمار هو من قبيل الشعبويّة، ولا يتأثّر بها الفاتيكان، بل على العكس في تقديري أنّ غالاغير، وبحسب متابعة ثوابت الفاتيكان، سيكرّر الرّسائل الكيانيّة والاستراتيجيّة لصون الهويّة اللّبنانيّة، والقضيّة اللّبنانيّة، والدّولة اللّبنانيّة، والنّموذج اللّبنانيّ الحضاريّ في المواطنة المسؤولة والدّولة المدنيّة. ثمّة أوهام لدى البعض بإمكان تحويل لبنان إلى وجهة عكس بوصلته التّاريخيّة لكنّ هذا لن ينجح". 

أمّأ في ما خصّ ديبلوماسيّة الفاتيكان التي يمثّلها غالاغير فيعتبر الصّائغ أنها "ديبلوماسيّة فاعلة وصامتة، وهي الأكثر تأثيراً في المفصل التّاريخيّ الذي يعيشه لبنان". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o