Oct 19, 2021 3:43 PM
خاص

استئناف المحادثات النووية... محطة في بروكسل قبل فيينا؟

المركزية – رغم حض الاتحاد الأوروبي الإيرانيين على استئناف مفاوضات الملف النووي التي بدأت في فيينا وعلّقت في حزيران الماضي إثر انتخاب رئيس إيراني جديد، إلا أن وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل نفى عقد أي لقاء مع الإيرانيين حول استئناف المحادثات، بالتزامن مع إعلان وزارة الخارجية الإيرانية أن المفاوض في الملف النووي علي باقري سيتوجه بعد غد إلى بروكسل لبحث "مواضيع لم يتم حلها" بعد لقاءات المفاوض الأوروبي إنريكي مورا في طهران الأسبوع الماضي.  

ولفت برويل إلى أن "الإيرانيين أبلغوا مورا رغبتهم في إجراء محادثات أولية معي، لكن هذه الرغبة لم تحدد ولا يوجد شيء ملموس"، معتبراً أن "المحادثات يجب أن تعقد في فيينا، في موعد لم يتحدد بعد. وقلت للإيرانيين إن الوقت ينفد وهو ضدهم".  

من جهته، كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أكّد الأحد الماضي أنّ إيران "ستمضي في المحادثات النووية بسياسة الخطوة مقابل الخطوة"، على أن تستأنف في فيينا "الأسبوع المقبل".  

وبغض النظر عن موعد العودة إلى المحادثات، فقد دأبت طهران على التأكيد طيلة الأسابيع الماضية على أنها ستحصل. فأي مسار سيسلك الملف؟ وهل يحدد التاريخ مطلع الشهر المقبل بعد أن كشف الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أن الأمر لن يتأخر أكثر من 90 يوماً، اعتباراً من تاريخ تولي الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي منصبه؟  

رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث" العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر أكّد لـ "المركزية" أن "المحادثات ستستأنف من دون القدرة على جزم تاريخها، لأن القرار لم يتّخذ بعد"، مشيراً إلى أن "الطرفين يريدان استكمال المفاوضات النووية بالتالي هذه الرغبة محسومة. إلى ذلك، كان من المقرر أن يعاد إطلاقها في بروكسل وليس في فيينا، فأوروبا قررت أن يكون لها موقف في السياق بمعزل عن موقف أميركا وشروطها وعدم ترك الملف للأخيرة بمفردها لأن أوروبا معنية وموقعة على اتفاق 5+1. لذا، أعتقد أن لحين حل هذا الإشكال ومعرفة ما تبغيه أوروبا، ستفضّل التفاوض مع إيران في بروسكل أي مع الأوروبيين على حدة قبل الذهاب إلى فيينا للحوار مع الأميركيين. أما في ما خصّ الجدول الزمني فستحصل المباحثات الشهر المقبل حتماً، إذ يجب عدم تأخيرها كثيراً، كذلك يريد الإيرانيون أن تتم بسرعة من دون تسرّع. ومن أحد أسباب التأخير أيضاً تغيير الوفد الإيراني المفاوض حيث أن درس الملفات بدقة يتطلب وقتاً".  

وبالنسبة إلى الشروط الإيرانية لا سيما رفع العقوبات وارتباطها بتيسير الحوار، لفت جابر إلى أن "الموقف الإيراني بات أكثر ليونةً لمصلحة بلاده، فمن وقت قريب كان الإيرانيون يطالبون برفع العقوبات أوّلاً مبررين ذلك بأنهم لم يخرجوا هم من الاتفاق بل أميركا، بالتالي، من انسحب عليه العودة إليه كما كان، الأمر الذي خلق جدلاً ووضعت الولايات المتحدة شروطا عديدة واضافت ملفات جديدة منها الصواريخ البالستية والنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وحرب الناقلات... ردة فعل إيران كانت أنها ستدرس كلّ الملفات وأنها حاضرة لمناقشتها على حدة عند الانتهاء من الاتفاق النووي كما كان ورفع العقوبات عنها، لأن لا يمكن وضعها كلها في سلّة واحدة".  

وفي ما خصّ مطالبة إيران بضمانات منها التحقق من رفع العقوبات والتأكد من أن أميركا لن تنسحب مرة جديدة، أوضح أنها "تطالب طبعاً بها. ورغم عرض الاتفاق السابق على الأمم المتحدة واتخاذه صفة دولية انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. إيران وضعت شرطاً اساسياً قبل التوقيع على الاتفاق الجديد لضمان عدم الانسحاب وإن حصل أن يكون بضمانة الدول الأخرى الموقعة والتي لم تلتزم بالاتفاق سابقاً لأنها لم تتمكن من مواكبة أميركا، بل التزمت بالعقوبات باستثناء روسيا. اليوم كل الاتفاقات حتى لو كانت ثنائية تكون دولية على الدول احترام توقيعها، يحق لأي دولة الانسحاب لكن في الوقت نفسه عليها التعويض على الأخرى نتيجة الخسائر الناتجة عن التراجع عن توقيعها، ويفترض أن تضمن الأمم المتحدة ذلك".  

عن انعكاسات الملف النووي على المنطقة ولبنان تحديداً، رأى جابر أن "انفراجات بارزة بدأت فيها ستنعكس على الوضع اللبناني. صحيح أن المفاوضات السعودية – الإيرانية تتقدم ببطء لكنها تؤدي إلى نتائج، وأعيدت أمس التجارة بين البلدين للمرة الأولى منذ عشر سنوات، كذلك تفقّد وفد سعودي قنصلية بلاده في مشهد تمهيداً لفتحها وفتح القنصلية الإيرانية في أكثر من مكان في السعودية، لتعاد عندها العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفارات. أما في سوريا فتقدم الانفتاح عليها كثيراً، حيث ستفتح الإمارات سفارتها فيها والسعودية تتفاوض معها للغاية نفسها، العلاقة السورية - الأردنية أيضاً تقدمت لدرجة أن ملك الأردن تحدث للمرة الأولى مع الرئيس السوري. وفي العراق أخّرت الانتخابات التقارب في المنطقة، لكن مقتدى الصدر حصل على أصوات لم تكن منتظرة وإذا تسلم هو أو جماعته الحكم فهم من دعاة التقارب مع السعودية ودول الخليج وهذا ايضاً مؤشر إيجابي للعلاقة التي ستتحسن حتماً بين البلدين... وغيرها الكثير".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o