Jan 18, 2022 12:57 PM
خاص

ايران بين الحوار والتصعيد الميداني: هل ترضى الرياض؟

المركزية- يمضي الحوار السعودي الايراني قدما، الا ان طهران تريده على "الحامي".. فهل تقبل المملكة بمفاوضات تحت الضغط، ام تقرر الانسحاب منها؟

امس، نقلت وكالة "ايرنا"عن وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان قوله ان "سنشارك قريبا في الجولة القادمة من المفاوضات مع السعودية التي ستعقد في بغداد بجهود رئيس الوزراء العراقي ووزير خارجيتها". وأشار في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين الى "اننا تبادلنا أيضا وجهات النظر حول آخر تطورات المفاوضات النووية بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة 4+1 في فيينا واحدث المستجدات في أفغانستان وآخر تطورات مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا". ولفت إلى "المفاوضات الإيرانية السعودية ودور العراق البناء في هذا الصدد"، وقال "هناك مجموعة من النقاط الإيجابية والسلبية في ملف العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية"، مضيفا "قدمنا مجموعة من المقترحات العملية والبناءة للجانب السعودي في الجولة الأخيرة من المفاوضات"، معلنا أن "وفدي البلدين سيلتقيان في بغداد في القريب العاجل وسيعملان على تنفيذ المرحلة المقبلة من الاتفاقيات".

هذا الكلام يأتي غداة موافقة الرياض الجمعة الماضي، على منح تأشيرات دخول لثلاثة مسؤولين إيرانيين للعمل في منظمة التعاون الإسلامي، في بادرة نادرة على تحسن العلاقات بين الخصمين الإقليميين. وقد اوضح مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، ان الدبلوماسيين الإيرانيين سيتولون مناصبهم في المقر الرئيسي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة... وبالفعل  وصل هؤلاء الى المملكة امس، وتسلّموا مهامهم.

لكن في موازاة هذه المستجدات الايجابية، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان ايران ترفض التنازل او التهدئة، وتواصل رفع السقوف محرّكة كلَ اوراق قوّتها، وذلك لتحسين ظروفها التفاوضية مع الرياض، والضغط عليها لتخرج من الحوار بأكبر كمّ من المكتسبات الامنية والسياسية والعسكرية والتجارية والاستراتجية... ففي ازدواجية نافرة، وبالتزامن مع وصول الدبلوماسيين الايرانيين الى المملكة، كان الحوثيون- ذراع الجمهورية الاسلامية في اليمن، الممولين والمدعومين والمسلّحين من قِبل طهران- يضربون الامارات، الحديقة الخلفية للمملكة. هم وسّعوا اذا بيكار ضرباتهم العسكرية، وبعد ان كانوا يكتفون باستهداف السعودية بالمسيّرات، هاجموا ابو ظبي امس بطائرات بدون طيار "درون" وقعت في منطقة الإنشاءات الجديدة في المطار أبوظبي الدولي وفي منطقة مصفح آيكاد 3، بالقرب من خزنات أدنوك، ما أدى إلى انفجار في 3 صهاريج نقل محروقات بترولية. واعلنت شرطة أبوظبي ان الحادث أسفر عن 3 وفيات و إصابة 6 آخرين إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة... واذ تبنوا العملية، قال المتحدث باسم الحوثيين: سنردّ التصعيد بالتصعيد، والإمارات هشة بما يكفي أمام أي عملية عسكرية.

هذه المعطيات، المعطوفة الى انفجارات هزت بغداد مساء الاحد، تؤكد ان ايران تعتمد سياسة "ضربة عالحافر وضربة عالمسمار" مع السعودية: تُصر على الحوار وتُقدّم بعض التنازلات والليونة، هنا وهناك، كما فعلت في بيروت (حكوميا) وفي العراق (انتخابيا)، من جهة، وتسخّن عسكريا ضد حلفاء المملكة واحيانا ضد المملكة نفسها، من جهة ثانية.

فهل يمكن ان تقضي هذه السياسة على الحوار الثنائي؟ ام ان المملكة ستغضّ النظر وستستمر في المشاركة فيه مراهِنة على تنازلات لا بد ان تقدّمها ايران، المطوقة اقتصاديا وعسكريا بتفاهمات ابراهام، في نهاية المطاف، من دون اغفال فرضية يطرحها بعض الدبلوماسيين مفادها ان ثمة جهات متضررة من الاتفاقات الممكن ابرامها تقف خلف التصعيد وتحاول تعكير مسار التسويات؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o