Jan 14, 2022 1:21 PM
خاص

"فيينا" نحو اتفاق نووي مؤقت.. هذه بنوده؟!

المركزية- هل يمكن ان تنتهي "فيينا" باتفاق "مؤقت"، بدلا من اتفاق نووي "كامل المواصفات" دائمٍ وثابت؟ السؤال هذا فرض نفسه جديا في الايام القليلة الماضية. ففي وقت تتواصل في العاصمة النمساوية اجتماعاتُ الجولة الثامنة من محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، على وقع قلق غربي من استمرار طهران في نشاطاتها النووية، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان وحيد جلال زاده، إن هدف فريقنا المفاوض "اتفاق دائم" إلا أننا لم نرفض الاتفاق المؤقت حال لم يكن هناك بديل. وأوضح في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية، أن مسألة الاتفاق المؤقت أثيرت عدة مرات خلال المحادثات وما يثير قلقنا تجاهه هو تجربة انسحاب أميركا 2018. هذه المواقف، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فيها نوع من التراجع الإيراني حيث إن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، كان أكد أن إيران لا تريد اتفاقا مؤقتا وتطالب باتفاق شامل وبضمانات.

الاتفاق المؤقت، وفق المصادر، قد يكون المخرج الانسب للمتفاوضين في فيينا لعدم اعلان فشل المحادثات المستمرة منذ اشهر. فهو سيعوّض عن هذا الاخفاق ومن شأنه انهاء مخاوف الجانبين، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من جهة، وايران من جهة ثانية، ولو بشكل جزئي.

بحسب المصادر، أتت فكرة "النصف اتفاق" لأن التوصل الى اتفاق جديد يبدو متعثرا وسط استمرار الدوران في الحلقة المفرغة عينها: هل تُرفع العقوبات الاميركية اوّلا، ام تعود ايران الى الالتزام ببنود الاتفاق النووي أوّلا، وتلاقيها واشنطن برفع للعقوبات؟ وهذه المراوحة التي لم تنكسر رغم مرور اسابيع واشهر، باتت ثقيلة على المشاركين في الحوار النمساوي، الذين على ما يبدو، ملّوا الانتظار. فوزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان قال منذ ايام إنّ مفاوضات فيينا "بطيئة جداً"، معتبراً أنّ ذلك يهدّد إمكانية التوصّل إلى اتفاق في "إطار زمني واقعي". وأوضح أنّ "الوضع خطير لأنّ إيران وصلت إلى المرحلة ما قبل الأخيرة" على صعيد تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% والحصول على القدرة النووية.

الى ذلك، نقلت مجلة "فورين بوليسي" عن مسؤول أميركي، لم تسمه، اشارته الى أن المفاوضات حققت "بعض التقدم" إلا أنه اعتبر أن هذا الأمر ليس كافياً لتبرير محادثات مفتوحة دون تواريخ وآجال محددة. ولفت إلى أن الوتيرة التي تتقدم بها المحادثات لا تواكب التقدم النووي الإيراني، مؤكدا أنه إذا استمرت المحادثات خلال الأسابيع المقبلة بالوتيرة المتباطئة الحالية، فقد يتعين على واشنطن إعادة النظر في أهمية الاتفاق النووي تمامًا، واتخاذ قرار بشأن تصحيح المسار...

لكن التفاهم المؤقت، بدوره، غير واضح المعالم بعد. ويبدو بحسب المصادر، ان المطروح هو ان يتم بموجبه رفعُ بعض العقوبات التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، عن طهران مقابل إيقاف إيران التخصيب الاضافي ووقفها رفع عدد أجهزة الطرد المركزي، ومقابل توسيع دور وكالة الطاقة الذرية في تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، لا اكثر. اما تخليها نهائيا عن برامجها النووية والصاروخية، فمستبعد. لكن رفع العقوبات والافراج عن اموال ايران من غير الممكن ان يستخدما لاطلاق يد طهران في المنطقة ولمساعدتها على تمويل اذرعها، والمقايضة في هذا الشأن غير واردة اطلاقا. فهل يمكن ان تكون صيغة كهذه، مرضية للطرفين فيقبلان بها، ام ان ادارة الرئيس جو بايدن ستبقى مصرة على اتفاق شامل لا مؤقت، تثبّته في مجلس الامن الدولي؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب، خاصة وان العاملين على هذا المخرج يريدونه ان يبصر النور في نهاية شباط لا اكثر...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o