Jan 14, 2022 4:38 PM
خاص

بين تتريك سنة طرابلس وتشييع لبنان...مقاومة الإحتلال أو العيش في مقاطعة إيران

المركزية - يروي عائدون من دوائر الولايات المتحدة الاميركية أن ثمة هاجساً واحداً لدى الإدارة هو مصير المفاوضات مع إيران في فيينا... هل يتم التوصل إلى حل في شأن النووي؟ وإلا كيف سيتم التعامل مع الواقع المستجد على أثرها، وهل سترضى إسرائيل بالنتيجة؟ والأهم كيف ستنعكس على لبنان الحاضن لذراع إيران الأول في المنطقة؟ 

حتى اللحظة لا تزال النتائج سلبية، والواضح ان لا الولايات المتحدة ولا المجتمع الأوروبي سيقفان مكتوفي الأيدي أمام مشروع إيران في تطوير قنبلة نووية. ويبدو أن إيران بدأت تتلمس هذا التطور، وهي تترجمه في عمليات عسكرية ضد المصالح الأميركية في المنطقة، وكان آخرها في الأمس قصف السفارة الأميركية في العراق والهدف من كل هذه التطورات الدراماتيكية وضع شروط جديدة على طاولة مفاوضات فيينا. 

بالنسبة إلى لبنان، الواضح أن حزب الله الذي يمثل ذراع إيران الرئيسية في المنطقة والعالم بدأ التصعيد بدوره، وهو يتحرك في  لبنان على أساس أنه مقاطعة إيرانية. وخير دليل الى ذلك الكلام العالي السقف لأمين عام الحزب حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم وكذلك نواب الحزب في كل إطلالة إعلامية ومناسبة دينية. ناهيك عن تنظيم الحزب مؤتمرين في بيروت للمعارضتين البحرينية والسعودية على رغم الموقف الرسمي الخجول  بسبب التداعيات التي تترتب على مؤتمرات مماثلة أبرزها عزل لبنان عن محيطه العربي وتحميل الشعب اللبناني الثمن الذي يدفعه من لحمه الحي. 

كل ذلك في ظل كلام عن توتر ايراني تركي في لبنان على خلفية الخلاف القائم بين اكراد تركيا واكراد ايران في لبنان بعد طرد تركيا قياديا تركيا محسوبا على ايران، والتحاق اكراد ايران بسرايا المقاومة لاسيما في الشمال لمواجهة اكراد تركيا المنتشرين فيه. وتقول أوساط سياسية لـ"المركزية" أن ايران تقف وراء حوادث طرابلس في الأعوام الاخيرة من خلال سرايا المقاومة. بالتوازي، تتحدث هذه الأوساط عن تحالف بين الدول السنية الكبرى في المنطقة أي السعودية ومصر وتركيا في وجه ايران لكف يد أذرع إيران العسكرية في الهلال السني من الموصل الى طرابلس في لبنان.  

رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان طوني نيسي يوضح في حديث لـ"المركزية" أن أكراد سوريا ينشطون في أميركا والعالم للحصول على تسوية كما هو حاصل في شمال العراق بهدف الوصول إلى منطقة نفوذ أو أقله سلطة ذاتية في شمال سوريا وهذا الأمر يشكل إزعاجا كبيرا للأتراك وقوات النظام". 

ويلفت إلى بروز مشهد جديد في لبنان وتحديدا في طرابلس مع اتخاذ الصراع  طابعا سنيّا سنيّا "يتردد اليوم عن حملة "تتريك" عائلات سنّية من طرابلس يدّعي الأتراك أن أصولها تعود إلى جذور تركمانية ويصل عددها إلى حوالى 30 ألف عائلة تركمانية، وهذا يدخل في إطار سياسة تمدد أردوغان الذي يتصرف كأنه سلطان المسلمين الجديد، ويسعى من خلال سياسة تتريك سنّة طرابلس إلى وضع يده على شمال لبنان كما على كل بقعة يجد فيها البيئة الحاضنة لمشروعه التمددي". مشيرا إلى أن "دفء العلاقة مع روسيا وسوريا القائمة على أساس المصالح المشتركة تساهم في تعزيز مشروع أردوغان لكن هذا الأمر يزعج المملكة العربية السعودية التي تصر على الحفاظ على عروبة السنّة في الشمال. وهذا ما يؤكد أن إمكان قيام تحالف لدول السنّة في المنطقة لا يزال بعيدا". 

والسؤال الذي يطرح، هل يكون الشمال اللبناني مسرحاً للصراع السنّي – السنّي، إلى جانب الصراع التركي –الإيراني؟ "قد يتعزز الصراع مع نزعة أردوغان في التمدد سيما وأنه يتخذ طابعا إيديولوجيا على غرار تمدد إيران في لبنان، وهذا ما سيفرض تغييرا جديدا في المنطقة. إلا أن السعودية لن تتخلى عن قيادة العالم الإسلامي وما يعزز هذه الفرضية جنوح المملكة العربية السعودية الى النظام الليبرالي ودخولها عصر الإنفتاح من دون الخروج عن هويتها العربية وابتعادها عن التشدد، مما يعزز مكانتها في المجتمع الدولي لقيادة العالم الإسلامي". 

مع هذا التغيير في المنطقة تبقى بعض الجيوب التي ترفض الخروج من بوتقة التزمّت والأصوليات الدينية المتحجرة وهذا ما سيؤثر حتما على لبنان الذي تحول إلى خط الدفاع الأول عن المشروع الإيراني في المنطقة بعد العراق وسوريا. وفي هذا السياق يقول نيسي: "لبنان بيئة حاضنة لحزب الله وهو يتصرف كأنه داخل مقاطعة إيرانية ضاربا عرض الحائط مفهوم السيادة والمؤسسات والشعب. يبقى الحل في واحد من الخيارين: إما أن نتقبل الصفعة ونرضى بواقع الإحتلال الإيراني وندفع ثمن سيطرة الحزب على لبنان، وإما المقاومة وتحديد الحلفاء لبناء مشروع متكامل معهم، والتوجه إلى المجتمع الذي يشبهنا لنكون شركاء على طاولة فيينا وليس حزب الله" يختم نيسي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o