May 23, 2018 2:47 PM
خاص

قمة ماكرون-بوتين تتنقل بين ايـــــــران وسوريا ولبنان
عدم "مسايرة" اميركاً نووياً وتوسيع "استانة" ودعم "النأي بالنفس"

المركزية- في سان بطرسبورغ التي يصلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غداً في زيارة رسمية تستمر يومين، تحط الازمات الدولية رحالها على طاولة المحادثات التي تجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش مشاركتهما في مؤتمر اقتصادي.

وتشير اوساط دبلوماسية فرنسية لـ"المركزية" الى "ان الملف الايراني سيكون طبقاً رئيسياً بين الرئيسين نظراً "لحماوته" المرتفعة عقب الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي الذي فتح الباب لعودة سلسلة العقوبات الاقتصادية على طهران وتداعياتها على الشركات الاوروبية العملاقة كـ"توتال" و"رينو" وغيرها المُستثمرة بمليارات الدولارات في السوق الايراني، انطلاقاً من رؤيتهما المشتركة حول ضرورة التوصل الى اتفاق نووي جديد يُعيد انتظام الامور بين الدول المعنية الى ما كانت عليه، في ضوء تمّسك اوروبا، خصوصا فرنسا والمانيا وبريطانيا بالاتفاق وعدم "مسايرة اميركا" حيال الموضوع بل فتح المجال واسعاً امام التعاون مع موسكو التي تتمسك هي ايضا بالاتفاق لتشكيل جبهة موحّدة تقف في وجه "الاحادية" الاميركية في التفرّد بالقرارات من دون مشاورة الحلفاء".

والى الملف الايراني، تحتل الازمة السورية حيّزاً واسعاً من جدول محادثات رئيس "الاليزيه" و"قيصر" الكرملين في ظل القلق المشترك من انهيار اتّفاق "مناطق خفض التوتر" بعدما رفض النظام تنفيذ القرار2401 لوقف النار و"هدنة الشهر"، ما يُنذر بعودة المواجهات والتصعيد رداً على ما يقوم به النظام. وتلفت الاوساط الى "ان الرئيسين سيُشددان على ضروة تثبيت وقف اطلاق النار وقيام هدنة دائمة تُمهّد لانطلاق ورشة المفاوضات السياسية لحل الازمة وفق مندرجات جنيف واحد. وفي هذا السياق، سيحثّ ماكرون نظيره بوتين على ممارسة المزيد من الضغط على النظام للسير بالحل السياسي، تزامناً مع تشكيل لجنة من اطراف الصراع مهمتها وضع صيغة للدستور الجديد تتضمّن اجراء انتخابات نيابية ورئاسية وإسقاط طلب المعارضة تنحي الرئيس بشار الاسد خلال الفترة الانتقالية شرط الا يترشح للانتخابات عام 2021".

وفي السياق، سيُسلّط الرئيس ماكرون بحسب الاوساط الضوء على "ضرورة توسيع منصّة مؤتمر "استانة" الذي ترعاه روسيا مع تركيا وايران ليشمل دولا اوروبية اضافة الى الولايات المتحدة ودول عربية كالسعودية ومصر والاردن، بعدما تبيّن انه فشل في تثبيت وقف اطلاق النار لاسباب عدة منها "توتر" العلاقة بين رعاته الاساسيين، لاسيما على خط موسكو-طهران بعدما طالبت الاولى بانسحاب القوات الاجنبية غامزة من قناة ايران التي سارعت الى الردّ بان وجودها جاء بناء على طلب من الحكومة السورية".

وبالاضافة الى الملفين الايراني والسوري، لن يغيب التصعيد بين تل ابيب وطهران عن لقاء القمة بين ماكرون وبوتين، في ضوء "حرب الصواريخ" المندلعة بينهما في السماء السورية، خصوصاً في هضبة الجولان التي تحاول ايران التمركز فيها وابلاغ اسرئيل واشنطن وموسكو انها لن تقبل باي نفوذ ايراني في سوريا وانها ماضية في تدمير المواقع العسكرية والمصانع ومخازن السلاح، ما يُعزز الخوف من اندلاع حرب في منطقة الشرق الاوسط تريد عواصم القرار خصوصا باريس وموسكو منع وقوعها، لان شظاياها لن تبقى محصورة بحدود مناطق النزاع".

اما "مسك" ختام المحادثات الرئاسية سيكون الملف اللبناني، حيث يتّفق الروسي والفرنسي على ضرورة المحافظة على استقراره واحترام الرغبة اللبنانية الجامعة التي جسّدها قرار مجلس الوزراء باجماع مكوّناته بمن فيهم وزراء "حزب الله" على اعتماد سياسة "النأي بالنفس".

وتحصيناً لاستقرار لبنان اكثر، سيطلب ماكرون وفق الاوساط الدبلوماسية من بوتين الضغط على ايران لسحب قواتها من سوريا، لاسيما "حزب الله"، لان وجوده هناك يجعل استقرار لبنان هشّاً، خصوصاً ان الحزب جزء من محور اقليمي تتصاعد ضده الضغوط العسكرية والاقتصادية للجم توسّعه في المنطقة". 

غير ان مُجمل هذه الملفات المطروحة على بساط البحث بين الرئيسين ماكرون وبوتين لن تجد سبيلاًُ الى الحل المنشود والسريع، لكن المهم استمرار الحوار بدلاً من التصعيد الى حين "نضوج" التفاهمات والاتفاقات"، تختم الاوساط".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o