Dec 07, 2021 12:18 PM
خاص

ابو ظبي ودمشق "معا" في طهران: الامارات لـ"تصويب" دور ايران في سوريا

المركزية- في اطار المخاض الذي تشهده المنطقة والذي سيُنتج واقعا سياسيا – استراتيجيا، جديدا فيها، كان الحدث في الساعات الماضية، في الجمهورية الاسلامية. فهي استقبلت في اليوم نفسه دبلوماسيَين، سوري واماراتي، في تزامنٍ لافت ومعبّر، يؤشر الى ان طبخة التسوية المنتظرة، جارٍ جديا العملُ على إنضاجها، في العلن وفي الكواليس، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

امس، حط مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد ، في العاصمة الإيرانية طهران، حيث استقبله علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. ووفق قناة العالم الإيرانية، أكد شمخاني أن "الأمن والاستقرار المستديمين لن يتوفرا إلا عبر التعاون بين بلدان المنطقة وأن زيارة الوفد الإماراتي تعتبر صفحة جديدة في العلاقات وتمهد لتعزيز وتنمية العلاقات الثنائية في كافة المجالات". اضاف "يجب أن يحل الحوار والتفاهم محل المقاربات العسكرية لإزالة الخلافات.. وأنه بإمكان دول المنطقة عبر التعاون أن توفر التنمية والرخاء لشعوبها وأن تلعب دورا مهما باعتبارها قطبا للطاقة.. العلاقات الحميمة والودية مع الجوار وتبادل الطاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار أولوية في سياستنا الخارجية".. الى ذلك، نقلت القناة عن الشيخ طحنون الذي التقى ايضا الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي قوله إن "إيران بلد كبير وقوي في المنطقة وتتمتع بمكانة فريدة وأهمية جيوسياسية وتعد الممر الرابط بين شرق العالم وغربه"، مؤكدا على أن "تنمية العلاقات مع إيران وتعزيزها تعد أولوية للإمارات.. وضرورة تشكيل مجموعات عمل مختصة لجمع المعطيات الدقيقة في مختلف مجالات التعاون الاقتصادي الثنائي".

بدوره، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات انور قرقاش في تغريدة عبر تويتر، إن زيارة بن زايد إلى طهران تأتي "استمراراً لجهود الامارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة وبما يخدم المصلحة الوطنية". وأوضح أن الإمارات تسعى "إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة".

في موازاة الدينامية الاماراتية المستجدة على خط ايران - سوريا، كان الرئيس الإيراني يستقبل وفدا سوريا برئاسة وزير الخارجية فيصل المقداد ونائبه بشار الجعفري. وفي مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع نظيره السوري، قال "لا تقبل طهران بالحضور الأجنبي في سوريا وتعتبره مزعزعا لاستقرار المنطقة". أضاف "نرحب بعودة العلاقات الغربية والعربية مع سوريا". من جانبه، قال المقداد "حملت رسالة من الرئيس بشار الأسد للرئيس الإيراني حول تعزيز العلاقات ودعوة الرئيس الإيراني إلى سوريا". وتابع "العلاقات الإيرانية السورية تصب في صالح المنطقة وتخدم تعزيز الأمن والاستقرار فيها مع نبذ التدخلات الخارجية". واردف  "طالبنا منذ وقت طويل بإعادة تطبيع العلاقات العربية - العربية، والغريب أن العلاقات انقطعت مع بعض الدول بناء على ضغوط معروفة المصدر..زيارة وزير الخارجية الإماراتي كانت خطوة شجاعة ومتقدمة في هذا المجال، ونأمل أن تبادر الدول العربية الأخرى أيضا".

المصادر تشير الى ان الامارات تحاول "دبلوماسيا"- بتفويضٍ سعودي طبعا- فكَ الارتباط السوري – الايراني، لاعادة سوريا الى حضن الجامعة العربية. ابو ظبي لا تكتفي بالتواصل مع سوريا وبـ"إغرائها" اقتصاديا وماليا، بل تتواصل ايضا مع طهران، لمحاولة "إقناعها" بـ"دوزنة" او تصويب حضورها في سوريا، فتنسحب منها "عسكريا" وتحصر التعاون معها في الشق الاقتصادي – الانمائي. فهل ستنجح وساطة الامارات؟ الجواب سيتظهّر في الاسابيع المقبلة، خاصة وأن "إبعاد" ايران عن  سوريا "سياسيا"، حاضر دائما في الحوار السعودي – الايراني المستمر بين بغداد وعمان.. لكن الاكيد ان، قبل ان يتحقق هذا "الطلاق"، فإن احتضان العرب لسوريا في جامعتهم، سيكون صعبا، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o