Nov 30, 2021 4:44 PM
تحليل سياسي

ظروف انعقاد الحكومة غير ناضجة وعون متمسك بفصل السلطات
قبلان يراسل الراعي: الحياد حينما لا يحمي يجب الانحياز لحماية البلد
حث دولي على تسريع البطاقة التمويلية والحرائق تعود الى بشامون

المركزية- على أهمية الأبعاد التي اكتسبتها زيارتا رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون الى قطر والحكومة نجيب ميقاتي الى الفاتيكان، بما تضمنتا من جولة لقاءات واسعة عقداها مع كبار المسؤولين، بدا المأزق الداخلي على حاله من الجمود والرتابة مع انعدام اي معطيات ملموسة حيال الشلل المتصاعد الذي يسود "ادارة الأزمة" على مستوى الحكم والحكومة والمؤسسات. 

 وبينما الحكومة ممنوعة من الانعقاد، يحاول رئيس الوزراء والوزراء التعويض عن هذا الشلل، باجتماعات جانبية فرعية، وسط مخاوف من ان يطول التعطيل في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الآخذ في الاشتداد...وفي انتظار عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من قطر، الاتصالات مستمرة لمحاولة ايجاد مخارج للمأزق الحكومي، يرضي عين التينة والضاحية وميرنا الشالوحي والسراي، الا ان لا شيء يوحي بتحقيق خرق قريبا. 

الامور لم تنضج: في السياق، قال وزير الزراعة عباس الحاج حسن من طرابلس اليوم، ردا على سؤال "كم أتمنى أن تعقد يوم غد جلسة لمجلس الوزراء، ولكن الامور لم تنضج بعد ويعمل عليها المعنيون في الغرف المغلقة، لان في الحقيقة يجب أن تكون هناك دراسة وتأن للعودة الى عقد جلسات لمجلس الوزراء، وهذا الامر يعيقه بعض العراقيل وليس العقبات، وبالتالي أجزم ان المسؤولين الذين يعملون في هذا الملف هم قادرون على اخراج الازمة من عنق الزجاجة، وان شاء الله علينا ان نبث الروح الطيبة والامل لتعود الامور الى ما كانت عليه، وبالتالي نؤسس لصناعة وطن جديد وبذهنية جديدة وآلية عمل جديدة، لان الازمة اليوم التي يعاني منها لبنان هي ازمات عدة مرتبطة ببعضها من الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولم يشهدها البلد منذ تأسيسه وحتى اليوم"

لفصل السلطات: ليس بعيدا، أكد عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون أن "موقف رئيس الجمهورية مما يحصل دستوري وقانوني وهو لن يقبل بحصول أي خلل في هذا الصدد، وهنا الاختلاف مع "حزب الله" وتحالفنا معه لا يعني أي مساومة على القانون والدستور. واعتبر أن "موقف رئيس الجمهورية سليم ويجب احترام مبدأ فصل السلطات والأمور بموضوع الانتخابات تتعلّق بقرار المجلس الدستوري ونحن نحترمه مهما كان". وأصاف عون "ما نتمناه هو أخذ الطعن بعين الاعتبار ولا سيما أن القانون أقرّ في الـ 2017 ولا يحقّ لأي كان تغييره وتعديله حينما يشاء"

القرار لا ينتظر الحكومة: على صعيد النشاط الوزاري، رأس وزير العمل مصطفى بيرم في مكتبه في الوزارة الاجتماع الرابع للجنة المؤشر للنظر في معالجة رواتب وأجور العاملين في القطاع الخاص. وبعد الاجتماع قال بيرم "اجتمعنا في لجنة المؤشر وكانت هناك عدة طروحات تداولنا بها، وتحدثنا بمسار المرسوم المتعلق برفع بدل النقل الى 65000 ل. ل. يوميا في القطاع الخاص وهذا المرسوم لن ينتظر انعقاد الحكومة فقد وافق مجلس شورى الدولة عليه، وهو سيذهب الى الامانة العامة لمجلس الوزراء، وسيرفع الى فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون فور عودته من الخارج للتوقيع عليه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووقعه وزير العمل". وتابع "اما في ما يتعلق بباقي المسارات، فصراحة هناك هواجس لدى اصحاب العمل في ما يتعلق بالتغيرات الاقتصادية التي أثرت على أوضاعهم في ما يتعلق بتعويضات نهاية الخدمة، لانهم ممثلون في الضمان الاجتماعي وأبدوا حرصا على هذه المسألة بما يؤدي الى تسوية منطقية تراعي ظروفهم وتحافظ على الضمان"

المحروقات والدولار: وكانت اسعار المحروقات سجلت ارتفاعا اضافيا من جديد اليوم. ليس بعيدا، رأى عضو نقابة أصحاب المحروقات جورج البراكس تعليقا على الارتفاع في سعر البنزين الذي شهده جدول الاسعار، أن "بالرغم من تراجع سعر برميل النفط عالميا، وتراجع قيمة المحروقات المستوردة بالدولار الاميركي وتراجع معدل ثمن البضاعة المعتمد في جدول تركيب اسعار البنزين 17 دولارا لكل ألف ليتر، إلا أن سعر صفيحة البنزين ارتفع 3600 ليرة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار في الاسواق اللبنانية". وأوضح أن "مصرف لبنان اعتمد سعر 20400 ليرة للدولار عوضا عن 19500 التي كانت معتمدة في الجدول السابق. ومن المعروف ان المصرف المركزي يؤمن 90% من قيمة اعتمادات استيراد البنزين للشركات المستوردة. ولكن نعود لنطالب المصرف المركزي بتأمين كامل قيمة هذه الاعتمادات لاستيراد البنزين تفاديا لأي بلبلة في توزيع هذه المادة في الاسواق المحلية. فالمصرف المركزي يمكنه أن يكون ضابط ايقاع لاستقرار توزيعها للمستهلك وحاجز أمام عودة الازمات"

في السراي: من جهة ثانية، وغداة الاحاطة الاممية بالوضع اللبناني في مجلس الامن، استقبل ميقاتي نائبة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي التي زارت ايضا عين التينة ،على رأس وفد من مكتب المنسقية قبل ظهر اليوم في السراي، حيث جرى عرض الأوضاع العامة في لبنان والبرامج التي تضطلع بها المنظمة الأممية فيه. كما اجتمع ميقاتي مع وفد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية  EBRD حيث تناول البحث البرنامج المشترك  بين لبنان والبنك من أجل دعم الإصلاحات المتعلقة بسياسة التعافي الإقتصادي للبنان.  

البطاقة: وفي عين التينة، حضرت مشاريع البنك الدولي في لبنان ومن بينها مشروع البطاقة التمويلية، في لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه، الذي قال: "كان اللقاء جيدا مع دولة الرئيس نبيه بري حول برامج البنك الدولي في لبنان، وكما تعلمون البنك يعمل على مشاريع وبرامج في لبنان خاصة في المجالات الاقتصادية وتطوير شبكات الأمان الإجتماعي وقدمت لدولة الرئيس ملخصا حول هذه المشاريع وأهمها مشروع الطوارئ لدعم  شبكة الآمان الإجتماعي وتوافقنا على إطلاق حملة لتشجيع  التسجيل على المنصة للعائلات التي يمكنها الإستفادة من هذا البرنامج".أضاف:" الرئيس  بري داعم  لهذا المشروع وأقدر له هذا الدعم. وأكد رئيس المجلس أن التصديق على التعديلات الجديدة التي يتضمنها قانون البطاقة التمويلية سوف يصدق عليها في القريب العاجل". وختم:"نحن نتطلع الى إطلاق المنصة غدا. وهذا يساعدنا كما نأمل لتوفير المساعدة المالية الضرورية في هذه الفترة هذا ما سيتيح تأمين هذه المساعدة الملحة والضرورية إبتداء من شهر كانون الثاني المقبل".

قبلان للراعي: وسط هذه الاجواء، سجل موقف لافت للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان توجه فيه الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "الذي أحترم جدا"، بالقول "مشكلة هذا البلد منذ نشأته تم تركيبه بطريقة عاجزة طالت الصيغة والنظام ومراكز السلطة ووظيفتها، ومنذ تاريخه الأول بقي يعاني من عقدة "القيد المكتوم"، وكأن هذا البلد بلا نسب أو فاقد الأبوين، ومع العام 1958 انكشف البلد عن عقلية تنسبه بالتبني لحلف بغداد مقابل الأمن العربي المنقسم على نفسه، فخسر الإثنين معا، ومنذ تلك الفترة صار البلد جمهوريات على طريقة "بدل ضائع" وانفجر البلد عام 1975 فقط لأنه عاجز بالصيغة والسلطة والنظام وطبيعة القرار السياسي الطائفي وأحيانا بسبب الإختلاف على العدو والذي تجلى عام 1982 بغزو تل أبيب لبيروت بشراكة فريق خاض حرب 1975 بخلفية مفهوم العدو والصديق، ومعه بدا لبنان بلا نسب أو سبب، وبعد ملحمة أسطورية استطاعت المقاومة بكل تشكيلاتها الوطنية هزيمة تل أبيب وقهر الجيش الذي لا يقهر لتتحول معها بيروت عاصمة تعطي شهادات بالنسب والوطنية واللاحياد” بعدما حولها الحياد عاصمة محتلة بسوق ذئاب وعلى عين الأمم المتحدة ومجلس الأمن وواشنطن والأشقاء العرب والمسلمين، لكن المشكلة يا غبطة البطريرك بالمشروع الأميركي المصر على تهويد المنطقة والذي يعتبر تل أبيب ومصالحها من صميم أمن واشنطن ومصالحها." أضاف "هنا المشكلة يا غبطة البطريرك وما يجري الآن من حصار وخنق ودولار وأسعار وفوضى وتجييش لحلف طويل عريض بقيادة واشنطن وظيفته دعم تل أبيب بلغة الإنحياز وليس الحياد والعين على لبنان. لذلك قلنا لا حياد مع التهديد ولا حياد مع الإحتلال ببعد النظر عن التهديد "صهيوني أو تكفيري" أو موزاييك أميركي بأقنعة مختلفة كداعش والتكفير وبعض الأنظمة والجمعيات التي تتشرب كل يوم عقيدة التهويد على الطريقة الأميركية، لأن الأوطان بهذا الغاب تعيش بقوتها، وقانون الغاب يقول: لا قيمة للأسد من دون مخالب". وتابع قبلان "أما الدستور اللبناني والنظام وعقيدة الدولة نفسها يا غبطة البطريرك فتقوم على ضرورة حماية لبنان والدفاع عن مصالحه بوجه أي احتلال أو عدوان أو تهديد حتى لو كان بالمحيط الهندي، ونخشى ما نخشاه أن يتحوّل الخلاف على العدو والصديق إلى اختلاف على لبنان ومفهوم العدوان، ومهما يكن من أمر فإن مَن دعم التحرير وساهم بإنجازه ليس كمن دعم الإحتلال وساهم بتكريسه، ومن يخنق لبنان الآن ليس كمن ينجده". 

الحرائق مجددا: بيئيا، وبعد اقل من اسبوعين على موجة الحرائق التي التهمت غابات لبنان، اشتعلت ليلا حرائق جديدة في بلدة بشامون وسط مخاوف من وصول النيران إلى خطوط الكهرباء والمدارس في المنطقة. وافيد عن تسجيل حالات اختناق، بفعل تمدد الحريق الذي تساعد في توسع رقعته طبيعة الطقس. وتوجه وزير البيئة ناصر ياسين قبل الظهر إلى المنطقة لمعاينة الحريق في أحراج البلدة، وتابع مع الجهات المختصة عمليات الإطفاء والجهود المبذولة للحد من تمدّد النيران. وأكد الحاجة إلى صهاريج مياه للتوجه الى بشامون حي الصحرا لتأمين مياه لسيارات الإطفاء. وكانت وزارة البيئة اوضحت "أن نظام التنبيه من خطر الحرائق في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند مرتفع ويؤشر إلى خطر اندلاع الحرائق خصوصا في أقضية المتن وبعبدا وعاليه وبنت جبيل"، ودعت الوزارة "البلديات إلى التنبّه والجهوزية لتفادي الحرائق ومنع تمدّدها اذا حصلت".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o