Oct 28, 2021 1:01 PM
خاص

مرونة ايران النووية في بروكسل: ظرفية لاعتبارات داخليّة ام تُحيي فيينا؟

المركزية- نجحت الوساطات الكثيرة التي اضطلع بها غير جانب، اوروبي وروسي في شكل خاص، على مدى الاسابيع والاشهر الماضية، في تحقيق خرق في جدار المحادثات النووية الاميركية – الايرانية غير المباشرة، حيث يبدو ستنبعث في الاسابيع القليلة المقبلة... امس، أعلنت طهران أنها اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على استئناف مفاوضات فيينا قبل نهاية الشهر المقبل، مؤكدة أنها ستحافظ على الإطار السابق للمحادثات، فيما عبّرت واشنطن عن استعدادها للعودة إلى المفاوضات، غير أنها شددت على أن هذه الفرصة لن تبقى متاحة إلى الأبد.

في المواقف، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان امس إن بلاده لن تستأنف مفاوضات فيينا من نقطة الانسداد التي وصلت إليها في الجولات السابقة. وأكد، في مؤتمر صحفي، أن طهران مصممة على خوض المفاوضات النووية قريبا، وأنها ستحافظ في الوقت نفسه على الإطار السابق للمحادثات.

من جانبه، ذكر علي باقري مساعد وزير الخارجية الإيراني أنه اتفق مع ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات النووية أنريكي مورا على استئناف مفاوضات فيينا قبل نهاية تشرين الثاني المقبل. وأوضح باقري في تغريدة، أنه سيتم الإعلان عن موعد الجولة القادمة الأسبوع المقبل، ووصف مباحثاته في بروكسل مع الجانب الأوروبي بالجدّية والبنّاءة، وأكد أنها شملت الملفات الضرورية التي ستُبحث في المفاوضات. على الضفة الاخرى، أكدت وزارة الخارجية الأميركية استعداد واشنطن للعودة إلى مفاوضات فيينا، مشيرة إلى أنها اطلعت على التقارير حول احتمال عودة إيران إلى مفاوضات فيينا في الشهر المقبل، لكن ليس لديها أي تفاصيل أخرى عن الموضوع. في الموازاة، شددت الخارجية الأميركية على أن هذه الفرصة لن تبقى متاحة إلى الأبد، مع استمرار إيران في اتخاذ خطوات استفزازية في المجال النووي، بحسب وصفها. وأضافت الوزارة أنه لا يزال من الممكن التوصل إلى تفاهم بشأن العودة إلى الامتثال المتبادل للاتفاق النووي، وذلك من خلال حل العدد القليل من القضايا التي ظلت عالقة في نهاية الجولة السادسة من المحادثات. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن واشنطن ستبقى ملتزمة بالمضي قدما في المسار الدبلوماسي في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، مضيفة في تصريحات صحفية أن الإطار الذي تعمل بلادها وفقه لا يزال هو الامتثال المتبادل للاتفاق النووي.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن ابرز عامل دفع بإيران الى تليين موقفها هو ازمتها الاقتصادية المعيشية الخانقة التي تكاد تفجّر ثورة شعبية جديدة في البلاد. ففيما تختنق بالعقوبات الاميركية وبالحصار المفروض على التبادلات التجارية معها، تعرّضت في الساعات الماضية، لهجوم سيبراني واسع النطاق استهدف محطات التزود بالوقود المدعوم، مما تسبب في طوابير طويلة في المحطات. وفي وقت اصطفت سيارات ودراجات نارية خارج محطات للوقود في طهران، وبث التلفزيون الايراني لقطات لمحطات مقفلة تشكّلت صفوف من السيارات على مقربة منها، ألمحت وكالة أنباء فارس الإيرانية إلى أن توقيت الهجوم مرتبط باقتراب ذكرى احتجاجات واسعة اندلعت في منتصف تشرين الثاني 2019، كانت بسبب قرار زيادة أسعار الوقود، في خضم أزمة اقتصادية حادة.

ويبدو هذه الوقائع أقلقت القيادة الايرانية، فقررت طمأنة الشعب الايراني الى انها في صدد العمل لتحسين اوضاعه، عبر العودة الى فيينا، وليست في صدد اي تصعيد جديد يفاقم الطوق الدولي المضروب على عنقها... فهل ستصمد هذه المرونة وتوصل الى احياء المحادثات، ام انها ظرفية، ستتلاشى مع الوقت؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o