May 24, 2018 2:21 PM
خاص

"سيبة" التسوية من ثلاثية الى رباعية على قاعدة الاقوى في الطائفة
القوات خارجها رغم تضاعف حجمها والحريري محرج درزيا ومسيحيا

المركزية- في 18 كانون الثاني 2016، وقع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون آنذاك ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع "تفاهم معراب" الشهير الذي نقل البلاد عموما والمسيحيين خصوصا الى حقبة جديدة طوت صفحات الماضي المؤلمة وفتحت اخرى جديدة، انتجت بعد تسعة اشهر بما تضمنها من مشاورات واتصالات داخلية وخارج الحدود ملء الفراغ في سدة الرئاسة بانتخاب عون رئيسا للجمهورية في 30 تشرين الثاني من العام نفسه. انطلق العهد بقوة على قاعدة الشراكة المسيحية وعلى اساس سيبة ثلاثية قوامها التيار الوطني الحر، تيار المستقبل، القوات اللبنانية، بمباركة شيعية وتوازن بين ما كان يعرف بفريقي 8 و14 اذار .

اشهر قليلة بعيد تشكيل الحكومة، بدأت التباينات تلوح في سماء علاقات الحليفين المسيحيين على خلفية اكثر من ملف كانت بواخر الكهرباء الاكثر حماوة بينها، وتوسع الشرخ تدريجا وصولا الى ما بلغته الامور من اتهامات وتراشق تهم بين الطرفين واضعة مصير "التفاهم" على المحك، على رغم تمسكهما به وتأكيد متانته بعيدا من المواقف العالية النبرة. وعلى اثر الاستحقاق الانتخابي الذي حافظت فيه قوى 8 اذار على تماسكها لا بل رفعت عدد النواب الدائرين في فلكها مقابل انكفاء لقوى 14 اذار التي اضمحلّت ولم يبق منها سوى فكرة المشروع السيادي، ظهرت بوضوح محاولات من جانب التيار نفسه لاقصاء القوات اللبنانية عن مواقع القرار بعدما تضاعف عدد نوابها الى 15، وفق ما تبين من تسوية "هيئة مكتب المجلس" التي وضعت مرشح القوات خارجها.

عند هذه النقطة، تقول مصادر سياسية مطلعة ل"المركزية" بدأت سيبة العهد القوي تتعرض للاهتزاز، من دون ان تسقط كون جميع القوى السياسية من دون استثناء تسلّم بأهميتها باعتبارها تعزز الطائف بعدما انقذت لبنان من فراغ رئاسي قاتل، الا ان الواضح انها ستشهد تغييرات بحيث تتحول من ثلاثية (قوات، تيار، مستقبل) الى رباعية ( تيار، مستقبل، امل، اشتراكي قد ينضم اليها لاحقا) على قاعدة اساسية عنوانها الاقوى في طائفته. غير ان النظرية المشار اليها والتي لاحت اكثر من اشارة في اتجاه اعتمادها، دونها عقبات رئيسة بحسب المصادر، ذلك ان الاحادية التاريخية لدى الطوائف الاسلامية، السنّة، الشيعة والدروز، يقابلها تنوع عند المسيحيين لطالما كان مصدر غنى بين سياسيي الطائفة. وتبعا لذلك، ترى المصادر ان ما ينطبق على الطوائف الاسلامية لا يمكن ان يسري على المسيحيين، اذ ان التيار الوطني الحر ليس الاقوى مسيحيا، فهو ولئن باتت كتلته تضم 29 نائبا الا ان الكتلة القواتية (15 نائبا) لها وزنها في الشارع المسيحي الذي لا يمكن تجاهله ولا تجاوزه. 

هذا الواقع، ترى المصادر انه سيخلق اشكالية ستواجه حكما الرئيس سعد الحريري الذي سيجد نفسه مضطرا للتوفيق بين حليفيه المسيحي( القوات اللبنانية) خصوصا انها حققت اكبر انتصار في الانتخابات النيابية باعتبارها الكتلة الوحيدة التي تضاعف عدد نوابها، والدرزي ( الحزب الاشتراكي) باعتبار انه لا يمكن ان يقصي الزعامة الارسلانية عن واجهة المشهد السياسي. فهل تفلح الجهود في اتجاه تثبيت اعمدة السيبة الرباعية، فتوضع القوات خارجا وينضم اليها الاشتراكي، في ضوء غزل سياسي واضح له، والثنائي الشيعي ممثلا بالرئيس بري، ام ان ثمة من لن ترضيه المعادلة الجديدة اقليميا ودوليا فيمنع قيامها؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o