Oct 25, 2021 4:20 PM
خاص

هل توتر المواجهات في شمال سوريا العلاقات الروسية -التركية؟ موسكو: الميدان لي!

المركزية - حشود وأرتال عسكرية، منشورات محذّرة، مظاهرات، وتصريحات حادّة من أنقرة عن "نفاد الصبر من العناصر الإرهابية شمال سوريا". 

قد تكون هذه أبرز التطورات التي تحصل في الشمال السوري بعد استهدافات للجانب التركي من قبل "وحدات حماية الشعب" (الكردية)، التي تعتبر عماد "قوات سوريا الديمقراطية" والتي تعتبرها أنقرة امتدادًا لـ "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، المحظور والمصنف إرهابيًا في تركيا. فهل تؤدي المواجهات في شمال سوريا الى توتير العلاقات الروسية - التركية رغم العلاقات الجيدة والتنسيق والتعاون اللذين ظهرا بعد القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان مؤخراً وقرار تركيا شراء منظومة صواريخ اس 400؟  

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر، أكد لـ"المركزية" ان "العلاقات ليست في أحسن حالة بينهما حتى الآن. يبدو ان الروس يستهدفون المواقع التركية وبعض فصائل الجيش السوري الحر التابع لتركيا ويحاولون قضم اكثر ما يمكن قضمه من هذه المنطقة من اجل وضع اليد وتوسيع قطاع السيطرة حول الطريق الدولية التي تصل من حلب الى شاطئ سوريا واللاذقية والتي تسمى طريق M4. هذا الجو متواصل، لكن في النهاية، ما زالت العلاقات على الصعيد الاستراتيجي الدبلوماسي، علاقات حوار بين الدولتين، ولكن موضعيا ستؤثر الأوضاع الحاصلة في الشمال السوري سلبا على العلاقات، التي جهد أردوغان، بكل الوسائل الممكنة، لبنائها مع روسيا وخاصة بعد صفقة صورايخ الـ S400".  

أضاف عبد القادر: "تركيا تتطلع الى علاقات مستقرة ومزدهرة خاصة أنها، في ظل علاقاتها المتوترة مع دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على خلفية احد المعارضين الموجود في السجن وتهديد اردوغان بطرد عشرة سفراء غربيين، تحتاج على الابقاء على علاقات تعاون وروابط جيدة مع روسيا، لكن يبدو أن التكتيك الروسي في شمال غرب سوريا ومنطقة ادلب تحديدا بات يعكر هذه العلاقات بشكل اساسي".  

وسأل: "لكن الى اين تنتهي؟ لا نعرف، ما نعلمه هو ان روسيا تلعب اجمالا لعبة مزدوجة. فلننظر الى علاقتها مع النظام وعلاقاتها مع اسرائيل في موضوع استهداف كل المواقع حول دمشق، فهي تضرب في الوقت نفسه ليس فقط المواقع الايرانية او الميليشيات التابعة لايران ولكن ايضا بعض مواقع النظام وبطاريات الدفاع الجوي تحديدا، لذلك روسيا تلعب العابا مزدوجة كدولة كبرى في سوريا ويبدو أنها تريد دون شك، ان يصبح كل المسرح السوري خاضعا لسيطرتها. لا تريد في العمق لا ايران ولا تركيا على الارض السورية، تريد ان تكون هي السلطة الوحيدة الممسكة بزمام الامور".  

وختم عبد القادر: "كيف يمكن ان يتطور هذا الامر؟ هناك علامة استفهام كبيرة، لكن اردوغان سيكون محشورا في ظل علاقاته المتوترة مع الغرب وعليه في الواقع ان يتسامح مع هذه العمليات الروسية في شمال غرب سوريا والتي يعتبرها اعتداء على قواته وعلى الميليشيات الاخرى أيضاً". 

يُذكر ان الرئاسة التركية قدمت، في 20 من تشرين الأول، مذكرة للبرلمان التركي، لتمديد الصلاحيات الممنوحة لرئيس الجمهورية بشأن تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق لعامين آخرين، اعتبارًا من 30 من تشرين الأول الجاري. 

كما شنت تركيا مع "الجيش الوطني السوري" عمليتين عسكريتين على مناطق اتخذتها "قسد" نفوذًا لها، وهما "نبع السلام" شرق الفرات في 9 تشرين الأول 2019، سيطرت خلالها على تل أبيض ورأس العين، و"غصن الزيتون" عام 2018، وسيطرت خلالها على منطقة عفرين شمال غرب محافظة حلب. 

ولدى تركيا ثلاث مناطق استراتيجية تسعى لها لتأمين حدودها، وهي تل رفعت ومنبج وعين العرب. وبحسب ما ذكر مسؤولون أتراك رفيعو المستوى لوكالة "رويترز" في 15 تشرين الأول، أن تركيا تستعد لشن عملية عسكرية جديدة ضد "وحدات حماية الشعب" لصدها لمسافة 30 كيلومترًا على الأقل، إذا فشلت المحادثات بشأن هذه القضية التي سيجريها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان مع نظيره الأميركي جو بايدن، خلال لقائهما في قمة "مجموعة العشرين"، التي ستُعقد نهاية تشرين الأول الجاري.  

ما يجري في سوريا من تطورات يعكس مؤشرا مهما للتغيير المرتقب في المنطقة لانه يتزامن مع التغيير في العراق وبداية حل الازمة اليمينة نتيجة المفاوضات السعودية - الايرانية في العراق وعودة مقاتلي حزب الله الى لبنان، بحسب المحللين، لأن خروج تركيا من شمال سوريا مؤشر لخروج ايران من سوريا والولايات المتحدة تشجع على الخطوة التي تتولى روسيا تنفيذها. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o