Oct 12, 2021 1:50 PM
خاص

قاآني في بغداد قبيل نتائج الانتخابات العراقية... ايران تلملم خسارتها

المركزية – في زيارة مفاجئة حط رئيس الحرس الثوري الايراني اسماعيل قاآني في بغداد قبيل اصدار نتائج الانتخابات المبكرة التي شهدتها العراق يوم الاحد الماضي.  

وتأتي زيارة قاآني بحسب ما أفادت مصادر مطلعة "المركزية"، بعد خسارة مني بها أنصار ومؤيدو ايران في الانتخابات. صحيح ان النتائج النهائية لم تصدر بعد، إلا ان النتائج شبه النهائية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات المستقلة في العراق حملت مفاجآت كبرى، وكان أبرزها حصول تحالف الفتح، المظلة السياسية للحشد الشعبي والفصائل الموالية لإيران، على 14 مقعدا، بعدما كان قد حصل على 48 مقعدا خلال انتخابات عام 2018، وهو ما اعتبر مؤشرا على عدم قبول الشارع لهذا المسار. في المقابل، أعلن تحالف "فتح" رفضه النتائج الأولية للانتخابات، وقال هادي العامري، زعيم التحالف، في بيان مقتضب: "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن وسندافع عن أصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة"، دون مزيد من التفاصيل.

وفي المقابل، حل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر في المرتبة الأولى بنحو 72 مقعدا، فيما جاء حزب "تقدم" (سني) الذي يقوده رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي في المرتبة الثانية بنحو 43 مقعدا.  

وتمثل المقاعد التي حصلت على القوى المنبثقة عن الاحتجاجات الشعبية، التي انطلقت عام 2019، أبرز مفاجآت الانتخابات في العراق، حيث تمكن حزب "امتداد" في محافظة ذي قار، برئاسة الناشط والمتظاهر علاء الركابي، من تحقيق 9 مقاعد على مستوى البلاد، فيما حقق حزب "إشراقة كانون" نحو 6 مقاعد، فضلا عن نحو 10 مستقلين آخرين، مما يمنحهم كتلة وازنة في مجلس النواب المكون من 329 مقعدا.  

أما في إقليم كردستان العراق، فقد تمكّن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني من الفوز بنحو 32 مقعداً، متجاوزاً رصيده في الانتخابات الماضية بـ7 مقاعد. وفيما مُنيت حركة "التغيير" الكردية بخسارة قاسية ولم تحصل على أي مقعد، تمكّنت حركة "الجيل الجديد" الناشئة من الفوز بنحو 9 مقاعد.  

وأكدت المصادر ان مقتدى الصدر كسح المناطق كلها التي تضم شيعة وسنّة من بغداد حتى كربلاء والنجف لأنه الاقوى، مشيرة ان لفوزه رمزية خاصة، فهو قيادي شيعي كبير ومعارض لايران، وقف في وجه كل القوى المؤيدة لطهران وحقق فوزاً تاريخياً. كما أنه تعهد في كلمة متلفزة سحب السلاح المتفلت "حتى ممن كانوا يدعون المقاومة"، في إشارة إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران. وشدد على أن "العراق للعراقيين فقط". أما المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني فقد دعا أنصاره الى اختيار الافضل والتغيير ودعم قوى جديدة، وحثهم على تجديد الدم في السياسة العراقية.  

بالعودة الى زيارة قاآني، سألت المصادر: "لماذا وصل قاآني الى العراق فجأة؟ لأن جماعته والقوى المؤيدة لايران ورئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي تراجعت في الانتخابات كثيرا، وجاء الايرانيون ليروا كيف سيقومون بالضغوط والتحالفات. ولفتت المصادر الى ان المشكلة تكمن في ان جماعة الصدر لم تحصل على اكثرية مطلقة كي تشكل حكومة جديدة معارضة، وبالتالي هناك تخوف من حصول تحالفات بين الجماعات الايرانية وبعض السنّة مثل الحلبوسي وبعض الاكراد فيحصلون عندها على مواقع مهمة ويعودون للسيطرة على السلطة".  

واعتبرت المصادر ان الانتخابات العراقية شكلت ضربة كبيرة لايران، خاصة مع نجاح المحور المؤيد للغرب وللعرب وعلى رأسه مقتدى الصدر الذي كان قد زار السعودية في وقت سابق ولديه علاقات مع القوى. طبعا الصدر لا يريد الايرانيين ولا الاميركيين ويدعو في كل خطاباته الى عدم وجود قوى خارجية في العراق.  

أما رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي لم يشارك في الانتخابات ولم يكن لديه مرشحون، فقد يكون حلاً وسطاً في تشكيل الحكومة في حال حظي بدعم مقتدى الصدر، تختم المصادر.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o