May 22, 2018 2:24 PM
خاص

"حزب الله" يتطلّع الى ثلث معطّل حكومي عابر للطوائف.. للتحكم بالقرارات!
الحريري يتمسّك وجنبلاط بوزرائهمــــــــا.. وعون: أنا الضمانة

المركزية- تكثر التحليلات والتكهّنات في الصالونات السياسية وعلى اوراق الصحف، حول المسار الذي ستسلكه "عربة" التأليف الحكومي، وهل سيكون معبّدا أم سيشهد مطبات وتعرّجات وتعقيدات، تجعل المشوار صعبا وطويلا، وهو ما يحصل معظم الاحيان إبان عملية تشكيل الحكومة. وفي وقت يقول مراقبون ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لن يقبل بأي مماطلة ويريد الحكومة في أسرع وقت، ويتوقّع هؤلاء - وهُم من المتفائلين - الا تنعكس المواقف العالية السقف التي سجّلت في الاسابيع الماضية والشروطُ الوزارية التي رفعها الاطراف السياسيون كلّهم في شأن توزيع الحقائب والحصص، سلبا على "جراحة" ولادة الحكومة المنتظرة وأن تُذلّل خلال ايام، لا تبدو مصادر سياسية مطّلعة على الموجة الايجابية نفسها، وتعرب عبر "المركزية" عن قلقها من تعقيدات ستبرز قريبا، تتخطى الأحجام وتناتش الوزارات، الى ما هو أعمق، وتتعلّق بالتحكم بالقرارات الكبرى في البلاد.

فوفقا لمعلومات توافرت اليها، تكشف المصادر ان حزب الله سيعمل في الايام المقبلة لمحاولة انتزاع ثلث معطل في الحكومة، تحسبا للتطورات المرتقبة اقليميا ودوليا، فيعزز قدرته على حماية نفسه من الاستهداف. وتلفت الى ان وبعد الانتهاء من عملية انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة مكتب جدد لمجلس النواب غدا، وتكليف رئيس جديد تأليف الحكومة- وبات معروفا ان المهمة ستؤول الى الرئيس سعد الحريري مجددا- ستثير "الضاحية" خلال الاستشارات، هذه المسألة، ولو بطريقة "ملتوية" غير مباشرة، منطلِقة من ضرورة توسيع مشاركة "الحزب" في الحكومة بناء للاحجام والاوزان التي أفرزتها الانتخابات النيابية، حيث ان "الحزب" وحركة امل يملكان 26 مقعدا شيعيا من اصل 27. وعليه، سيطالب "الثنائي" بأن تكون له الحصة الشيعية، اي ستة مقاعد اذا كانت الحكومة ثلاثينية. لكنّه، في الموازاة، سيدفع ايضا نحو تمثيل كتلة المردة (7 نواب) بوزيرين وكتلة "سنّة 8 اذار" بوزيرين سنيين، اضافة الى وزير درزي (يمثل الحزب الديموقراطي اللبناني) ما يعني ان الكتلة الوزارية المحسوبة على 8 اذار ستضم نحو 11 وزيرا، أي الثلث المعطّل! فهل يقبل الرئيس الحريري، الذي لدغ سابقا من "جحر" الثلث المعطّل، عندما دخل الى البيت الابيض رئيسا للحكومة عام 2011 وخرج منه رئيسا لحكومة مستقيلة بعد ان استقال ثلث وزرائها منها، بتكرار التجربة نفسها، وإعطاء حزب الله الثلث المعطل في الحكومة العتيدة؟

أوساط السراي، تستبعد عبر "المركزية" توجّها كهذا من الرئيس الحريري. وتوضح ان ما يتطلّع اليه "الحزب" سيصطدم برفض الرئيس الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ايضا، ان "تمتدّ" يد الثنائي الشيعي، الى "حصّتهما" الوزارية، اذا ان الاولوية لهما لاختيار ممثليهما. أما مصادر التيار البرتقالي، فتقول ان "في ظلّ وجود رئيس "قوي" في بعبدا، لا حاجة لأن يطالب اي فريق بالثلث المعطل لضمان نفسه وحقوقه، فالرئيس "بيّ الكل" وهو الضامن للجميع والحامي لهم ولوجودهم". من جهة أخرى، تشير الى ان "بعبدا لا تحبّذ حصول اي طرف على الثلث المعطل الذي يعطيه في الواقع حق "الفيتو" داخل الحكومة، فيصبح قادراً على تعطيل ما لا يناسبه من قرارات. ففي رأي سيّد القصر، المرحلة صعبة ودقيقة وحساسة على الصعد كافة، سياسيا واقتصاديا، محليا وخارجيا، وبالتالي "لا يجوز ان تكون الحكومة تحت رحمة اي طرف سياسي". وعليه، تتابع المصادر، الدفع الرئاسي هو نحو الا تكون المشاركة في الحكومة هذه المرة مستندة الى الاوزان والاحجام، بل أن تكون "رمزية" مبنية على "نوعية" الوزراء لا "كميتهم". ففريق نيابي واسع قد يمثل بوزير او اثنين فقط، لان التركيز منصب على ما يمكن ان يقدمه هؤلاء للبلاد، لا على حجم الكتلة الوزارية فقط.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o