May 26, 2018 5:08 PM
اقليميات

اسرائيل تغازل واشنطن سعيا لاعتراف ترامب بمنطقة جديدة بعد القدس

تبدو إسرائيل عازمة على الاستفادة إلى أقصى حد من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فبعد انتزاع اعتراف تاريخي بالقدس عاصمة لها، جاء دور الجولان على ما يبدو، فما حقيقة ذلك وهل تنساق الإدارة الأميركية خلف الطموحات الإسرائيلية؟

بحسب ما وردَ في تقرير لـDW، فقد بدأت إسرائيل بمغازلة إدارة ترامب من أجل الحصول على اعتراف بسيادتها على هضبة الجولان المحتلة والتي استولت عليها في أعقاب حرب حزيران 1967 وضمتها إليها في مطلع الثمانينات، كما يفهم من تصريحات وزير إسرائيلي بارز.

وبحسب تصريحات وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس فإن بلاده تتوقع أن تحصل على مثل هذا الاعتراف في غضون عدة أشهر قليلة وأن "احتمال حدوث ذلك كبير جدًا"، مؤكداً أن الاقتراح يتصدر الآن جدول أعمال المحادثات الثنائية بين البلدين.

وأكد كاتس وجود "دعم كبير للفكرة في العديد من الدوائر في الولايات المتحدة"، ومنها في مجلس النواب.

من جانبه، قال يوني بن مناحم المحلل السياسي الإسرائيلي إن الإعلان الأميركي المرتقب مرتبط بالبقاء الإيراني في سوريا لكن المساعي الإسرائيلية ستصبح في غاية الجدية ما لم تخرج إيران من سوريا "وهذا سيكون هو الرد الإسرائيلي على التواجد العسكري الإيراني في سوريا".

وأضاف أنّ اعتقادًا يسود في الأوساط الإسرائيلية بأن الرئيس الروسي بوتين سيغير من مواقفه حيال إيران قريباً، كما يبدو أن هناك ضغوطًا على الرئيس السوري بشار الأسد لتقليل التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وتابع: "بوتين يفهم أهمية استقرار سوريا وبقاء بشار الأسد في منصبه وهو أيضاً يعرف أن الضربات الإسرائيلية ستتوالى طالما استمر البقاء الإيراني العسكري في سوريا".

ويعتقد بن مناحم أن بوتين مقتنع بانتهاء الدور الإيراني في سوريا وأنه حان وقت خروجها من المشهد السوري، "وإذا ما تغير الموقف الروسي وتطابق مع الموقف الإسرائيلي بخصوص إيران فلا أعتقد أن إسرائيل ستمضي قدماً في مسألة الجولان ولن تعلن أميركا اعترافها بالجولان كجزء من إسرائيل".

من جهته، رأى الدكتور نبيل خوري، نائب السفير الأميركي في اليمن سابقاً أنه قد يحدث تفاهم أميركي-روسي حيال التواجد الإيراني في سوريا، ولا يبدو ـ في نظره ـ أن روسيا ستعترض على الاعتراف الأميركي بالجولان كجزء من أرض إسرائيل، خصوصاً في ظل ما يبدو أنه تقارب في المواقف بين روسيا وإسرائيل، ويستد الدبلوماسي الأميركي على ذلك التقارب بأن روسيا غضت الطرف عن الضربات العسكرية الإسرائيلية المتتالية على الأهداف الإيرانية في سوريا.

ويعتبر خوري أنّ "إسرائيل تبحث عن ذرائع لتضرب الوجود الإيراني في سوريا والذي ترى فيه تهديداً مباشراً لأمنها القومي رغم أن إيران لم تعتدِ على إسرائيل انطلاقاً من سوريا، بل إن إسرائيل هي من بدأت في المناوشات التي تحولت لمعارك بالصواريخ والطائرات في العمق السوري، لأن إسرائيل لا تريد أي تواجد لحزب الله على حدودها ولا تريد أن تستمر إيران في مد نفوذها في المنطقة".

وقال إنّ استطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية الشعب الأميركي لا تريد الحرب مع إيران وأيضاً غالبية المؤسسات الأميركية لا ترغب في ذلك، إضافة إلى أن كثيرين من أعضاء الكونغرس يرون أن ترامب ليس لديه استراتيجية واضحة وأن تصرفاته قد تؤدي بالبلاد إلى حرب لا تحمد عقباها.

(DW)

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o