Dec 14, 2021 8:36 PM
متفرقات

خيرالله: سنسير معا وسنخرج من هذا النفق المظلم وتشرق شمس القيامة علينا

احتفلت جمهور دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان بعيد القديس نعمة الله الحرديني وأقيمت سلسلة قداديس وصلوات وزياحات، وترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداس العيد وعاونه بالذبيحة الالهية نائبه العام المونسنيور بيار طانيوس ورئيس الدير الأب بطرس زياده، بمشاركة لفيف من الكهنة وفي حضور راهبات وحشد من المؤمنين.
 
خدمت القداس جوقة الإخوة المبتدئين وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها: "نحتفل اليوم، وفي ظل الظروف الصعبة التي نعيشها،  بعيد أحد شفعائنا القديس نعمةالله الحرديني  في هذا الدير الذي عاش فيه ولبى دعوة الله فيه وتقدس. في الانجيل الذي اختارته الكنيسة لهذا العيد نستنتج رسالة يسوع المثلثة الأبعاد : يسوع يدعو رسلا وتلاميذ، يسوع يعلم ويكرز بإنجيل الملكوت ويسوع يشفي الشعب من كل مرض وعلة". 
 
وتابع: "أولا، دعا يسوع أشخاصا من كل طبقات المجتمع، من كل المواهب لكي يكملوا بعضهم، دعاهم ليتبعوه في طريق الخلاص، دعاهم ليحملوا الرسالة التي من أجلها صار إنسانا ومن أجلها سيضحي بذاته موتا على الصليب وبالقيامة يعطي للبشر الحياة الابدية. كانوا الرسل والتلاميذ وهم بدورهم بعدما لبوا الدعوة وتقدسوا وكان منهم قديسين وشهداء ومعملمين أصبحوا بدورهم يدعون لرسالة المسيح في الكنيسة. 
 
ثانيا، كان يسوع يعلم ويكرز بإنجيل الملكوت. حمل بشارة الخلاص، ودعا الناس الى أن يتوبوا لأن ملكوت السماوات قد اقترب كما كان يوحنا المعمدان قد بدأ بهذه الدعوة جاء يسوع ليتممها ويدعوهم للخلاص ولتغيير حياتهم. كان يبشر أن الملكوت قريب، ملكوت المحبة والسلام والمصالحة والعدالة بين البشر. 
 
ثالثا، كان يسوع يشفي الشعب من كل مرض وعلة. كان الناس يأتون إليه بأعداد كبيرة ويطلبون الشفاء. بالنهاية، وبعد موته وقيامته يسوع سلم هذه الرسالة المثلثة، سلم سلطانه الالهي في الكنيسة لرسل وتلاميذ ولكل من يدعوهم من بعدهم ليتمموها على مدى الاجيال. طمأنهم وقال لهم: إذا أنا المعلم اضطهدوني فسيضطهونكم ايضا  لكن لا تخافوا أنا معكم الى منتهى الدهر."
 
وأضاف:" وهكذا على مدى الاجيال منذ 2000 سنة لبى كثر دعوة يسوع الى الكنيسة وكرسوا حياتهم بمواهب متعددة لخدمة الرسالة الخلاصية ومنهم شفيعنا الذي نحتفل بعيده اليوم، إبن حردين، إبن منطقتنا وأرضنا المقدسة. فبدأ بتلبية الدعوة في عائلته لأن دعوتنا تبدأ بالعيلة والله يبارك العيلة ويدعو منها أشخاصل على عدة مستويات ليقوموا بالرسالة ومنهم نعمةالله. فكرس حياتهم هنا في دير كفيفان للصلاة، ليكون قدوة ومثالا في الحياة المشتركة الديرية وفي كل الاعمال التي كان تسلمه إياها الرهبانية بتواضع وصمت وصلاة وسجود أمام القربان لساعات طويلة ثم أدرك كيف يأخذ من المسيح رسالته لكي يعلم ويبشر بملكوت الله الآتي قريبا الى البشر ولكي يشفي الشعب وكل من كان يلتجىء اليه أو الى الرب بواسطته. فعلا تقدس نعمةالله بهذه الطريقة."
 
واردف:"اليوم، الرب يسوع يدعو أيضا من بيننا أشخاصا بمواهب متعددة ليحملهم رسالته الخلاصية ويدعونا في هذه الظروف الكارثية التي نعيشها، كما دعا نعمةالله الحرديني وشربل ورفقا عندما كان شعبنا  يعيش مرحلة صعبة جدا في لبنان وفي المنطقة، مرحلة تقاتل وعنف، مرحلة قتل ومذابح حصلت في تلك المرحلة خصوصا بين 1840 و1860 وقديسونا الثلاثة عاشوا تلك الفترة، وعندما كان شعبنا يعيش محنة كبرى ويحمل الصليب ويستشهد كان الرب يسوع يدعوهم الى القداسة وتقدسوا بالصلاة من اجل شعبهم، بتكريس حياتهم كما فعل يسوع، بتقديس شعبهم، تقدسوا بصلاتهم له ومرافقتهم له بالصلاة، بساعات السجود والافخاراستيا والقداس".

وقال:"نحن اليوم تقريبا في المرحلة نفسها، ومنذ 46 سنة أي منذ 1975 ونحن نحمل الصليب وقد طالت الفترة كثيرا بمراحل درب الجلجلة لكن يسوع يدعو كثيرين للقداسة ويحملنا رسالته الخلاصية، كلا منا بالموهبة التي اعطانا اياها، وبالمستوى الذي يعيش فيه في مجتمعه وعائلته وحياته وبالمسؤولية التي يحملها. هو يدعونا لنتقدس ونتخطى عقدة الخوف ونعيش مع يسوع بثقة وايمان ورجاء وهو دائما وكل يوم يقول لنا لا تخافوا، أنا معكم الى منتهى الدهر وهذه الكنيسة مثل السفينة التي تتقاذفها الامواج لن تغرق وستصل الى ميناء الأمان لأنها كنيستي والسفينة التي أنا قبطانها. نعم يسوع وحده قبطان السفينة، ومهما باعونا كلاما ووعودا قبطان السفينة والمخلص وحده يسوع المسيح. هكذا عاش قبلنا قديسونا وآباؤنا وأجدادنا وأمهاتنا في عائلات باركها الرب وهكذا سنعيش اليوم لا تخافوا وسنبقى ثابتين في ايماننا ومتمسكين بالرجاء بيسوع المسيح، لأن بعد حمل الصليب ودرب الجلجلة تأتي القيامة والقيامة قريبة مع يسوع المسيح ووحده الرب يعرف متى تكون القيامة، لكن علينا أن نبقى واقفين بدون استسلام أو خضوع أمام التحديات". 
 
وختم: "بتضامننا مع بعضنا البعض نسير معا ونتحمل بعضنا، وهذا ما دعانا اليه البابا فرنسيس لكي نتبناه بالسير معا نحو كنيسة تصغي الى شعبها وتخرج العالم والى المهمشين والمبعدين، نحن كنيسة تتقدس في التواضع والخدمة والمحبة لجميع الناس. هذا ايماننا ورجاؤنا وسنسير معا وسنصل للخروج من هذا النفق المظلم حيث تشرق الشمس علينا، شمس القيامة، قيامة كنيستنا وشعبنا ووطننا لبنان".
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o