Jan 17, 2022 1:22 PM
خاص

مؤتمر ايراني-عربي: محطة جديدة على طريق التسوية الكبرى

المركزية- يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء نظيره الايراني ابراهيم رئيسي في الكرملين. هذه الزيارة اللافتة تأتي بعد ان أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن سعي روسيا إلى عقد مؤتمر إيراني-عربي ستشمل أجندته القضايا الإقليمية الأكثر إلحاحا، ومنها النزاع اليمني وبرنامج طهران الصاروخي. وأعرب لافروف الجمعة، ردا على سؤال من مراسل RT Arabic خلال مؤتمر صحفي حول نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2021، عن معارضة موسكو لمحاولات الغرب فرض شروط إضافية لاستئناف الاتفاق النووي مع إيران، تشمل خاصة فرض قيود على برنامج طهران الصاروخي وتخص سلوك الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

وأكد لافروف أن روسيا لم تتوقف أبدا عن العمل على تطبيق مفهومها الخاص بالأمن الجماعي في منطقة الخليج، لافتا إلى أن موسكو وطهران، خلال التفاوض على استئناف الاتفاق النووي، أقرتا بوجود طيف أوسع من القضايا تستدعي قلق الأطراف الإقليمية وزملاءها خارج المنطقة. وقال "دعونا نناقش كل هذه القضايا ضمن إطار عقد مؤتمر بخصوص الأمن في الخليج وأوسع.. يجب أن يكون نطاقه أوسع الآن على الأرجح ويشمل ملفات مثل اليمن والعراق لأن كل هذه الأمور مرتبطة ببعضها البعض". ورجح الوزير أن مثل هذا المؤتمر سيجمع الإيرانيين والعرب، ولن تكون إيران بحد ذاتها موضع نقاش خلاله، بل سيطرح كل طرف على الطاولة مباعث القلق الخاصة به، منها الصواريخ التي لا تملكها إيران وحدها بل وتطورها دول عربية أيضا، بالإضافة إلى مباعث القلق المتعلقة بسوريا واليمن والعراق وغيرها من النزاعات الإقليمية. ولفت لافروف إلى أن روسيا عقدت في الخريف الماضي مؤتمرا علميا جديدا بحضور خبراء من الدول التي من المحتمل أن تشارك في مثل هذا المؤتمر. وتابع "الآن العمل جار على استكمال استئناف خطة العمل المشتركة الشاملة، ولا يسهم فيروس كورونا في إنجاح هذه الجهود أيضا، لكن هذا المؤتمر لا يزال ضمن أولوياتنا وندرك أن هذه المبادرة لا يمكن تجاهلها".

تتوقف مصادر دبلوماسية عند هذا الموقف الروسي "البارز" لتقول عبر "المركزية" انه يشكل دليلا اضافيا على ان المنطقة تتجه نحو مرحلة حلول وتسويات. فما قاله لافروف يؤكد وجود توافق دولي عريض، اميركي- اوروبي- روسي، على ارساء تهدئة في الشرق الاوسط، في قرار كبير بدأ يؤتي ثماره ويعطي نتائج عملية. ففي فيينا، الاتفاق النووي، سواء كان مؤقتا ام شاملا، قاب قوسين او أدنى من ابصار النور بعد اشهر من المفاوضات والأخذ والرد، ما يعني: لجم اندفاعة طهران نوويا. اما الدول العربية حيث لطهران أذرع عسكرية، من العراق الى سوريا فلبنان وصولا الى اليمن، فتشهد تهدئة سياسية و/أو عسكرية بعد فترة تسخين ومواجهات وتعطيل، كما رأينا في اليمن وفي بيروت في الايام الماضية على سبيل المثال لا الحصر. الى ذلك، يدور حوار سعودي-ايراني منذ ايار الماضي في الكواليس برعاية بغداد، (انتج اليوم زيارة لديبلوماسيين إيرانيين الى السعودية لتولّي مناصب في منظمة "التعاون الإسلامي" فيما اعلن وزير خارجية طهران مشاركتها جولة محادثات ثنائية جديدة قريبا) وتنشط حركة زيارات بين مسؤولين إيرانيين وخليجيين، بالتزامن مع انفتاح عربي على سوريا... واليوم، تعلن موسكو على لسان لافروف عن نيتها عقد المؤتمر الاقليمي العتيد...

كل هذه المعطيات تؤكد اننا ذاهبون نحو مشهد جديد في المنطقة، عنوانه التبريد والتفاوض على الطاولات لا على "الجبهات"، لايجاد تسوية شاملة ترسي الاستقرار والامن والهدوء في هذه البقعة الجغرافية الملتهبة على الخريطة العالمية. ويبقى رصد تفاصيل هذه التسوية وبنودها وما ستلحظه من مغانم وخسائر لطرفيها الاساسيين: ايران من جهة والعرب والمجتمع الدولي من جهة ثانية...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o