Oct 11, 2021 2:35 PM
خاص

هل تساعد العلاقة الروسية – الإسرائيلية التطبيع في المنطقة؟

المركزية – في ظل علاقات روسية - إسرائيلية مميزة قد تعززها زيارة رئيس حكومة إسرائيل نفتالي بينيت إلى موسكو قريباً بعد زيارة واشنطن، وتقدم خطوات التعاطي بين الدولتين، هل ممكن أن نترقب دوراً فاعلاً لروسيا في المنطقة، يساعد على دعم سياسة التطبيع مع إسرائيل؟  

مصادر دبلوماسية مطلعة كشفت لـ "المركزية" أن "اتفاقية السلام وليس التطبيع مع سوريا طرحت بين روسيا وإسرائيل منذ عهد رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو وكان الجولان العقبة حينها. ومع تشكيل الحكومة الجديدة في تل أبيب، كانت الزيارة الرسمية الأولى لوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد منذ تسلمه منصبه إلى العاصمة الروسية موسكو. العلاقات الروسية - الإسرائيلية مهمة والروس حريصون على أمن إسرائيل وعلى ألا تكون سوريا نقطة تستخدم ضدها وهذا محور خلافهم الأساسي مع إيران و"حزب الله". بالتالي، تسعى موسكو منذ فترة إلى تحقيق اتفاقية السلام السوري – الإسرائيلي، إلا أنها لا ترى من مجال أمامها راهناً، نتيجة عقبة الجولان وتصلب القيادة الإسرائيلية وهذا كان نابعا من موقف أميركي تابع للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أما في ظلّ القيادة الجديدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن المؤيد لحل الدولتين فسيعيد البحث في الملف من دون شك"، معتبرةً أن "ذلك سيتم بناءً على تفاهم أميركي - روسي في الدرجة الأولى ليليه تفاهم إسرائيلي – سوري".  

"الروس دخلوا في ملف السلام مع سوريا فقط، أما على الصعيد اللبناني فغير مطروح لأنهم يدركون وجود لاعبين آخرين على أرضه، لا سيما الأميركي المشرف على ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية – الإسرائيلية"، دائماً وفق المصادر، موضحةً أن "الولايات المتحدة تتولى قضية التطبيع في حين أن الدور الروسي يقتصر فقط على الترحيب به، مع حرصه على ألا يكون على حساب حلّ الدولتين".  

على خطّ آخر، وفي ما تعطي العلاقات الروسية – السعودية انطباعاً جيداً، عززته الاتصالات والزيارات التي قام بها مسؤولون سعوديون إلى موسكو وروس الى الرياض، رأت المصادر أن "هذه العلاقة تتطوّر وتتحسن كلّما ساءت العلاقات الأميركية – السعودية. الطرفان متفاهمان حول العديد من المواضيع. لكن، التفاهم الأبرز بين موسكو والرياض والذي يعدّ محورياً في العلاقة بينهما مرتكز على منظمة الدول المصدرة للبترول الأوبك OPEC، كون البلدين يؤديان دوراً أساسياً في قرارات المنظمة المتّخذة على اساس الاتفاق الثنائي بينهما لأنهما من أكبر المنتجين المنضوين فيها. إلا أن التطور في القضايا الأخرى لا يسير تماماً بالاتجاه المرغوب فيه من الروس، ولا تزال الخطوات بطيئة وهذه طبيعة السعودية، في المقابل تطوّر علاقات دول أخرى مع روسيا أسرع مثل قطر، الإمارات، الكويت...".  

"روسيا أثارت مع السعودية ومختلف الدول العربية الملف اللبناني، لتحفيزها على ضرورة عدم ترك البلد للانهيار ومساعدته والتعاون معه"، حسب المصادر، وتابعت "مع الإصرار على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية يلفت الروس نظر العرب في الوقت نفسه الى عدم تكرار خطأ سوريا في لبنان، بحيث أنهم حين انسحبوا من الاولى دخل الإيراني، وبالتالي انسحابهم السياسي من لبنان افسح المجال أمام جعله ساحة مفتوحة لقوى إقليمية أخرى تركية أو إيرانية...".  

"موقف روسيا من لبنان على حاله، فهي رحبت بتشكيل الحكومة بعد أن كانت تتخوف من انهيار البلد واعتبرت أن الحكومة خففت من سرعته. وموسكو تبدي استعدادها لمساعدة لبنان، لكنه بحاجة إلى مبالغ مالية ضخمة، في حين أن مصالحها تقضي بتركيز اهتمامها على دول أخرى أكثر أهمية بالنسبة إليها، وتفضّل توظيف أموالها فيها مثل سوريا وكاراباخ ومشاكلها مع أوكرانيا، وغيرها من المناطق الحساسة، إضافةً إلى بروز مشكلة أفغانستان وانشغالها بموضوع الحدود مع آسيا الوسطى (قرغيزيا، أوزباكستان، كازاخستان)"، ختمت المصادر.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o