Oct 13, 2021 4:33 PM
خاص

الأحزاب المعارضة تخلط أوراق تحالفاتها...خرائط سياسية مختلفة لإقالة المنظومة

المركزية – للمرة الأولى تتحول الإنتخابات النيابية المقررة في أيار 2022 إلى مقصلة تحدٍّ على خلفية رهانين: تحصل في موعدها الدستوري أو لا تحصل ووفق القانون الحالي أم يصار إلى تعديله؟ والثاني هل يصح الرهان باعتبارها معبرا لإعادة تكوين السلطة؟ في الحالتين ثمة نقاط مشتركة بين المجتمع الدولي والقوى السيادية التغييرية على إجراء الانتخابات في موعدها باعتبار أنها المعبر الإلزامي لإعادة تكوين السلطة. وسواء حصلت الإنتخابات في موعدها الدستوري أم لا، فالماكينات الإنتخابية بدأت دورانها في الأحزاب وشركات الإستطلاع، وما هو متوقع بحسب قراءة مطلعين على نتائج الإستطلاعات الأولية، أن المعارك الإنتخابية في الدوائر ذات الغالبية المسيحية ستكون على أشدها بين  القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر فيما يسعى حزب الكتائب للانفتاح على المجتمع المدني، مع التأكيد على أن من المبكر جدا التكهن بالنتائج  طالما أن الغموض يكتنف التحالفات الانتخابية التي تؤشر إلى إعادة خلط الأوراق أكثر مما كانت عليه في الانتخابات النيابية السابقة. 

في السياق عينه، لفتت مصادر الى ان سفراء دول غربيين يعقدون اجتماعات مع مجموعات الثورة والمجتمع المدني تحضيراً للانتخابات، ويطّلعون منهم على برامج عملهم ومدى استعدادهم لخوض الاستحقاق موحدين، وهذا ما نفته مجموعات الثورة التغييرية وأكدت أن "الانتخابات شأن لبناني سيادي داخلي، وسنخوضها برؤية لبنانية سيادية، والمجتمع المدني معني بإنجاز مواجهة منظمة ضمن رؤية وقيادة وبرنامج موحد كي يستطيع مواجهة المنظومة التي تستخدم المؤسسات الدستورية والعسكرية والأمنية والمالية إضافة الى عنصر الاذلال والتجويع الذي يعيد انتاج القواعد الزبائنية". 

رئيس جهاز الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية باتريك ريشا أوضح لـ"المركزية" أن "حزب الكتائب موجود ضمن جبهة المعارضة اللبنانية التي تشكلت منذ عام وهي تتوسع ضمن إطار تنظيمي، ومن المقرر أن تعلن عن مبادئها في مؤتمر يعلن عن موعده لاحقا". ولفت "إلى أن الكتائب خاضت انتخابات نقابية من خلال مجموعات الثورة والمجتمع المدني ولا تزال". 

واعتبر "أن نتائج الانتخابات النقابية والطالبية التي تخوضها الأحزاب هي بمثابة  مؤشر، لكن لا يمكن الإرتكاز عليها في الإنتخابات النيابية. ففي انتخابات 2018 تبين أن نتائج الإنتخابات التي سبقت موعد الإستحقاق في بلدية بيروت ونقابة المهندسين لم تترجم بالأرقام إلى حالة شعبية". 

ولفت ريشا إلى أن معركة الكتائب في انتخابات 2022 ترتكز على  ثلاثة عناوين كبيرة وهي "المقاربة الوطنية والسيادة ومواجهة المنظومة السياسية. ونرحب بكل من يتفق معنا على هذه المبادئ علما أن ثمة الكثير من الأصدقاء والقوى المحلية المعارضة التي نتقارب معها. المهم أن تكون هذه القوى والأحزاب خارج المنظومة. فنحن لن  نسعى لتحسين شروطنا ضمن اللعبة إنما لتغييرها وعندما قدمنا استقالتنا من المجلس النيابي بعد جريمة تفجير المرفأ في 4 آب 2020 وخرجنا من الحكومة لم نربط استقالتنا بشرط استقالة أفرقاء آخرين لأننا كنا على ثقة أن عملية التغيير لن تحصل من داخلها وهدفنا بناء لبنان الجديد على قواعد جديدة وهذا ما نأمله من انتخابات 2022". 

وعلى رغم عدم انطلاق عجلة التحالفات داخل حزب الكتائب إلا أن الثابت بحسب ريشا أنها لن تكون محصورة بطائفة واحدة "إنما بحلف عابر للطوائف ولديه آذان صاغية. ونتمنى كأحزاب معارضة أن تنعكس رغبة الناس بالتغيير في صناديق الإقتراع". 

تكشف استطلاعات الرأي عن احتمالات خرق كبيرة للمجتمع المدني اذا خاض الاستحقاق موحداً، ومن الطبيعي أن تسعى السلطة لتطيير الانتخابات. والعمل جاد في كل القوى المجتمعية الحية وقوى ثورة 17 تشرين على تشكيل أوسع تحالف للمعارضة لخوض الانتخابات فهل تنجح الأحزاب المعارضة التي شكلت جبهة سيادية في إحداث خرق في تحالفات المنظومة السياسية؟ 

أمين الداخلية في حزب الوطنيين الأحرار كميل جوزف شمعون أوضح عبر "المركزية" أن "حزب الأحرار يلتقي مع كل فريق يشبهه في توجهاته وخطه الوطني القائم على شعار لبنان أولا وأخيرا ولفت إلى أن الإختلاف مع بعض قوى المعارضة التي لم تنضم إلى الجبهة السيادية التي تشكلت مع مجموعة من الأحزاب والقوى السيادية المعارضة يعود إلى أن لكل فريق خارطة سياسية مختلفة لكن الهدف واحد: مواجهة الإحتلال الإيراني". 

واضاف: "نحن على أتم الإستعداد للتحالف مع أي فريق يشبهنا لمحاربة هذه المنظومة المتحكمة لاستعادة الكيان والهوية والديمقراطية بعدما باتت كل هذه المبادئ رهن منظومة الإحتلال". وشدد شمعون على مبدأ الشراكة المسيحية الإسلامية في التحالفات "وهذا طبيعي فنحن حزب ليبرالي و يضم في مجلسه الأعلى أعضاء من كل الطوائف". وختم شمعون: "متمسكون بالديمقراطية والتغيير والدستور ولن نتأخر في مواجهة المنظومة بالصوت وليس بالسلاح الذي يقاوم به فريق الإحتلال الإيراني".   

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o