Jan 26, 2022 5:05 PM
خاص

عريمط : زعامة الحريري تنكفئ ولا تزول والاعتدال حقيقة الاسلام

المركزية – من المبكر الكلام عن الزعامة البديلة للرئيس سعد الحريري، تماما كما من البديهي أن تستمر تداعيات الفراغ الذي ولّده على الساحة السنية بعد تعليقه عمله السياسي والحزبي وعدم ترشحه و "تيارالمستقبل" الى الانتخابات النيابية في 15 ايار المقبل، على رغم مغادرته البلاد اليوم. وإذا كانت ثمة تداعيات ستتراكم مع الأيام على قرار الحريري إلا أن لتردداته داخل دار الفتوى وقعا خاصا عبّر عنه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، وهو الموقف السني والوحيد الرسمي اليوم، بعدما حصر كل الاصوات السنية العلمائية فيه وفي دار الفتوى. فهل ثمة نية أو قرار بجمع القيادات والشخصيات السنية ورؤساء الحكومات السابقين للحؤول دون تشتت المكون السني وما هو المسار الذي سيسلكه بعد خروج التيار الأزرق من معترك الساحة السياسية في لبنان؟ 

رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط الذي يصر على التحدث بصفته الشخصية، يؤكد عبر المركزية أن "انكفاء الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل عن دوره السياسي في المرحلة الراهنة له تداعيات كبيرة على الساحتين الإسلامية والوطنية إلا أن هذه الأمة ولّادة وتستطيع أن تقف من جديد والحريري سيبقى موجودا داخل لبنان كلبناني وفي الصف الإسلامي الوطني وإن انكفأ سياسياً لأنه يمثل نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يهدف إلى بقاء لبنان سيدا عربيا مستقلا". 

لعله من غير المجدي البحث أو التكلم عمن "يرث" الحريري او من يقود الطائفة السنية انتخابياً وسياسياً، على رغم وجود الرئيس نجيب ميقاتي كرئيس حكومة وكسلطة ثالثة في البلد، كذلك الأمر بالنسبة إلى رؤساء الحكومات السابقين، لكنّ الواضح أن لم يعد من قائد وحيد او رمزية تشبه رمزية سعد الحريري على رغم ان الوقت كفيل بالخروج بصيغة تضمن حقوق السنة وتمثيلهم السياسي والانتخابي. وجوابا على ذلك يقول القاضي الشيخ عريمط: "الحريري علق مشاركته في الإنتخابات االنيابية المقبلة لكنه لم يخرج من الحياة السياسية. والإنتخابات إن أجريت عندها لكل حادث حديث". 

ويضيف: "زعامة الحريري لا زالت موجودة وهي منكفئة لأسباب مشروعة". وحول الكلام عن وراثة الرئيس فؤاد السنيورة للحريري يلفت عريمط إلى أن "السنيورة ركن من أركان هذه الشريحة الإسلامية العربية ويتكامل مع الرؤساء نجيب ميقاتي وتمام سلام وسعد الحريري، باعتقادي أن دور رؤساء الحكومات السابقين والوزراء والنواب المسلمين يتكامل مع دور دار الفتوى لأنها مؤتمنة تاريخيا على الدور والرسالة والوجود وليس من تباين بين موقف رؤساء الحكومات ودار الفتوى". ويؤكد "أن حكمة المفتي دريان ستبقى حريصة على وحدة الصف الإسلامي والوطني لأننا كمسلمين لم نفكر مذهبياً أو طائفياً على رغم الأزمات والظلامات التي تعرضنا لها. وفي ظل هذا المستنقع الطائفي والمذهبي والمناطقي الذي يعمّ المنطقة نتيجة تداخل المصالح الإيرانية والأميركية والإسرائيلية وهم يدفعونها نحو التمذهب والتطيف سنبقى كمسلمين حماة للبنان وعروبته ومتمسكين بالعيش المشترك وسيادة لبنان". 

تسلل الجماعات المتطرفة مع انكفاء خط الإعتدال السني بات الهاجس الأكبر لدى شريحة كبيرة من أبناء المكون السني والجماعة وهذا ما ينفيه بشكل قاطع وحازم الشيخ عريمط ويقول: "غير صحيح على الإطلاق. لا يوجد تطرف لدى المسلمين على رغم الظلم والإهمال والإحباط والشعور بالإنكفاء. فالإعتدال والوسطية هي حقيقة الإسلام ورسالة المسلمين في لبنان والشرق. أما التطرف الذي أصيبت به المنطقة فهو صناعة إيرانية أميركية لتفتيتها". وطمأن إلى أن "لا خوف من هذه الشائعات والتوهمات. فالإرهاب ليس داخل السنة والجماعة إنما لدى اللاعبين على الساحة اللبنانية، وسنبقى أقوياء بإيماننا وعروبتنا ووطنيتنا لأن لا يأس وإنما لدينا إصرار أمام دورنا الوطني الإسلامي والعربي المطلوب". 

وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه المفتي دريان في جمع القيادات الإسلامية يؤكد أن "القرار يُسأل عنه سماحة المفتي دريان .نحن لا نقول لدينا زعامة سنية في الطائفة. فنحن جزء من الأمة وركن فيها والأمة تفرز قيادات". 

ويختم معلقا على قرار الحريري "باعتقادي أن ما يحصل لا يشبه الرئيس الحريري وهو أدرى باتخاذه مثل هذا القرار الذي له أسبابه المحلية والعربية والدولية ولم يكن ليتخذه لو لم يكن يملك معطيات كهذه".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o