May 22, 2018 3:47 PM
خاص

بوتين أبلغ الأسد "الرسالة": لا تصعيد إضافيــــــاً في الميدان السوري
تثبيت الهدنة وانسحاب المقاتلين الاجانب ووضع دستور جديد لإحياء التسوية

المركزية- صحيح ان النظام السوري وحلفاءه الايرانيين يواصلون عملياتهم العسكرية على الارض، وقد انتقلوا - بعد ان أحكموا سيطرتهم على الغوطة الشرقية حيث أخلوها من مسلحي المعارضة السورية وذويهم الذين نقلوا الى ادلب شمالا الى التركيز مجددا على محاربة "داعش"، فأطلقوا امس معارك ضده في محيط دمشق، معلنين استعادة منطقة الحجر الأسود جنوبي العاصمة منه، الا ان مصادر دبلوماسية مطّلعة تقول لـ"المركزية" إن مرحلة المواجهات الميدانية والمعارك العسكرية انتهت في سوريا، وبات إحياء مسار المفاوضات السياسية للحل، مسألة وقت لا أكثر. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبلغ الرئيس السوري بشار الاسد في لقائهما الاخير في سوتشي منذ ايام قليلة ان الأوان آن لوقف التصعيد، وأن عليه ونظامه، الاستعداد للعودة الى طاولة الحوار. وقد بدا "القيصر"، بحسب المصادر، لا يستشير الاسد او يناقشه في هذا القرار، بل يبلغه اياه، بحزم "وانتهى".

وفي الاتجاه عينه ايضا، يذهب اعلان الروس ان على الايرانيين البدء بالانسحاب من سوريا. وقد اشار مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى سوريا الكسندر لافرينتييف الجمعة ان "انسحاب القوات الاجنبية من سوريا يجب ان يتم بشكل شامل"، مشيرا الى ان "الحديث يجري عن جميع القوات العسكرية المتواجدة في سويا بما في ذلك الاميركيون والاتراك وحزب الله وبالطبع الايرانيون". وقد استدعى هذا الموقف المتقدم، بحسب المصادر، ردا من ايران التي جزمت ان "لا يمكن لأحد ان يجبر ايران على الانسحاب من سوريا وان تواجدنا الاستشاري سيستمر في سوريا ما دام هناك طلب من حكومتها".

في الموازاة، سنكون في الأيام المقبلة امام تكثيف للاتصالات الدولية لتحريك المياه الراكدة في قنوات الحل. وقد أعلنت الخارجية الروسية، اليوم أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث هاتفياً مع نظيره التركي، مولود تشاويش أوغلو، العمل ضمن "صيغة أستانة" لدفع التسوية السورية. وجاء في بيان الخارجية الروسية على موقعها الالكتروني الرسمي: بحث الوزيران القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك العمل في "صيغة أستانة" لدفع التسوية السورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وفي حين يستعد المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي مستورا لجولة اتصالات دولية جديدة لمحاولة تحضير الارضية لنسخة جديدة من مفاوضات جنيف، تقول المصادر ان الملف السوري سيكون جزءا لا يتجزّأ من المشاورات التي يجريها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع الرئيس الروسي في روسيا نهاية الاسبوع الجاري، وتحديدا في 24 و25 أيار.. وبحسب المصادر، فإن الخريطة التي يحملها المجتمع الدولي، ولا سيما واشنطن والدول الاوروبية وعلى رأسها فرنسا، تقوم على ضرورة تثبيت وقف اطلاق النار في سوريا تطبيقا للقرار الدولي 2401 واعادة الاعتبار الى قواعد مناطق خفض التوتر أوّلا، ومن ثم إنعاش المفاوضات بين المتنازعين في سوريا عبر المنصّة التي تحظى بأوسع احتضان دولي الا وهي منصّة جنيف، وإلا فتوسيع "منصة أستانة"، على ان تركز الطاولة العتيدة على التوصل الى حل ينبثق من مندرجات جنيف 1 وعلى تشكيل لجنة من أطراف الصراع لوضع صيغة للدستور الجديد من دون العودة الى شرط تنحي بشار الاسد خلال الفترة الانتقالية شرط الا يترشح للانتخابات عام 2021 بعد انتهاء ولايته، وان تجرى الانتخابات النيابية والرئاسية وفق الدستور الجديد. في الموازاة، يفترض ان تنصب الجهود على تحقيق انسحاب القوات الاجنبية من سوريا بدءا بعناصر الحرس الثوري الايراني وحزب الله، كون بقائها يعقد الحل ويؤزم الامور، وصولا الى القوات الاميركية والروسية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o