Oct 14, 2021 12:46 PM
خاص

الحزب المحشور ينفّذ ميني 7 ايار: هل يتصدى له عون ولو لمرّة؟

المركزية- شعر حزب الله ان "الطرق" السياسية والقضائية ما عادت تنفع ولن تفيده في فرض ارادته، فقرر بكل برودة اعصاب، اللجوء الى الخطة "ب"، اي السلاح. وهجُه حاضر دائما على اي حال، وبفضله، تمكّن الحزب، من الامساك بمفاصل الدولة كلّها، منذ العام 2005.

هو لم يلجأ اليه بالمباشر الا عندما تقطّعت به السبل، وعندما يتم حشرُه في زوايا ونقاط "تؤلمه". عام 2008، بحسب ما تذكّر مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية"، تجرّأت الدولة على ان تقول "لا" لشبكة اتصالاته الرديفة للشبكة "الرسمية"، ففقد الحزب "صوابه"، وأظهر وجهه الآخر للبنانيين واهالي بيروت فاحتل شوارع العاصمة وبيوت الناس وحرقها مع المؤسسات الاعلامية المعارضة له وسالت الدماء. في عام 2011 لم يعجبه فقدانه الاكثرية النيابية في البرلمان، وأقلقه وجود غالبية رافضة لسلاحه ولولائه لايران لا للبنان، فنشر شبابه بالقمصان السود في عراضة في الشوارع واخاف مَن يخاف على السلم الاهلي، فنقل الدفة في البرلمان من مكان الى آخر.

في بعض الاحيان كان يلجأ الى سحب وزرائه من الحكومة، ومعه طبعا حليفه الثابت والدائم، حركة امل التي لا تخيّب امله ابدا، بل رهانات مَن يراهنون على تمايز بين رئيسها نبيه بري وقيادة الحزب. وهذه الضربات "الناعمة" كانت تكفي لينال الثنائي مبتغاه.

اليوم، يبدو الثنائي الغاضب بقوة من مسار التحقيقات في انفجار المرفأ، أدرك ان اطاحة المحقق العدلي القاضي طارق بيطار ليست سهلة ولا "كوني فكانت". القضاة الشجعان يردون كل طلبات رد البيطار وكف يده لأنها غير متينة، فيما حليفه الرئاسي في بعبدا وميرنا الشالوحي "ما بيحملها" لا شعبيا ولا مسيحيا عشية الانتخابات النيابية المفترضة، ان يرضخَ لتهديدات الحزب ونبرته العالية لـ"يقبع" بيطار بشحطة قلم، وينسف التحقيق في الاعصار الذي دمّر بيروت وقتل ابناءها وشرّد اهلها.

بحسب ما تقول المصادر، هذه الوضعية غير المريحة دفعت بالثنائي الى خلع قفازاته الحريرية من جديد، فكشّر عن انيابه على الارض اليوم في هوبرة وفوضى مسلّحة وتّرت خطوط التماس القديمة بين الشياح وعين الرمانة، بالتزامن مع تحرك امام العدلية، علّه يرهب القضاء.

قبل هذه "الميني 7 ايار"، كان الكل ضد الثنائي، يرفض ازاحة بيطار. والتحدي هو ماذا سيحصل بعدها؟

هل سيصمد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امام ضغوطات الحزب وسيرفض ولو لمرة في عهده، الرضوخَ له، بما يعنيه من تسليم نهائي للدولة وقرارها ومؤسساتها وقضائها الى الحزب. ام ان هذه العراضة المسلّحة ستؤتي ثمارها من جديد، وستعطي الحزب ما يريد قضائيا، فيوافق رئيس الجمهورية على مخرج ما للتخلّص من البيطار... وعندها على لبنان السلام؟ الجواب في الساعات المقبلة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o