Jan 27, 2018 12:31 PM
خاص

الصايغ: الخطيب يمثل نهجا استنسابيا للاقتصاص منا

المركزية- إذا كان البعض يعتبر أن الزمن اليوم انتخابي، والجميع غارق في رسم تحالفاته وخرائطه بحبر قانون نسبي يجربه الجميع للمرة الأولى، فإن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، حرك أمس المياه السياسية الراكدة، بطرح متقدم في اتجاه الدولة المدنية يقوم على إلغاء المذهبية السياسية. وإذا كانت الدولة المدنية "هدفا ساميا" ينادي به الجميع على الأقل في العلن، فإن كثيرين ينادون بالبدء بصون المناصفة عن طريق المداورة، خصوصا أن المناصفة مصانة في الدستور الذي ارتضاه الجميع لهم حكما، حتى الساعة.

وفي السياق، أشار  نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ عبر "المركزية" إلى أن "مشروعنا السياسي أصلا هو الدولة المدنية، نحن نطالب بتطبيقها لأن إثارة النعرات الطائفية، خصوصا منذ عام 2005، أطاحت كل البرامج السياسية وأعادت لبنان إلى طروحات متطرفة، وهذا ما نرفضه. بدليل أن قضية حقوق المسيحيين وتهميشهم، وخطر التوطين، وخطر النازحين الأمني والديموغرافي، أوراق استخدمت لشد عصب المسيحيين الذي يعانون عقدة الاضطهاد منذ سنوات. وتاليا، فإننا نطرح تخطي الخطاب الطائفي، والدخول إلى النقاش السياسي والوطني، وهو ما جرى في ثورة الارز وانطلق في 14 آذار".

واعتبر الصايغ أن "طرح الغاء المذهبية السياسية اليوم غير واقعي، سيكرس الهيمنة ضمن الطائفة الواحدة. وذلك مرادف للمداورة، لأن الولوج إلى الدولة المدنية يجب أن يكون شاملا ويأتي على قانون الأحوال الشخصية. وأنا أسأل: على أساس أي معايير تحفظ حقوق الأقليات في طرح باسيل، في وقت يكرس القانون والدستور المناصفة في الفئة الأولى، ويحفظها العرف والممارسة في ما يخص الفئتين الثانية والثالثة". ما يعني أن ما يقوله باسيل تغطية لمبدأ المداورة لمنع التكريس، وإلا فإن الخطاب لا يغير شيئا في واقع الحال". 

ولفت إلى أن "في لبنان 6 طوائف تأسيسية تملك حق الفيتو في ما يخص القضايا الميثاقية، والمناصفة مكرسة في الميثاق والدستور، المداورة كفيلة بإدارة التنوع  اللبناني، في إطار المداورة ضمن المناصفة".

على خط آخر، يمضي حزب الكتائب بقيادة رئيسه النائب سامي الجميل في خوض معركة النفايات، ويقفز بعيدا فوق الاتهامات بالشعبوية والديماغوجية والمزايدة الانتخابية، وإن كان هذا انعكس سجالا حادا مع وزير البيئة طارق الخطيب، الذي لم يتوان الجميل عن المطالبة باستقالته، على خلفية ملف النفايات. وفي تعليق على هذه الصورة، أوضح الصايغ أن" في دول العالم المحترمة، لا تسأل المعارضة عما تفعله. لذلك، نحن في موقع المساءلة والمحاسبة. ونستخدم الوسائل المتاحة بينها الكلمة الحرة والدراسة الموضوعية والإعلام والصداقات التي نسجناها بين دول العالم وأصحاب الاختصاص لبنانيا ودوليا، بما يجعل الأمور تتحرك"، لافتا إلى أن  "هناك ما يقارب الف مكب، يجب أن تسطر محاضر لإقفالها على أن يبدأ الأمر من شركة داني خوري للمقاولات. وإذا كنا نعرف أن الوزير لن يستقيل، فإننا نقول له إن أزمة مشابهة في دول متحضرة يفترض أن تدفعه إلى الاستقالة. وأبعد من ذلك، فإن النائب سامي الجميل يذكر الخطيب  بأن النهج الحاكم الذي ينطق باسمه ويمثله هو الذي يجب أن يتغير،  ومطبوع بالتناقضات والاستنسابية للإقتصاص السياسي من المعارضة".

وعن المكاسب الانتخابية التي حصدها الكتائبيون من معركة النفايات، لفت إلى أن "انتخابيا، نحن ثابتون وواثقون ولدينا نبض التغيير. وعندما خرجنا من الحكومة على خلفية النفايات، حذرنا كثيرون من تداعيات الخطوة، وهددنا الجميع لفتح المكب، غير أننا فضحنا الأمور، وخضنا صراعات كبرى لوقف مسار الأزمة، ولم تكن هناك انتخابات، ما يعني أن تراكم المعارك الشريفة الشجاعة هو الذي يبني المصداقية والكرامة، وهو ما يدحض محاولات تشويه أداء المعارضة، وسنستمر في ما نقوم به بغض النظر عن الانتخابات، والجميع يعرف أن حساباتنا لم ولن تكون انتخابية ، وإلا لتحالفنا مع القوى التي تؤمن لنا مقاعد نيابية هنا وهناك، لكننا باقون على ثوابتنا وواثقون أن الناس لن يتركونا لأننا لا نتركهم". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o