May 22, 2018 3:25 PM
خاص

ارتفاع سقف المواقف الاقليميــة دافع الى الحـوار لا المواجهـة
مفاوضات دولية على قواعد جديدة: ايران محاصرة حتى من الحلفاء

المركزية- ازدحمت الساحة الاقليمية في اليومين الماضيين بالرسائل السياسية المتبادلة بين الدول. من موسكوالى طهران، دعوة لخروجها وميليشياتها من سوريا وردّ ايراني سريع بأن "احدا لا يستطيع إخراجنا من سوريا والذين يجب ان يخرجوا هم الذين دخلوها من دون اذن حكومتها." واستتباعا، من موسكو الى دمشق حيث صرح مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المكلف بالتعاون العسكري والتقني فلاديمير كوجين بعد مضي 24 ساعة من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لموسكو، بأن "بيع أنظمة الدفاع الجوي إس-300 إلى سوريا ليس من بين اهتمامات موسكو...فالجيش السوري لديه كل ما يحتاجه لمواجهة أعدائه"، في موقف مناقض لما كان عليه قبل ايام. ومن واشنطن الى طهران، رسالة نووية مدوية وجهها وزير خارجيتها مايك بومبيو امس عبر الاستراتيجية الجديدة للتعامل مع ايران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي متوعدا بأن "العقوبات التي سنفرضها ستجعل ايران تكافح لمجرد البقاء... ومحددا 12 شرطا قال ان ايران اذا التزمت بها سنكون مستعدين لرفع العقوبات وتطبيع العلاقات التجارية". الرسالة الاميركية لم تستسغها "القارة العجوز الحليفة"، فخرجت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني فور انتهاء خطاب بومبيو لتؤكد  "أن ما من "حل بديل" من الاتفاق النووي مع إيران،  وإن "خطاب الوزير بومبيو لم يثبت البتة كيف أن الانسحاب من الاتفاق جعل أو سيجعل المنطقة أكثر أمنا من تهديد الانتشار النووي، أو كيف سيجعلنا في موقع أفضل للتأثير في سلوك إيران في مجالات خارج إطار الاتفاق." اما طهران فأعلنت على لسان المتحدث باسم الخارجية الايرانية، بهرام قاسمي، بأن كلام بومبيو "مزاعم مكررة وفارغة ولا أساس لها."

ازاء لوحة التطورات السياسية هذه، تقول اوساط دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان مجرد قراءتها من بعد يبعث على القلق، ويوحي بأن المنطقة متجهة نحو سخونة ومواجهة محتدمة بين طرفي النزاع، غير ان باطن الامور لا يشبه ظاهرها، ذلك ان رفع سقف المواقف الى حده الاقصى، يؤشر خلافا لكل الاعتقادات باندلاع الحرب، الى محاولة جر القوى المعنية كافة الى طاولة الحوار والتفاوض حول المرحلة المقبلة، في استعادة لسيناريو التسخين الذي ساد ابان حقبة ما قبل توقيع الاتفاق النووي في تموز 2016. وتعرب عن اعتقادها بأن اكثر من اشارة صدرت في هذا الاتجاه، لعل ابرزها اعلان قائد سلاح الجو الإسرائيلي عميكم نوركين اليوم أن الإيرانيين أطلقوا 32 صاروخاً على الجولان المحتل، قبل أسبوعين، وليس 20 فقط. وقال خلال مؤتمر يستضيف قادة أسلحة جو من العالم، إن المضادات الأرضية السورية أطلقت أكثر من 100 صاروخ على المقاتلات الإسرائيلية خلال الغارات واسعة النطاق على 20 هدفاً إيرانياً في سوريا. فعلى رغم وابل الغارات والصواريخ الاسرائيلية على المواقع الايرانية، والاصابات التي طاولت مسؤولين عسكريين ايرانيين، جاء الرد الايراني خجولا لا يتناسب وحجم الفعل الاسرائيلي. وتضيف ان خطوات موسكو ومواقفها في الآونة الاخيرة لا يمكن الا ان تُشتم منها رائحة اتفاقات تبرم تحت طاولات المفاوضات بين كبار القادة والرؤساء في الدول المؤثرة في القرار من اجل دفع ايران الى الخارج السوري على الارجح، في خطوة تتقاطع مع تطلعات واشنطن لكبح جماح طهران التوسعي في المنطقة وولوج مرحلة مفاوضات على اسس جديدة لا تملك فيها الجمهورية الاسلامية اوراق قوة بعدما فقدت ابرزها، لا بل تتحضر لمواجهة عقوبات قاسية في مرحلة تعاني ما تعانيه على مستوى واقعها الاقتصادي والاجتماعي الصعب.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o