Oct 18, 2021 5:21 PM
تحليل سياسي

ميقاتي يتجنب تلقف كرة نار الطيونة... لا جلسة حكومية قبل الحل
الحملة "الشيعية" على بيطار الى تصاعد..لا تسوية قضائية والمخرج "سياسي"
اهالي عين الرمانة يوثقون الاعتداءات للادعاء...حطيط مهدد ووزير الدفاع: لا كمين

المركزية-  كل شيء في البلاد معلق على حبال تداعيات اشتباكات الطيونة او ما يسميه آخرون "غزوة عين الرمانة". فلا جلسة لمجلس وزراء في المدى المنظور تجنبا لتفجيره ولاثارة احالة الملف الى المجلس العدلي في ضوء مطالبة فريق الممانعة بها تمهيدا للوصول الى "حلم" حل حزب القوات اللبنانية، وجلسة التشريع المخصصة لاقرار تعديلات على قانون الانتخاب غير معروف مصيرها في ظل خشية من تحولها الى حلبة صراع بين نواب "الجمهورية القوية" والثنائي الشيعي. اما وضع البلاد المُكهرب فعالق على ما ستتضمنه كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء وسط ترويج للويل والثبور وعظائم الامور، ان لم يكن للحزب ما يريد، علما ان موجة الشحن الطائفي في اوجها وسط معادلة عجيبة غريبة تتهم حزبا مسيحيا باثارة الفتنة فيما اثار فتن الحزب ما زالت تتنقل بين خلدة وشويا وعين الرمانة على وقع هتافات "شيعة شيعة" وموجة التخريب والتكسير والشتائم الموثقة بالصوت والصورة.

طبخ تسوية: وفيما العمل الوزاري متوقف في انتظار حل معضلة تنحية المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق البيطار، التي يشترطها الثنائي الشيعي للعودة الى طاولة مجلس الوزراء، يعمل الرئيس نجيب ميقاتي بحسب ما تفيد اوساط مطلعة "المركزية" على انجاز ما تبقى من اجل اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي .ووسط توقعات بأن تحمل كلمة نصرالله على الارجح تصعيدا ضد حزب القوات اللبنانية على خلفية حوادث الطيونة واستثناء سائر الافرقاء وتحديد شروطه التي تبدأ اولا بتنحية بيطار، يتواصل العمل خلف الكواليس على ايجاد مخرج لمسألة البيطار، قد يولد عبر مجلس النواب الذي يجتمع غدا علما ان مجلس القضاء الاعلى الذي يجتمع باعضائه المكتملين وربما بحضور المحقق العدلي ايضا في اليومين المقبلين، للاستماع إلى رأيه حول مسار التحقيق، لن يقدم اي مخرج كما يروج البعض لان لا حل لديه الا اذا قرر بيطار التنحي بنفسه وهو امر مستبعد

في هذا المجال قالت اوساط سياسية معارضة لـ" المركزية" ان نصرالله سيرفع الصوت الى اقصى حد اليوم للتغطية على تساؤلات تطرح في بيئته حول اسباب ما جرى في عين الرمانة والهدف بعدما توزعت فيديوهات توثق الدخول الى شوارع المنطقة مرددة شعارات طائفية، ولترهيب القضاء الذي فاجأه بصلابته في مواجهة ضغوطه على اشكالها، موضحة ان شد العصب الطائفي الذي جنّد له الحزب كثرا لم يعد مجديا بعدما باتت فتن الحزب تتنقل من منطقة الى اخرى .

شكوى اهالي عين الرمانة: في الشق الميداني، علمت "المركزية" ان لجنة من أهالي عين الرمانة المتضررين جراء الاشتباكات الأخيرة، كلفت عدداً من الخبراء لإجراء كشف حسي على الأضرار التي أصابت المنطقة جراء الغزوة التي نفذها المحتجون، ووضع تقرير كامل وموثق في شأنها، لتتخذ في ضوئه الخطوة في تقديم شكوى وتحديد الجهة التي سيتم الادعاء عليها.

حطيط مهدد ومراقب: من جانبهم يواصل اهالي ضحايا تفجير المرفأ نضالهم وسط حذر مما قد يتعرضون له من ضغوطات وتهويل من بعض القوى السياسية والحزبية. وفي السياق وبعد رسالته الاخيرة، كشف وليم نون شقيق الضحية جو نون لـ"المركزية" ان ابراهيم حطيط موجود مع أفراد عائلته في منزله لكنه يرفض التواصل مع أهالي الضحايا والثابت أنه يخضع للتهديد وثمة جهة حزبية تديره". ولفت إلى أن موجة التهديدات ومحاولات إحداث حالة انقسام في صفوف أهالي الضحايا بدأت بعد تسطير القاضي بيطار مذكرات استدعاء في حق نواب حاليين ووزراء سابقين لأنه يدرك أن مثل هذه التهديدات ستؤثر على عائلات ضحايا من الطائفة الشيعية وعلى الرأي العام".   واشار الى "أن حتى الساعة كل أهالي الضحايا من الطائفة الشيعية ما زالوا عند موقفهم المؤيد للقاضي بيطار لكنهم يفضلون عدم الخروج والتصريح أمام الإعلام بحكم ظروفهم ومكان سكنهم وأبلغونا دعمهم الكامل لكل كلمة وموقف تتخذه اللجنة.  وكشف نون أنه بعث برسالة إلى حطيط أمس الأحد فجاء رده: "مش قادر إحكي لأنو تلفوني مراقب من الدولة".

ما جرى في عنق البيطار!: وسط هذه الاجواء، تواصلت الحملة على البيطار. فقد توجّه المفتي الجعفري الممتاز، أحمد قبلان، إلى بيطار قائلاً "ما جرى في الطيونة ويجري هو في عنقك، ولن نقبل أن تجرّ البلد بأمه وأبيه للذبح مقابل جائزة ترضية أميركية بخسة"، واضعاً القضية "عند رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومجلس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى، بعيداً من زواريب السياسة الضيّقة". ورأى أن "ما جرى في الطيونة أمر خطير جداً وكارثة وطنية؛ قتل على الهوية ومجزرة غادرة في سياق برنامج عمل، وخرائط تهدد وضع البلد وسلمه الأهلي، بما لها من أبعاد دولية وإقليمية". واعتبر قبلان أن "الخطير بالأمر أنه كشف قدرات تجهيزية عسكرية محكمة، بعقلية خطوط حمراء طائفية، ولذلك فإن هذا الكمين المذبحة خطير بدلالته، تجهيزاً ووضعيات وتموضعاً وتوزيعاً، وإصابات دقيقة للمتظاهرين العزّل، ثم انسحاب نظيف! وما لا يريد أن يقوله البعض بالتصريح قاله بالتلميح، بل فاخر، بخلفية عقل كانتونات". واعتبر أن "الرئيس برّي مصلحة وطنية، تتلاقى عنده كل الأطراف وتعرض عليه كل مشاكل البلد، بهدف إيجاد الحلول وتدوير الزوايا، وليس مسموحاً خسارة الرئيس بري أو تحويله إلى طرف طائفي لأهداف سياسية أو انتخابية أو انتقامية".

للتضامن مع القضاء: في المقابل، دعت جبهة المعارضة اللبنانية "كافة القوى الثورية الى اعتصام رمزي امام قصر العدل للتضامن مع الجسم القضائي الذي يقوم بواجبه الوطني رغم كل التهديدات والضغوط وتحديدا مع القاضي طارق البيطار في الحادية عشرة من قبل ظهر غد الثلثاء تزامنا مع انعقاد مجلس القضاء الاعلى".

يشعل الفتن: وبقيت حوادث الطيونة – عين الرمانة تثير الغبار حولها اليوم. وفي وقت هنّأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ذكرى المولد النبوي الشريف "اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً"، قائلاً عبر "تويتر" "عسى أن يتعزز في هذا الموعد المبارك تضامنهم في وجه الفتن والتحديات الاقتصادية القاسية ويترسّخ عيشنا المشترك وسلمنا الاهلي "،  توقف المكتب السياسي لحركة أمل أمام "الجريمة الكبيرة التي ارتكبتها العصابات المسلحة والمنظمة يوم الخميس الماضي بحق المتظاهرين العزّل الابرياء، الذين كانوا يمارسون حقهم السياسي المشروع في التعبير عن موقف الأداء الاستنسابي المشبوه للقاضي طارق بيطار، والمسار الذي اعتمده في التحقيق بجريمة المرفأ، لافتة الى "ان ما جرى يضع جميع اللبنانيين أمام حقيقة ما تقوم به هذه الجماعات من محاولة لإحياء الفتنة الداخلية والانقسام الوطني وتهديد السلم الاهلي وإعادة اللبنانيين إلى زمن الحروب الداخلية". وأكد المكتب في بيان "على الموقف الثابت برفض الانجرار إلى كل ما يخطط على هذا الصعيد من محاولة إعادة الامور إلى الوراء، والدخول في إي من ردات الفعل". وشددت الحركة على "ضرورة قيام الأجهزة الامنية والعسكرية والقضائية بدورها في توقيف كل الفاعلين والمتورطين والمحرضين، وإنزال العقوبات بهم، معاهدةً الشهداء والجرحى وكل اللبنانيين أنها لن تسمح بتجاوز ما حصل والالتفاف عليه بأي شكل من الاشكال". وتابع البيان: ان ما جرى كان قد استفاد مفتعلوه من الازمة التي اوجدها الاداء الكيدي والاستنسابي والانتقائي والمواقف المتذبذبة وازدواجية المعايير، وما اقدم عليه القاضي بيطار والذي يُمعن في اشعال فتائل التوتير في عناوين الاحتدام السياسي اللبناني، لذا كان وسيبقى مطلبنا المحق هو في اتباع الاصول في التحقيق بجريمة المرفأ والكشف عن المتسببين الحقيقيين لهذه النكبة، وليس ايجاد بدل عن ضائع لإلباسه ثوب التهمة والادانة الجاهزة مسبقاً في الغرف السوداء التي يُمسك بمفاتيحها أدوات مشبوهة في الداخل والخارج تستهدف عناصر قوة لبنان ومنعته".

دريان يحذر: بدوره، حذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في رسالة إلى اللبنانيين لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، من أخطار التسييس والتطييف للمسائل الوطنية الكبرى.وقال إن "ما جرى في الطيونة كان مشيناً ومهيناً ومعيباً أن يحصل بين أبناء الوطن الواحد، فالخلاف في الرأي مشروع، أما الاقتتال في الشارع فمرفوص وممنوع أياً كان السبب"، معتبراً أن "الحل يكون بالطرق السلمية، لا باستعمال السلاح المتفلّت في الشوارع، فالسلاح لا يجوز أن يُشهر بوجه بعضنا بعضاً، لأن هذا يؤسّس لإشعال الفتنة الطائفية والمذهبية التي لا نسمح لأيّ كان بإيقاظها". ولفت إلى أن "نحن في لبنان دولة لها قوانينها ودساتيرها وقضاؤها وجيشها وقواها الأمنية التي ينبغي التمسّك بها لأنها الملاذ الوحيد لحفظ أمن الوطن والمواطن". وشدد دريان على أننا "نخشى على العيش المشترك، وعلى وثيقة الوفاق الوطنيّ والدستور. وهي الثوابت التي لا يبدو أن أحداً يأبه لها وسط حمّى الانتخابات، وَحمَم المرفأ"، سائلاً: "مَن قال إننا لا نأبه للعدالة في جريمة العصر هذه؟ إِنما لذلك مسار واضح ينبغي التزامه، لكي لا ينقسم الناس من حول العدالة، كما من حول المسارِ السياسي".

ريفي في معراب: وسط هذه الاجواء، استقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب الوزير السابق اللواء اشرف ريفي في حضور منسق منطقة طرابلس في القوات جاد دميان. وقال ريفي بعد اللقاء: الفصيل المسلح نظم تظاهرة في الطيونة للاصطدام مع الجيش وكانت النتيجة حلقة جديدة من تدمير الدولة والمؤسسات. واضاف "حزب الله" يريد الإطاحة بالمحقق العدلي القاضي طارق البيطار ويقول للبنانيين إذا كنتم تريدون العدالة فادفعوا ذلك من استقراركم واقتصادكم". ودعا القاضيين سهيل عبود وغسان عويدات الى "تلقف كرة النار أو كرة العار التي يحاول "حزب الله" رميها على القضاء". واعتبر ان "القوات" تتعرض لحملة شعواء مركبة بعد أحداث الطيونة ووجودي خير دليل على مواجهة الوصاية، وللقوات نضال كبير وأنا هنا بقراري الشخصي وأمد يدي لتحالف مسيحي - اسلامي وتعاوننا يفتح الباب أمام القوى الأخرى".

ثرثرة: الى ذلك، قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص عبر تويتر "هنالك وزير دفاع في هذه الحكومة لم تعيّنه القوات اللبنانية ادلى بتصريح واضح عن احداث الطيونة وعين الرمانة وهو وزير الوصاية على القائمين بالتحقيق". واضاف "تصريح وزير الدفاع يشكل حتى الساعة المرجعية الرسمية الوحيدة، وكل ما عداه من كلام يتراوح بين الثرثرة والتحريض".

لا كمين: وكان وزير الدفاع موريس سليم اعتبر أن "ما حصل يوم الخميس في الطيونة ليس كميناً بل حادث مشؤوم"، لافتاً إلى أن "ظروف حصول الحادثة يبقى تحديدها للتحقيق الذي يعتمد على الوقائع والإثباتات التي تحدد المسؤوليات في ما جرى". وقال في حديث تلفزيوني: نحن نتعاطى مع الوقائع، وخريطة الوقائع يرسمها المحققون ونترك لهم تحديد ذلك بناءً للكاميرات والشهود والمشاركين والدلائل والاثباتات". وكشف أن "هناك 20 موقوفاً يتم التحقيق معهم في حوادث الطيونة".

هوكشتاين: على صعيد آخر، علمت المركزية ان الموفد الاميركي لمتابعة ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين يصل الى بيروت غدا وسيعقد اجتماعات مع المسؤولين الاربعاء والخميس لاستطلاع الموقف اللبناني من ترسيم الحدود وجسّ النبض ازاء الرغبة باستئناف المفاوضات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o